70
يوم الأحد 40/10/9002م :
1- عائلة أبو حجاج:
فـي منطقـة جحـر الديـك شـرق قطـاع غـزة،
ً
فـي صبـاح هـذا اليـوم, أطلـق جنـود الاحتـ ل الرصـاص عمـدا
مـن
ً
علـى أفـراد مـن «عائلـة أبـو حجـاج» وعلـى جيرانهـم مـن عائلـة الصفـدي الذيـن تركـوا منازلهـم خوفـا
ا سـ مة أبو حجاج » (64عاما),
َّ
القصف العشـوائي من دبابات الاحتلال, مما أدى إلى استشـهاد «ري
وابنتهـا الشـهيدة « ماجـدة عبـد الكريـم أبـو حجـاج » (53عامـا).
:
131
السيد «صالح أبو حجاج» (92عاما) يروي
«بــدأت القصــة الأليمــة عندمــا ســقطت واحــدة مــن القذائــف الإســرائيلية داخــل المنــزل, فأصيبــت ابنــة
شـقيقي البالغـة مـن العمر(31عامـا), ومـع تواصـل إطـ ق القذائـف بشـكل مكثـف وعشـوائي؛ اضطررنـا
مـن المـوت.
ً
إلـى اتخـاذ القـرار بمغـادرة المنـزل خوفـا
بيضـاء، فيمـا حمـل ابـن الجيـران « أحمـد الصفـدي» رايـة أخـرى، وسـرنا
ً
حملـت شـقيقتي« ماجـدة» رايـة
لمسـافة 004 متـر تقريبـا قبـل أن يبـدأ إطـ ق النـار تجاهنـا, وقـد كان بإمـكان جيـش الاحتـ ل المتمركـز
داخــل المنطقــة بدباباتــه أن يرانــا بالعيــن المجــردة لأن المنطقــة مفتوحــة و مكشــوفة، لكنــه اختــار أن
يسـتهدفنا رغـم كثـرة عـدد الأطفـال الذيـن كانـوا معنـا .
أصابـت إحـدى الرصاصـات الإسـرائيلية والدتـي «ريـا أبـو حجـاج» فـي صدرهـا إلا أنهـا واصلـت السـير
معنـا إلـى أن سـقطت بعـد قطعهـا مسـافة قدرهـا نحـو عشـرة أمتـار, وفـي ذات اللحظـة التـي سـقطت فيهـا
، أصابـت رصاصـة شـقيقتي «ماجـدة» فقتلتهـا علـى الفـور, و سـقطت مـع «ماجـدة» الرايـة
ً
والدتـي أرضـا
البيضـاء التـي كانـت ترفعهـا, وكانـت تلـك رسـالة واضحـة مـن جيـش الاحتـ ل مفادهـا أنـه حتـى الرايـات
البيضـاء لـن تحـول دون اسـتهداف المدنييـن، ولـن تنجـح فـي توفيـر الحمايـة لهـم .
تواصـل إطـ ق النـار تجاهنـا بشـكل مكثـف وبـدون انقطـاع ممـا دفعنـا إلـى تـرك والدتـي وشـقيقتي، ولقـد
كان الألـم يعتصرنـا لأننـا عجزنـا عـن مـد يـد العـون لوالدتـي، وتركنـا جثـة شـقيقتي لأنـه وببسـاطة لـم يكـن
مـن الممكـن التوقـف وحملهـا فـي ظـل كثافـة النيـران, ورجعنـا إلـى منزلنـا, و مكثنـا فيـه مـدة يوميـن، وفـي
ظـل إطـ ق النـار الكثيـف فـي المنطقـة لـم نتمكـن مـن الذهـاب إلـى أي مـكان، غيـر أن تواصـل العـدوان
مـن
ً
الإسـرائيلي فـي اسـتهداف المنـزل؛ دفعنـا إلـى اتخـاذ القـرار مـرة أخـرى لمغادرتـه، لنمـوت خارجـه بـدلا
أن يسـقط فـوق رؤوسـنا فندفـن تحـت أنقاضـه .
سـلكنا الاتجاه المعاكس الذي سـلكناه في المحاولة الأولى، وواصلنا المسـير إلى أن وصلنا إلى منطقة
آمنـة, وتـم إخلاؤنـا منهـا إلا أننـا نجحنـا فـي الفـرار رغـم الإصـرار الإسـرائيلي الواضـح علـى اسـتهدافنا،
التــي تواصــل خلالهمــا توغــل
ً
أمــا الشــهيدتان فقــد بقيــت جثتاهمــا فــي المــكان طيلــة الســتة عشــر يومــا
قـوات الاحتـ ل فـي المنطقـة.
و مــع إعــ ن وقــف إطــ ق النــار مــن اتجــاه واحــد، ذهبنــا إلــى المنطقــة وباشــرنا بالبحــث عــن جثمــان
ـروا معالـم المـكان, وقـد وجدنـا جثـة والدتـي تحـت
َّ
شـقيقتي ووالدتـي، ولكننـا فوجئنـا بـأن جنـود الاحتـ ل غي
كومـة كبيـرة مـن التـراب، ثـم تابعنـا البحـث عـن جثـة شـقيقتي فوجدناهـا تحـت بقايـا أثـاث المنـزل، و قـد
- مقابلة مع «صالح أبو حجاج»، يوم الاثنين 9002/40/60, في منزله في منطقة جحر الديك، شرق غزة.
131