80
:
140
الابنة المتبقية من العائلة «دلال عامر أبو عيشة « (31 عاما) تروي
«بتاريـخ 4/1/9002م, وفـى حوالـي السـاعة العاشـرة صباحـا، جاءنـا خبـر استشـهاد ابنـة عمتـي التـي
تســكن فــي شــارع الجــ ء، فذهبــت أنــا وجدتــي ووالــداي وشــقيقي الأكبــر «ســيد» لتقديــم واجــب العــزاء،
وبعـد مـرور سـاعة علـى وجودنـا فـي منـزل عمتـي طلـب منـا أبـي أن نجهـز أنفسـنا للعـودة إلـى البيـت,
فطلبـت أن أبقـى مـع عمتـي وجدتـي, فقـال لـي: «ابـق إلـى آخـر النهـار وسـأرجع لأخـذك عنـد المغـرب».
وقـال لـي:» نامـي الليلـة عنـد عمتـك لأن الوضـع عندنـا فـي المشـتل خطـر
ً
وعنـد المغـرب اتصـل هاتفيـا
ً
ولا أســتطيع المجــيء لأخــذك إلــى المنــزل», وفــى صبــاح اليــوم التالــي وذلــك عنــد الســاعة 03.5 فجــرا
رن جـرس الهاتـف، فأفقـت مـن النـوم وذهبـت لأجيـب، و كان المتصـل عمـي الـذي يسـكن نفـس المنـزل
مــع عائلتــي، فطلــب أن يتحــدث إلــى عمتــي فأســرعت إليهــا وأخبرتهــا بــأن عمــي يريدهــا عبــر الهاتــف،
ت عليــه، ســألها مــن الموجــود عنــدك فــي المنــزل؟ فقالــت لــه:» دلال وجدتهــا», فقالــت لــه
َّ
وعندمــا رد
صـف فـوق رؤوسـنا ولا نعلـم مـن
ُ
عمتـي: «لمـاذا تسـأل هـذا السـؤال لقـد أقلقتنـي»، فقـال لهـا: «منزلنـا ق
الــذي استشــهد ومــن الــذي بقــى علــى قيــد الحيــاة، فنــزل الخبــر علــى أذنــي عمتــي كالصاعقــة، وســقط
الهاتـف مـن يدهـا وبـدأت بالصـراخ المتواصـل، وهـى تقـول:» لقـد قصـف منزلكـم فـوق رؤوس سـاكنيه،
لبسـت أنـا وجدتـي ملابسـنا، وذهبنـا مشـيا
َّ
ـم
َ
بقـي علـى قيـد الحيـاة»، ومـن ث
ْ
ـن
َ
استشـهد، وم
ْ
ـن
َ
ولا نعلـم م
علـى الأقـدام مـن منطقـة الجـ ء حتـى منطقـة المشـتل، ومكثنـا عنـد جيراننـا حتـى طلـع النهـار، وبعدهـا
بعضـه فـوق بعـض ، ولـم يتبـق لـي مـن عائلتـي إلا قطتـي، لقـد فقـدت
ً
ذهبنـا لرؤيـة المنـزل فوجدنـاه ركامـا
كل عائلتـي، والآن أعيـش وحيـدة مـع جدتـي والـدة أمـي».
3- عائلة أبو جبارة:
عنـد السـاعة 00:01 مـن مسـاء يـوم الاثنيـن أطلقـت قـوات الاحتـ ل خمـس قذائـف مدفعيـة علـى السـوق
المركـزي ومنطقـة سـكنية فـي بلـوك 4 وسـط مخيـم البريـج وسـط قطـاع غـزة، ممـا أسـفر عـن استشـهاد
), ونجليـه «باسـل جهـاد أبـو جبـارة» (92 عامـا)؛ و»أسـامة جهـاد
ً
«جهـاد علـي أبـو جبـارة» ( 45 عامـا
أبـو جبـارة» (12 عامـا).
:
141
زوجة الشهيد «جهاد أبو جبارة» تروي
«كنـا نجلـس حـول موقـد النـار نلتمـس الـدفء, فـإذ بالقذائـف المدفعيـة تنهـال علينـا مـن كل اتجـاه, فقضت
صيـب
ُ
علـى زوجـي «جهـاد أبـو جبـارة» وولـدي «باسـل» و«أسـامة» وأحالتهـم إلـى جثـث هامـدة, حيـث أ
ابنـي «باسـل» فـي شـريان القـدم, أمـا «أسـامة» فقـد أصيـب فـي بطنـه, و ظلـوا ينزفـون حتـى استشـهدوا؛
لأن سـيارات الإسـعاف لـم تتمكـن مـن الوصـول إلينـا, وذلـك نتيجـة لتعـدد الأماكـن المسـتهدفة بالقصـف
والضرب».
- مقابلة مع «دلال عامر أبو عيشة « يوم الخميس 9002/50/41, في مدرسة الشاطئ الإعدادية (أ), في مدينة غزة.
140
- مقابلة مع زوجة الشهيد «جهاد علي أبو جبارة»، يوم الاثنين 9002/50/52 في منزلها بمخيم البريج، محافظة وسط غزة..
141
