الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 73

73
اجتمـع النـاس حـول المنـزل, وحولـت سـيارة الإسـعاف التـي كانـت متوجهـة إلـى «عائلـة الشـقرا» مسـارها
نحو بيتنا حيث لم تجد إصابات هناك, ونقلت الطفلين الشـهيدين «حمزة» و»محمود» إلى المستشـفى،
فـي أول الأمـر لـم أصـدق الخبـر, ولكنـي تقبلتـه بعـد أن قـال لـي زوجـي « الله يعـوض علينـا لقـد استشـهد
حمـزة», أمـا «أم محمـود» فعنـد سـماعها للخبـر بقيـت متسـمرة فـي مكانهـا ومذهولـة.
لــن أنســى صبــاح ذلــك اليــوم فقــد حــدث اجتيــاح للمنطقــة, ولــم تكــن لــدى أولادي الرغبــة فــي الفطــور,
فشــربوا الحليــب وفقــط , أمــا «حمــزة» فقــد رفــض تنــاول فطــوره , ولبــس ثيــاب العيــد وتجمــل , لقــد كان
وخدومــا».
ً
ابنــي ذو شــخصية مميــزة و ذو أخــ ق عاليــة, أمــا «محمــود» فقــد كان طيبــا جــدا
4- عائلة أبو سلطان:
علـى منـزل عائلـة «أبـو سـلطان» صبـاح يـوم هـذا اليـوم, ممـا أدى
ً
أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
إلـى استشـهاد ثلاثـة أفـراد وهـم: الوالـد «حمـودة شـحاذة أبـو سـلطان»( 74عامـا), ونجليـه «نـوح حمـودة
أبـو سـلطان» (91عامـا), و»السـيد حمـودة أبـو سـلطان» (52 عامـا).
:
134
«إيمان أبو سلطان» (23 عاما) زوجة أخ الشهداء تروي
« قبـل يـوم الاستشـهاد بعـدة أيـام طلـب منـي زوجـي مغـادرة المنـزل مـع أطفالـي, كمـا خـرج جميـع النسـاء
لأننـا نسـكن فـي حـي يتعـرض للقصـف بشـكل مسـتمر, وفـي مسـاء يـوم الأحـد أطلقـت طائـرات الاحتـ ل
باتجــاه منزلنــا ممــا أدى إلــي استشــهاد والــد زوجــي «حمــودة أبــو ســلطان», وابنيــه «نــوح أبــو
ً
صاروخــا
ســلطان» و»الســيد أبــو ســلطان», وبعــد ســماع القصــف شــعرت والــدة زوجــي بقلــق وخــوف شــديدين,
علـى الأقـدام, ومـا إن وصلنـا حتـى
ً
و جاءنـا نبـأ استشـهاده علـى الفـور, فأسـرعنا إلـى المستشـفى سـيرا
أصيبـت حماتـي بالانهيـار بعـد أن رأت جثثهـم المقطعـة ملقـاة علـى الأرض».
5- عائلة بربخ:
اسـتهدفت الصواريـخ الحاقـدة «عائلـة بربـخ», والتـي تقطـن فـي مدينـة رفـح بمنطقـة الشـوكة شـمال شـرق
رفـح جنـوب قطـاع غـزة, ممـا أدى إلـى استشـهاد الأب «عبـد حسـن بربـخ» (44 عامـا), وأولاده الثلاثـة
«مهــدي» (12عامــا), و»محمــد» (91عامــا), و»يوســف» (41عامــا), وابــن عمهــم «موســى يوســف
بربـخ» (71عامـا).
:
135
الزوجة ووالدة الشهداء الثلاثة تروي
«أعــددت الفطــور لعائلتــي, وبعــد ذلــك قمــت لأعــد لهــم الخبــز، ولــم يكــن بمنزلنــا غــاز أو كهربــاء, فلــم
يكـن أمامـي خيـار سـوى فـرن الطيـن الـذي صنعـه لـي زوجـي أبـو مهـدي مـع بدايـة أزمـة الغـاز, وطلبـت
مـن أبنائـي أن يقطعـوا لـي بعـض الخشـب الموجـود بالقـرب مـن المنـزل, وجاءنـي زوجـي, وقـال لـي:»
أنـا ذاهـب إلـى العمـل», وكانـت تلـك آخـر دقيقـة أسـمع فيهـا صوتـه, ولـم أكـن أعلـم أنـه ذهـب ليسـاعد
أبنــاءه فــي تحطيــب الأخشــاب قبــل التوجــه إلــى العمــل، وانضــم إليهــم ابــن عمهــم «موســى» ليســاعدهم
ً
ويأنـس بهـم, وذلـك لأن منزلنـا قريـب مـن الحـدود، ولا يسـتطيع أحـد الذهـاب إلـى أي مـكان بعيـد خوفـا
مـن الاسـتهداف الصهيونـي.
- مقابلــة مــع «إيمــان أبــو ســلطان» فــي يــوم الأربعــاء 9002/40/22, فــي منزلهــا فــي شــارع الشــيماء بالقــرب مــن مســجد الشــيخ أحمــد
134
ياســين، بيــت لاهيــا، شــمال القطــاع.
- مقابلة أجريت مع والدة الشهداء في يوم الأربعاء 9002/20/11, في بيتها في منطقة الشوكة، شرق رفح، جنوب قطاع غزة.
135
1...,74,75,76,77,78,79,80,81,82,83 63,64,65,66,67,68,69,70,71,72,...253
Powered by FlippingBook