الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 67

67
وصلنــا إلــى نقطــة كان الصليــب الأحمــر الدولــي بانتظارنــا فيهــا, وقــام بنقلنــا إلــى المستشــفيات لعــ ج
الجرحـى, ومـن بعدهـا ذهبـت إلـى بيـت خالـي فـي غـزة، والـذي اسـتضاف الكثيريـن مـن أفـراد العائلـة.
وبعــد الحــرب رجعنــا إلــى بيوتنــا فوجدنــا أن قــوات الاحتــ ل قــد دمــرت الكثيــر مــن المنــازل, مــن بينهــم
بيـت والـدي، ودمـرت الكثيـر مـن البيـوت فـوق رؤوس سـاكنيها, وقـد وجدنـا الكثيـر مـن الأشـ ء والجثـث
تحـت الـردم وفـي البسـاتين المجـاورة للبيـت.
التقيـت بابـن أخـي فـي المستشـفى، وهـو الآخـر فقـد زوجتـه وخمسـة مـن أبنائـه ، وكان يبكـي ويقبـل طفلـه
ويـردد: “عنـدي سـت أولاد وطلعـت بواحـد وبـس”.
:
128
“إياد السموني” (٨٢ عاما) يروي
“فــي مســاء يــوم الســبت (أول أيــام العمليــة البريــة) قصفــوا منزلنــا بقذيفــة حرقــت الطابــق الثالــث, وتقــدم
نحــو ٥٢ جنديــا وطرقــوا بــاب البيــت بالقــوة، فتحــت لهــم فقالــوا: “ارفــع يديــك، وافتــح معطفــك، وارفــع
في البيت رافعين ملابسـهم حتى النسـاء”, واسـتجبنا
ْ
ن
َ
ملابسـك، وأعطنا الهوية”, ثم قالوا: “ليخرج كل م
لهـم, وبعدمـا أخرجونـا مشـينا فـي الشـارع، وكانـت الدبابـات تحاصـر المـكان إضافـة إلـى التحليـق المكثـف
صيـب
ُ
للطائـرات, وكان الرصـاص والقذائـف يطاردوننـا مـن كل الاتجاهـات، وكنـا قرابـة ٠٧ شـخصا, و أ
أولادي فـي القصـف.
وصلنــا إلــى بيــت خالتــي “رزقــة”، لكــن فــي اليــوم ذاتــه قصفــوا بيتهــا, فاستشــهدت خالتــي وأولاد عمــي
وابنهـا وأمـي “رحمـة” و زوجتـي “صفـاء” وابنـة خالتـي و”إسـماعيل” و”إسـحق” و”نصـار” و”محمـد”...
, لقــد كان الأمــر أشــبه بفيلــم رعــب.
طلقــت النيـران علــى ابنــي الــذي لـم يتجـاوز العاميـن ونصـف وهــو بيـن يــدي، وواصلنــا المشــي باتجــاه
ُ
أ
طريـق صـ ح الديـن, وهنـاك جاءتنـا سـيارات الإسـعاف وأخذونـا, وقلنـا لهـم:” إن العائلـة أبيـدت”، وكان
علينـا أن ننتظـر ثلاثـة أيـام حتـى نتمكـن مـن نقـل جرحانـا: جدتـي “شـفا” (٥٦ عامـا) وأخـي “محمـود”
(٧١ عامــا)، وابــن عمــي “أحمــد” (٤١ عامــا)، وابــن عمــي “نافــذ”، وابنــة عمــي “أمــل”، نقلناهــم علــى
عربـة يجرهـا حمـار.
ولـم يكتـف الجنـود بالقتـل والتدميـر فقـد سـرقوا مجوهـرات زوجتـي, وقيمتهـا ثلاثـة آلاف دينـار وخمسـة
آلاف دولار”.
:
129
“رفيق السموني” (93عاما)يروي
تــل مــن أبنــاء العائلــة, ولــم نكــن نعلــم مــاذا كان يجــري فــي الخــارج, فقــد
ُ
ق
ْ
ــن
َ
تــل م
ُ
هــرب، وق
ْ
ــن
َ
“هــرب م
كنــا محاصريــن فــي منــزل ابــن عمــي, وكل مــا أذكــره أننــا هربنــا فجــر الخامــس مــن ينايــر تحــت وقــع
المـوت والقصـف إلـى منـزل ابـن عمـي الـذي يبعدنـا ببضعـة أمتـار, ومـا هـي لحظـات حتـى داهمتنـا قـوات
الاحتـ ل وهـي تنـادي “افتـخ، بـاب نخـن جيـش الدفـاع”.
- مقابلة مع «إياد السموني»، يوم السبت 9002/10/42م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
128
- مقابلة مع «رفيق السموني»، يوم السبت 9002/10/42م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
129
1...,68,69,70,71,72,73,74,75,76,77 57,58,59,60,61,62,63,64,65,66,...253
Powered by FlippingBook