72
ولـم نتمكـن مـن العثـور علـى النصـف العلـوي لجثـة عبـد الكريـم, وكانـت حالـة الجثـث لا توصـف حيـث
كانـت أشـ ؤهم فـي كل مـكان.
لقـوة الضربـة, هـذا
ً
صيـب فـي رجليـه وتـآكل اللحـم منهـا نظـرا
ُ
, و قـد أ
ً
حملـت ابنـي «محمـد» وأنزلتـه أولا
وقـد أصيـب أيضـا بشـظية فـي ظهـره وصلـت إلـى العمـود الفقـري, وبعدهـا نقلـت «ابنـة شـقيقتي «شـادية»
والتي لم تسـلم هي الآخرى من شـظايا الصاروخ حيث ملأ جسـدها, وذهبت بهم إلى الشـارع ووضعتهم
حولنـا الجيـران فـإذا بهـم ينزلـون
َّ
علـى الإسـفلت, وبقيـت انتظـر وصـول سـيارة الإسـعاف, وكان قـد التـف
ابنـي الصغيـر «حسـين» الـذي اعتقـدت أنـه فـارق الحيـاة لأن إصابتـه كانـت خطيـرة جـدا, فقـد كان جسـده
بالحفـر ووجهـه قـد تغيـرت ملامحـه.
ً
مليئـا
وفـور وصولنـا إلـى المستشـفى أخـذوا الإصابـات وأسـعفوها, وأدخلـوا ابنـي «حسـين» إلـى العنايـة المركـزة,
بالشــظايا, حيــث دخلــت إحداهــا فــي مخــه, وبعدهــا دخــل فــي غيبوبــة,
ً
وقــد وجــد الأطبــاء جســمه مليئــا
ل إلـى مصـر,
ِ ّ
ـو
ُ
فتقـرر نقلـه إلـى مصـر لتلقـي العـ ج هنـاك, وفـي اليـوم التالـي أتمـوا إجـراءات النقـل وح
ومكـث شـهرين كامليـن داخـل العنايـة المركـزة حتـى أن الأطبـاء قالـوا عـن حالتـه أنهـا مـوت سـريري, وبعـد
عيـد إلـى غـزة, وكان لا يسـتطيع
ُ
آخـر يتلقـى العـ ج, ومـن بعدهـا أ
ً
خروجـه مـن العنايـة المركـزة بقـي شـهرا
التنفـس طبيعيـا حيـث وضعـوا لـه أنبـوب فـي حنجرتـه لكـي يتمكـن مـن التنفـس, وهـو يكمـل العـ ج فـي
مستشـفى الشـفاء بغـزة حتـى الآن».
3- عائلة طنطيش:
أطلقـت قـوات الاحتـ ل الصهيونـي فـي حوالـي السـاعة العاشـرة صبـاح هـذا اليـوم قذيفـة مدفعيـة سـقطت
علــى منـزل عائلــة المواطــن «رزق طنطيــش»، فــي شــارع طنطيــش, فــي بلــدة بيــت لاهيــا شــمال قطــاع
غـزة, ممـا أسـفر عـن استشـهاد طفليـن مـن أحفـاده تصـادف وجودهمـا علـى سـطح المنـزل وهمـا: « حمـزة
زهيـر رزق طنطيـش»( 21عامـا), و«محمـود زاهـر رزق طنطيـش»( 71عامـا).
:
133
السيدة «وفاء طنطيش» (24عاما) والدة الطفل حمزة تروي تفاصيل الحدث
« فـي ذلـك اليـوم أطلقـت الطائـرات الصهيونيـة قذائفهـا علـى بيـت «عائلـة الشـقرا» القريـب مـن منزلنـا,
فذهــب بعــض أطفــال العائلــة إلــى ســطح المنــزل ليســتطلعوا مــا حــدث, وفجــأة حــدث القصــف, وتســاقط
زجـاج النوافـذ علينـا, لـم أكـن أعلـم أن القصـف قـد اسـتهدف سـطح منزلنـا, ونسـيت أن ابنـي «حمـزة» فـوق
ســطح المنــزل لأنــه اســتأذنني قبــل أن يذهــب, كنــت مــع زوجــة شــقيق زوجــي فــي حــوش المنــزل أنشــر
الغسـيل, ودعـوت الله أن يسـترنا, واعتقدنـا أن القصـف بعيـد عـن منزلنـا, وفجـأة سـمعنا بـاب الـدار يـدق,
وكان الطــارق أحــد الجيــران, فأخبرنــي بــأن القصــف قــد اســتهدف ســطح منزلنــا, وســألني إن كان يوجــد
أطفــال هنــاك, ونفيــت أن يكـون أحــد هنــاك, لكنــه أكــد لــي أنـه رأى أطفــالا فـوق السـطح قبــل القصـف,
, ومــا هــي إلا
ً
واحــدا
ً
وذهــب برفقــة ابنــي البكــر ليتأكــدوا, أمــا نحــن فذهبنــا نجمــع الأولاد ونعدهــم واحــدا
لحظـات حتـى سـمعت صـوت صـراخ ابنـي البكـر, «الحقونـا يـا نـاس، إسـعاف ...إسـعاف».
لقــد كانــت الفاجعــة مؤلمــة, ولــم يســتطع ابنــي الاقتــراب منهــم مــن هــول المنظــر الــذي رآه, فقــد كانــت
، ً
قهــم تمزيقــا
َّ
أشــ ؤهم متناثــرة فــي كل مــكان, فقــد وقــع عليهــم عمــود مــن أعمــدة المنــزل الإســمنتية ومز
- مقابلـة أجريـت مـع «وفـاء طنطيـش»، يـوم الاثنيـن 9002/50/21, فـي منزلهـا الواقـع فـي شـارع طنطيـش بالقـرب مـن مسـجد سـليم أبـو
133
مســلم فــي بيــت لاهيــا، شــمال قطــاع غــزة.