76
ومـع تزايـد القصـف واقترابـه خرجنـا مـن البيـت, وكان معنـا ابـن شـقيق زوجـي «عمـر سـعد أبـو حليمـة»,
وفـي طريقنـا صدمنـا برؤيـة عائلـة شـقيق زوجـي تحتـرق بنيـران القذائـف، وأخـذ «عمـر» بالصـراخ حينمـا
وقعــت عينــاه علــى جثــة أختــه الصغــرى والوحيــدة «شــهد» والنيــران تلتهمهــا, فحملهــا بذهــول واســتمر
«مطـر» و«علـي», وابـن شـقيق زوجـي «عمـر» لنسـتقل شـاحنة صغيـرة,
َّ
بالصـراخ، أسـرعت مـع ولـدي
وركـب معنـا «محمـد سـعد أبـو حليمـة» وزوجتـه «غـادة» وابنتـه «فـرح», و»محمـد حكمـت أبـو حليمـة»,
وكنـا فـي اضطـراب شـديد مـع مشـهد «غـادة» وابنتهـا «فـرح» المحترقتـان جزئيـا.
وصلنـا إلـى مدرسـة عمـر بـن الخطـاب وهنـاك أوقفنـا جنـود الاحتـ ل, فأنزلونـا وطلبـوا منـا نـزع ثيابنـا,
فأخــذ الشــباب يخلعــون ملابســهم، وامتنعــت أنــا عــن الانصيــاع لطلبهــم, فأخــذ «محمــد» «أبــو فــرح»
يصــرخ حرقــة علــى زوجتــه وابنتــه المصابتيــن, فلــم يكتــرث الجنــود وطلبــوا مــن «عمــر» أن يرمــي جثــة
أختــه «شــهد», وصــرخ أحــد الجنــود فــي وجهــي وطلــب منــي الذهــاب, فرفضــت إلا أن نذهــب جميعــا,
فأســرع الجنــدي لإطــ ق النــار بشــكل مباشــر علــى ابنــي «مطــر» وأحــد أقاربنــا «محمــد حكمــت أبــو
حليمـة» فاستشـهدا علـى الفـور, كمـا وأصيـب «عمـر» برصاصـة فـي كتفـه, بعدهـا طلبـوا مـن «محمـد»
نـا نصـل بالمصابيـن إلـى المستشـفى, فاسـتمر الجنـود
َّ
أن يأخـذ زوجتـه وابنتـه ويذهـب, أخذنـا نركـض عل
بإطــ ق النــار علينــا طيلــة الطريــق، إلــى أن وصلنــا إلــى دوار العطاطــرة.
«محمــد» وعائلتــه الصغيــرة ركبــوا شــاحنة صغيــرة, وتوجهــوا إلــى المستشــفى, أمــا أنــا فعــدت أدراجــي
إلــى حيــث نســكن ويوجــد باقــي أولادي, وعندمــا وصلــت وجــدت زوجــي وأولادي وأقاربنــا فــي ذعــر
وخـوف شـديدين، ومـع اقتـراب الليـل وبعـد التنسـيق مـع الصليـب الأحمـر تمكنـا مـن الوصـول إلـى دوار
التنسـيق
ً
العطاطـرة, فاهتدينـا لمخـزن هنـاك واختبأنـا فيـه, ومعنـا جثـث الشـهداء والإصابـات, حاولنـا مـرارا
مـع الصليـب الأحمـر لينقلنـا إلـى مـكان أكثـر أمنـا, فأخبرنـا بـأن جيـش الاحتـ ل لا يسـمح سـوى للنسـاء
بالمغــادرة، فرفــض النســاء المغــادرة وحدهــن، وبقينــا إلــى أن تــم التنســيق لنــا جميعــا, فحملنــا المصابيــن
ومشــينا حتــى وصلنــا إلــى شــارع «التــوام», وهنــاك اســتقبلتنا ســيارات الإســعاف ونقلــت الإصابــات إلــى
المستشــفى».
7- عائلة عبد الدايم:
مــن هــذا اليــوم , اســتهدفت قذائــف الاحتــ ل بيــت عــزاء الشــهيد
ً
فــي تمــام الســاعة العاشــرة صباحــا
المســعف «عرفــة هانــي عرفــات عبــد الدايــم» (53 عامــا) فــي عزبــة بيــت حانــون، شــمال قطــاع غــزة,
والــذي استشــهد فــي الثالــث مــن ينايــر, بعــد اســتهداف ســيارة الإســعاف التــي كان يســتقلها مــع زملائــه,
وأسـفر قصـف بيـت العـزاء عـن استشـهاد خمسـة مـن أقاربـه وهـم الشـهيد «عرفـات محمـد عبـد الدايـم»
ا), و«إسـ م
ً
ا)، و«نافذ جمال عبد الدايم» (62 عام
ً
ا)، «ماهر يونس عبد الدايم» (03 عام
ً
(31 عام
جابــر عبــد الدايــم» (61 عامــا), و«ســعيد جمــال عبــد الدايــم» ( 82 عامــا ).
:
138
«الحاج عرفات عبد الدايم“ والد الشهيد «عرفة» يروي
«أطلقــت قــوات الاحتــ ل الإســرائيلي قذيفــة دبابــة علــى بيــت العــزاء, فــدب الرعــب والذعــر فــي بيــت
مــن القذائــف المســمارية
َ
العــزاء, والــكل كان يحــاول إخــ ء العــزاء لكــن آليــات الاحتــ ل أطلقــت عــددا
- مقابلة مع «عرفات عبد الدايم» ، يوم الاثنين 9002/30/32, في منزله في عزبة بيت حانون، شمال القطاع.
138