74
وفــي تلــك اللحظــات ســمعت صــوت طائــرة الاســتطلاع بــدون طيــار «الزنانــة» فأصبــح قلبــي يرتعــش,
وكنت أقول في نفسـي أين سـيكون القصف هذه المرة؟ وطلبت السـتر من الله, وما هي إلا دقائق حتى
سـمعت صـوت صـاروخ ينفجـر, فقمـت مـن مكانـي, وكان قلبـي يخفـق مـن الخـوف, وكنـت أتمتـم قائلـة:»
«يـا رب مـا يكـون فـي شـهداء», وخرجـت مسـرعة إلـى الشـارع لكـي أسـأل عـن القصـف, فرأيـت النـاس
يجـرون نحـوي، فتسـاءلت لـم يتجهـون نحـوي؟ ورجعـت خطـوة إلـى الـوراء فـإذا بـي أرى أولادي أشـ ء,
فاقتربـت منهـم, وأخـذت أصـرخ:» يـا الله، أولادي.. أولادي, فالتفـت إلـى الجهـة الآخـرى مـن المـكان فـإذا
بـي أفاجـأ بأشـ ء زوجـي متناثـرة فـي أرجـاء المـكان الـذي أحالـه الصـاروخ الحاقـد إلـى بـرك مـن الدمـاء,
بعـد أن كانـت تخـرج منـه أصـوات الضحـكات, وحدقـت فـي أشـ ئهم، فـإذا بجثـة ابـن عمهـم معهـم, لقـد
ولـم أشـعر بمـا يـدور مـن حولـي».
ً
كانـت الصدمـة قويـة فوقعـت أرضـا
6- عائلة أبو حليمة:
صـف منـزل المواطـن «سـعد مطـر أبـو حليمـة» (54عامـا) عصـر هـذا اليـوم, فـي حـي العطاطـرة ببلـدة
ُ
ق
بيــت لاهيــا شــمال قطــاع غــزة, بقذائــف الفســفور الأبيــض, ممــا أدى إلــى استشــهاده وأربعــة مــن أبنائــه,
وهـم:
«عبـد الرحيـم» ( 41عامـا), «زيـد» (01أعـوام), «حمـزة» (8أعـوام), «شـهد» (عـام و3شـهور)، وزوجـة
ابنـه محمـد «غـادة ريـاض أبـو حليمـة» (02عامـا)، إضافـة لاستشـهاد ابـن شـقيقه « مطـر أبـو حليمـة»
مـن: زوجـة سـعد أبـو
ٌّ
(81عامـا), وأحـد أقاربـه «محمـد حكمـت أبـو حليمـة» (81عامـا)، كمـا أصيـب كل
حليمـة «صبـاح سـليمان أبـو حليمـة» (54عامـا)، وولديهـا: «يوسـف» (61عامـا), «عمر»(81عامـا)،
إضافـة إلـى حفيدتهـا «فـرح محمـد أبـو حليمـة» (3أعـوام), وزوجـة ابنها(ميسـاء).
تفاصيل الجريمة:
:
136
الأم «صباح سليمان أبو حليمة» (54عاما) تروي ما حدث
فـي المنـزل, أنـا وزوجـي وأولادي وزوجـات أولادي, ومـع تعاظـم الخـوف
ً
« كنـا حوالـي سـتة عشـر فـردا
اجتمعنـا فـي غرفـة نومـي, وأنهكنـا الجـوع, حاولنـا أن نتلمـس شـيئا مـن طعـام، ومـا إن بدأنـا بـالأكل حتـى
عـن النوافـذ,
ً
سـمعنا صـوت انفجـار قـوي, فتركنـا الغرفـة التـي كنـا فيهـا, وجلسـنا فـي ممـر البيـت بعيـدا
وبعـد قليـل علمنـا أن القصـف قـد اسـتهدف منـزل «أبـو أشـرف أبـو حليمـة».
ومــع أصــوات القصــف المتكــرر كان «زيــد» و»حمــزة» و»عبــد الرحيــم» يجلســون فــي حضــن والدهــم
يحتمـون بـه, أمـا أنـا فكنـت أحتضـن وحيدتـي «شـهد» وأرضعهـا قطـرات مـن الحليـب, وكان ابنـي «علـي»
بــي, ومــا هــي إلا دقائــق حتــى اســتهدفنا بقذيفــة, فاندلعــت النيــران فــي البيــت, وكان المــوت
ً
ملتصقــا
يحاصرنـا، حمـم ودخـان قاتـل، وبعدهـا مباشـرة اسـتهدفنا بقذيفـة أخـرى أصابـت المـكان الـذي نجلـس فيهـا
كسـابقتها، ومـن شـدة النيـران، احمـرت الجـدران، وتفحـم أبنائـي بلظـى هـذه القذائـف بعـد أن غطـى الدخـان
ـا», وأخـذ يـردد «أشـهد أن
ّ
ـا، نـار يم
ّ
أرجـاء المـكان لتسـتحيل الرؤيـة، وكان ابنـي «زيـد» يصـرخ «نـار يم
لا الـه إلا الله ثـ ث مـرات», أمـا «حمـزة» فقـد استشـهد وسـجادة الصـ ة فـي يـده.
«صبـاح سـليمان أبـو حليمـة» ، يـوم الخميـس 9002/10/62, فـي منزلهـا الكائـن فـي حـي السـيفا فـي منطقـة العطاطـرة فـي
- مقابلـة مـع
136
بيــت لاهيــا شــمال القطــاع.