82
صيـب والـدي «محمـود» بإصابـات
ُ
منهـم، فقـد أ
ٍ
واحـد
ِ ّ
بعـد نقـل الجرحـى إلـى المستشـفى تبينـت إصابـة كل
ــرح كتفــه, إضافــة إلــى قطــع إصبــع اليــد اليســرى, وتــم نقلــه
ُ
بالغــة حيــث دخلــت شــظية فــي ركبتــه, وج
فـي تلـك الأيـام إلـى المملكـة السـعودية للعـ ج, أمـا عـن والدتـي «ناديـة» فقـد نفـذت شـظية إلـى بطنهـا
مـن
ٌ
طـع جـزء
ُ
تسـببت فـي نزيـف داخلـي كبيـر، وتـم تحويلهـا إلـى مستشـفى فـي جمهوريـة مصـر, حيـث ق
صيـب
ُ
المعـي ومـن الطحـال والكبـد, و مكثـت هنـاك حوالـي الشـهرين فـي الفـراش لا تسـتطيع الحركـة, وأ
شـقيقي «ربحـي» فـي رقبتـه ورجلـه, أمـا عـن ابنتـه «نـور» فكانـت إصابتهـا فـي المعـدة والطحـال والكبـد،
وتضـرر جـزء كبيـر مـن الطحـال».
5- عائلة مطر (الحرازين):
ـوح بحـي الزيتـون، شـرق مدينـة غـزة،
ُّ
اسـتهدفت الصواريـخ والقذائـف الصهيونيـة مسـاء هـذا اليـوم شـارع فت
إ صابــة
�
ممــا أدى إلــى استشــهاد «عــ ء إبراهيــم مطــر(22 عامــا), و»أحمــد فتحــي مطــر(02 عامــا), و
مــن: «غســان إبراهيــم مطر(51عامــا), وعمتــه» شــمعة ســ مة مطــر (55 عامــا), وابنهــا «إبراهيــم
ٍ ّ
كل
عمـر» (03 عامـا).
:
143
«إبراهيم سلامة مطر» (الحرازين) والد الشهيد «علاء» يروي
ا مـن القصـف المتواصـل علـى بيتهـم، وعنـد اقترابهمـا
َّ
« كانـت أختـي «شـمعة» وابنهـا «إبراهيـم» قـد فـر
أدى إلى إصابتهما في أرجلهما, فأسـرع ابني «علاء» وشـقيقه «غسـان»
ٌ
من بيتي، اسـتهدفهما صاروخ
لحمــل عمتهــم عليــه, وفــي تلــك الأثنــاء باغتهمــا صــاروخ آخــر،
ً
خشــبيا
ً
لإنقاذهمــا, حيــث أخــذا لوحــا
، حيــث كانــا ممدديــن علــى الأرض والدمــاء
ً
جــدا
ً
فخرجــت علــى الفــور إليهمــا، لقــد كان الموقــف صعبــا
تمــ المــكان, فوجئــت حيــن رأيــت رجليهمــا منفصلتيــن عــن جســديهما, وبالرغــم مــن الإطــ ق الكثيــف
نـا نتمكـن مـن إنقـاذ أربعـة أشـخاص مـن العائلـة, فأحضرنـا
َّ
للصواريـخ والقذائـف، فقـد خاطرنـا بأنفسـنا عل
سـيارة ابـن عمـي ونقلناهـم إلـى مستشـفى الشـفاء.
جريـت عمليـة جراحيـة لابنـي «عـ ء»، لكنهـا لـم تنجـح، فقـد حـدث لـه نزيـف داخلـي أدى إلـى وفاتـه،
ُ
أ
وبقيـت زوجتـه وابنتـاه الصغيرتـان يتجرعـان آلام الفـراق واليتـم, ولـم تتوقـف معاناتنـا عنـد هـذا الحـد، فقـد
ً
تـرت قدمـا ابنـي «غسـان» وتـم تحويلـه إلـى للعـ ج فـي أمريـكا فـي شـهر أغسـطس, حيـث ذهـب وحيـدا
ُ
ب
ســمح لأحــد مــن العائلــة بمرافقتــه, ولــم نكــن نعــرف حتــى الجهــة المســئولة عنــه هنــاك, وكنــا
ُ
لأنــه لــم ي
مـن غيابـه، اتصلنـا نسـأل عنـه، فتفاجئنـا بهـم يقولـون لنـا:»
ٍ
نطمئـن عليـه بالهاتـف, وبعـد حوالـي أسـبوع
إن ابنكـم فـي مصـر», حيـث رمـوه فـي مطـار القاهـرة, ولـولا وجـود أهـل الخيـر هنـاك لمـا كنـا عرفنـا عنـه
شـيئا, فقـد نقلـوه إلـى إحـدى المستشـفيات المصريـة واتصلـوا علينـا وطمأنونـا عليـه, وكانـت آخـر الأخبـار
سـمح لنـا بالسـفر إليـه،
ُ
هـي, ولـم ي
ْ
ـن
َ
التـي وصلتنـا عنـه, أن إحـدى الجهـات سـتتكفل برعايتـه, ولا نعـرف م
وتقديـم الخدمـة لـه، مـع العلـم أن حالتنـا الماديـة لا تسـمح بذلـك.
أمـا بالنسـبة للشـهيد «أحمـد فتحـي مطـر» فقـد استشـهد هـو الآخـر فـي نفـس اليـوم الـذي اسـتهدفتنا فيـه
بالقـرب مـن منزلنـا, وكان والـده يقـف فـي شـرفة بيتـه, فأخـذ ينـادي
ً
الصواريـخ الصهيونيـة, فقـد كان واقفـا
عليــه, ونظــرا للإطــ ق العشــوائي للصواريــخ والقذائــف لــم يتمكــن «أحمــد» مــن الحركــة, و شــاهد والــده
صيـب فـي فـك فمـه السـفلي واستشـهد فـورا.»
ُ
الصـاروخ وهـو ينـال منـه, وقـد أ
- مقابلة أجريت مع «إبراهيم سلامة مطر»، بتاريخ 9002/11/32, في بيته في شارع فتوح بحي الزيتون، شرق مدينة غزة.
143