87
:
148
عامر الشاهد الرئيس للمجزرة يروي تفاصيل القصة
بالقصـف، فآثرنـا أن نتـرك المنـزل، أنـا وأبـي
ً
«فـي يـوم الأحـد كان بيـت جيراننـا الملاصـق لبيتنـا مهـددا
وأمـي وأشـقائي المتزوجـون وزوجاتهـم وأطفالهـم وكذلـك شـقيقاتي، وذهبنـا إلـى بيـت شـقيقتي المتزوجـة،
وفـي اليـوم التالـي رأينـا بأنـه لا داعـي لأن نبقـى خـارج البيـت، لأن «المكتـوب مـا منـه مهـروب»، لنعـود
مـرة أخـرى إلـى بيتنـا فـي حـي الزيتـون» فـي صبـاح يـوم الاثنيـن، رافضيـن إلحـاح شـقيقتي علينـا بتنـاول
الفطـور معهـا، وكأن أقدامنـا كانـت تسـوقنا إلـى قدرنـا، مـع العلـم أن شـقيقي الأكبـر «نافـذ» كان قـد تـرك
للبيــت المهــدد
ً
البيــت مــع عائلتــه قبــل أيــام، لأنــه كان يســكن فــي الطابــق الرابــع وشــقته مواجهــة تمامــا
بالقصـف.
مــن شــدة القصــف الــذي تعــرض لــه حــي الزيتــون، لــم يعــد أهــل البيــت قادريــن علــى تحديــد المــكان
المســتهدف، ففــي تمــام السادســة إلا ربــع مــن صبــاح يــوم «الثلاثــاء» تــم ضــرب الصــاروخ الأول علــى
البيـت، ولكننـا اعتقدنـا أن المسـتهدف بيـت جيراننـا، فهـرع شـقيقي «رامـز» وزوجتـه وأطفالـه إلـى الطابـق
الأرضــي حيــث ينــام أبــي وأمــي وبقيــة أفــراد العائلــة، وحــدث كل ذلــك ونحــن لا نعــرف بــأن منزلنــا هــو
المـكان المسـتهدف، ومـا هـي إلا لحظـات حتـى توالـت الصواريـخ علينـا، وكان شـقيقي «إيـاد» وزوجتـه
وأطفالــه يهمــون بالنــزول ولكــن الوقــت لــم يســعفهم.
عندمــا ســمعنا صــوت الصــاروخ الأول نظــر إلــي شــقيقي «رضــوان» رحمــه الله وســألني: «مــا بــك
ات ..»،
ّ
خائــف؟، رضــوان هــو ذاتــه الــذي قلــت لــه قبــل ســاعات وهــو ممــدد علــى ســريره:« شــكلك مــو
جديـدا، حيـث كنـت نائمـا علـى جنبـي، وسـقط العمـود
ً
عنهـم أن يكتـب لـي عمـرا
َ
ولكـن الله أراد لـي دونـا
علــي، ثــم أغمــي علــي, وكان يراودنــي شــعور قــوي بأنــي ســأبقى حيــا».
:
149
«محمد» يروي آخر اللحظات التي عاشها وأسرته
ابق بجانبي ولا تتركني !!
فــي شــهرها الخامــس، وقبــل أن أخــرج للصــ ة طلبــت منــي عــدم
ً
«زوجتــي «تــزال» كانــت حامــ
تركهــا، وتوســلت إلــي بــأن أبقــى بجانبهــا فــي تلــك الســاعات العصيبــة، وأذكــر أنهــا وقتهــا كانــت تنــام
«بالجلبـاب»، وعندمـا سـألتها عـن السـبب، قالـت: «أريـد أن أمـوت مسـتورة، وأخبرتنـي برغبتهـا فـي عمـل
«خبـز صـاج» حتـى نفطـر بـه، أمـا أبـي فأعطانـي عشـرين شـيقلا لا تـزال معـي لليـوم، وطلـب منـي أن
أشــتري لــه الخبــز.
للصــ ة، وبفضــل الله أنــه علــى مــا
ً
وقبــل خروجــي لمحــت شــقيقتي «صابريــن» وهــي تتوضــأ اســتعدادا
يبــدو لحظــة القصــف كانــت تلتحــف بالغطــاء وتقــرأ القــرآن، لأننــا وجدناهــا فــي بيــت جيراننــا علــى بعــد
ــاة «باللحــاف» وفــي يدهــا مصحــف.
ّ
وهــي مغط
ً
خمســين متــرا
تفاصيل القصة:
بعـد انتهائـي مـن صـ ة الفجـر لـم أتوجـه إلـى المنـزل مباشـرة فقـد بقيـت مـع بعـض الشـباب, وبينمـا نحـن
قـوي، لـم نكـن نعـرف المـكان المسـتهدف غيـر أنـي رفعـت
ٍ
انفجـار
ِ ّ
وي
َ
ـد
ِ
واقفيـن بالقـرب مـن المسـجد إذ ب
- مقابلة مع «عامر فايز الداية» أمام بيته المدمر، يوم الاثنين 9002/20/20, في حي الزيتون بمدينة غزة.
148
- مقابلة مع «محمد فايز الداية» أمام بيته المدمر، يوم الاثنين 9002/20/20, في حي الزيتون بمدينة غزة.
149