93
زوجــي» أبــو خالــد» أصــر علــى الإخــ ء احتياطــا, لأنــه لا يريــد الشــعور بالذنــب, لكونــه أحــد كــوادر
حركــة المقاومــة الإســ مية حمــاس, ولأن الاحتــ ل يســتهدف كل مــن لــه علاقــة بالحركــة, ذهبنــا إلــى
هاتفيــا, كان المتصــل الجيــش الإســرائيلي,
ً
غرفنــا وخلدنــا إلــى النــوم, بعدهــا تلقــى» أبــو خالــد» اتصــالا
قـال لـه معـك 5دقائـق لإخـ ء المـكان لأنـه سـيتم قصفـه, خرجنـا مـن المنـزل علـى عجـل, وكنـا نصـرخ
لنعلـم الجيـران كـي يخلـوا هـم الآخريـن, وأنـا علـى بـاب المنـزل افتقـدت إحـدى بناتـي فلـم أجدهـا, فتذكـرت
أننـي تركتهـا نائمـة عنـد جدتهـا, وطلبـت منهـم أن يحضروهـا لكـن والدهـا رفـض أن يرجـع أي واحـد منـا
آخـر إلا أن شـقيقه رجـع إلـى البيـت لكنـه
ً
إلـى المنـزل, وقال:»عوضـي علـى الله, لا أريـد أن نفقـد أحـدا
لـم يجدهـا, وبعـد خروجـه مـن المنـزل مباشـرة, قصـف البيـت, والحمـد لله وجدنـا البنـت قـد فـرت مـع زوجـة
عمهــا مــن الجهــة الآخــرى للمنــزل, وخرجنــا كلنــا ســالمين مــن هــذا القصــف, كل هــذه الأحــداث تمــت
والسـاعة لـم تتجـاوز الثانيـة ونصـف فجـرا.
مكثنـا نحـن النسـاء فـي بيـت أحـد الجيـران, أمـا بالنسـبة للرجـال فقـد تفرقـوا فـي أماكـن مختلفـة, وعصـر
ذلـك اليـوم ذهـب الشـباب إلـى عيـن المـكان لينتشـلوا بعـض الأغـراض, وكانـت طائـرات الاحتـ ل تحـوم
فــي المــكان, فقلنــا لهــم:» يــا شــباب ابتعــدوا عــن المــكان, فاســتجابوا لنــا, أذكــر أننــي كنــت علــى ســطح
منــزل الجيــران وكان برفقتــي ولــداي, كنــت أنشــر الغســيل المبلــل مــن المطافــئ, فــي تلــك اللحظــة رمــى
مسـيلا للدمـوع,
ً
الاحتـ ل قنابـل فسـفورية, وكانـت تلـك أول مـرة أرى فيهـا القنابـل الفسـفورية, ظننتهـا غـازا
فطلبــت مــن الولديــن أن ينــزلا كــي لا يختنقــا مــن الرائحــة ونزلــت بعدهمــا مباشــرة, وكان ابنــي خالــد
مـن المنـزل المقصـوف بالقـرب مـن المطحنـة, وكان يجلـس أمـام المنـزل الـذي التجأنـا إليـه ابنـي
ً
عائـدا
قصــف
ِ ّ
«عمــاد» وعمــه «رأفــت», ومــا هــي إلا لحظــات كنــت أخطوهــا علــى درج المنــزل فــإذا بــدوي
المـكان, فاتجهـت مباشـرة نحـو بـاب الـدار لأتقصـى مـا حـدث, كان القصـف عبـارة عـن ثـ ث
َّ
كبيـر هـز
صواريــخ أو أربعــة اســتهدفت عائلتنــا, وعائلــة ديــب, وعائلــة المدهــون, واللاجئيــن الذيــن كانــوا بمدرســة
الفاخـورة, رأيـت الجثـث ملقـاة علـى الأرض فـي كل مـكان, انطلقـت أجـرى فـي الشـارع, فوجـدت الثلاثـة
قـد استشـهدوا «عمـاد» وخالـد» وعمهـم «فـؤاد», «خالـد» إصابتـه تمركـزت فـي قلبـه مباشـرة و»عمـاد»
تفتـت رأسـه أمـا «فـؤاد» فقـد تـم فصـل رأسـه عـن جسـده وقطعـت يديـه ورقبتـه وقدميـه».
71- عائلة ديب:
عنـد السـاعة 53:3 مـن مسـاء يـوم الثلاثـاء، أطلقـت الدبابـات الصهيونيـة المتوغلـة شـرق جباليـا، أربـع
قذائـف مدفعيـة باتجـاه مخيـم جباليـا علـى مدرسـة الفاخـورة, فسـقطت إحداهـا علـى فنـاء منـزل المواطـن
«سـمير شـفيق ديب»(34عامـا)، ممـا أدى إلـى استشـهاده وعشـرة أفـراد مـن العائلـة، وهـم:
والدتــه «شــمة ســالم ديــب»( 17 عامــا), وأولاده:»محمــد»(42 عامــا), «فاطمة»(12عامــا) طالبــة
جامعيـة, «عصـام»( 31 عامـا) بالإضافـة إلـى زوجـة أخيـه «معيـن» «أمـال مطـر ديـب»( 73 عامـا),
وأولادهـا:» ألاء»(91عامـا) طالبـة جامعيـة, «محمد»(61عامـا), «مصطفـى» (31عامـا), «أسـيل»(9
أعــوام), «نــور»( 4 أعــوام).
وأصيـب فـي هـذه المجـزرة كلا مـن: «زيـاد سـمير شـفيق ديـب»( 22 عامـا), طالـب جامعـي, أصيـب
فــي بطنــه ويــده اليمنــى وبتــرت قدمــاه, «أحــ م فريــد ديــب»( 91 عامــا) أصيبــت بشــظايا فــي كامــل
جسـدها مـع إصابـة شـديدة فـي الأرجـل, و»حسـين شـفيق ديـب»( 72 عامـا) الـذي أصيـب فـي البطـن
و القــدم اليســرى.