103
تـروح وتيجــي يــا بابــا بتــآكل»، وكانــت هــذه هــي كلماتــه الأخيـرة لــي.
ركـب «إبراهيـم» الدراجـة، و أخـذ «محمـد» معـه العربـة الصغيـرة وانطلقـا، وبقيـت أرقـب الوضـع فـي تلـك
الأثنـاء، وازداد تحليـق الطائـرات الحربيـة فـي الأجـواء, فنظـرت إلـى سـاعتي وكانـت الثانيـة والنصـف,
ولـم يكـن وقـت الهدنـة قـد انتهـى, وكان قلبـي يخفـق بشـدة بعـد أن ذهـب الولديـن، وفجـأة سـمعت صـوت
صاروخ سـقط بالقرب من نادي الكرامة في الشـارع المجاور، فأسـرعت إلى خارج البيت, وكنت أردد:»
أولادي الصغــار يــا رب اســتر، ومــا هــي إلا دقائــق حتــى علمــت بــأن القصــف قــد اســتهدف مجموعــة
مـن الأطفـال يلعبـون بالقـرب مـن النـادي, فانطلقـت نحـو المـكان المسـتهدف ومـن بعيـد لمحـت الدراجـة
الهوائيــة التــي كان ابنــي «إبراهيــم» يركبهــا وعربــه «محمــد»، وأشــ ء متناثــرة فــي المــكان فأيقنــت أن
الشـهداء هـم طفـ ي الصغيـران».
3- عائلة الحلو:
أطلقــت دبابــات الاحتــ ل الصهيونــي قذيفــة علــى منــزل المواطــن «نافــذ
ً
عنــد الســاعة السادســة مســاء
الحلـو» (54عامـا), فـي حـي القواسـمة, فـي مدينـة بيـت لاهيـا شـمال قطـاع غـزة, ممـا أدى إلـى استشـهاد
اثنيـن مـن أولاده وهـم: «محمـد نافـذ الحلـو» (41 عامـا), و «أمينـة نافـذ الحلـو» (21عامـا).
:
165
الوالد «نافذ محمد الحلو» يروي تفاصيل الحدث
«فـي مسـاء يـوم الخميـس كانـت الأوضـاع الأمنيـة سـيئة جـدا, فقـد تزايـدت ضربـات القصـف الصهيونـي,
وكنـت أجلـس فـي منزلـي أترقـب مـا يحـدث, وكان أولادي يجلسـون فـي سـاحة المنـزل, فطلبـت منهـم أن
, وامتــ
ً
يدخلــوا إلــى المنــزل, ومــا هــي إلا لحظــات حتــى ســقطت عليهــم قذيفــة مدفعيــة, فوقعــت أرضــا
منزلــي بالغبــار, فلــم أتمكــن مــن رؤيــة أي شــيء, فخرجــت مســرعا للبحــث عــن أولادي, واقتربــت مــن
لـن أنسـاه طـوال حياتـي, وجـدت ابنتـي «أمينـة» بنصـف رأس , وابنـي
ً
مـكان الحـدث الأليـم فرأيـت مشـهدا
«محمـد» ممـزق الرقبـة والوجـه, ومـن هـول ذلـك المنظـر أحسسـت بشـلل فـي أطرافـي ووقعـت فوقهـم, إلـى
أن جـاء الجيـران فحملونـا ونقلونـا إلـى المستشـفى».
- مقابلة مع «نافذ الحلو» ، يوم 9002/50/71, في منزله بحي القوا سمة, بيت لاهيا، شمال القطاع.
165
