الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 98

98
هــرع إخوتــي الســتة إلــى الطابــق الأول لمســاعدتي, وحاولنــا الاتصــال بالإســعاف لإنقــاذ أمــي وابنتــي
«ســمر» والتــي لــم تفــارق الحيــاة بعــد, حيــث فحصــت نبضهــا وتيقنــت أنهــا لا زالــت علــى قيــد الحيــاة،
حاولـت الاتصـال علـى الإسـعاف لكنـي لـم أتمكـن نظـرا لانقطـاع الإرسـال, فقمـت بتغطيـة بناتـي الثلاثـة,
وقــد حاولــت مــع إخوتــي إغــ ق جروحهــن بالقطــن، حيــث كان «أحمــد» و»محمــود» يحاولــون عــ ج
ابنتــي «ســمر» وأمــي، لــم نســتطيع إيقــاف نزيفهــا لأن الفتحتيــن فــي الظهــر كانتــا كبيرتيــن جــدا حيــث
يبلــغ قطرهــا حوالــي 5 ســم.
داخــل المنــزل لمــدة ســاعتين أو أكثــر، وكان الجميــع يصرخــون
ً
لــم أحتمــل مشــهد بناتــي وبقيــت جالســا
, لم يتمكن
ً
يناشـدون المسـاعدة والاسـتغاثة من خلال الهواتف والجيران، وكان أحد جيراننا يعمل مسـعفا
لمحاصـرة قـوات الاحتـ ل للمنطقـة، رغـم أن منزلهـم لا يبعـد
ً
مـن الخـروج إلينـا فـي تلـك اللحظـات نظـرا
فقـط، وبعـد فتـرة خـرج لمسـاعدتنا، فأطلقـت عليـه الدبابـة النـار، ودمـرت سـيارة
ً
عـن منزلنـا سـوى 07 متـرا
الإسـعاف بالكامـل.
علـن عـن هدنـة لمـدة 3 سـاعات، فحملـت ابنتـي «سـعاد» الميتـة
ُ
بعـد حوالـي 3 سـاعات مـن الحـادث، أ
بيـن ذراعـي, وخرجـت بهـا, فوجـدت الدبابـات أمـام بـاب المنـزل، فنظـر إلـي جنـدي آخـر لـم أره مـن قبـل،
وكان أشـقر ويلبـس النظـارات الطبيـة وزيـه العسـكري الأخضـر, فنظـر إلـي لمـدة دقيقتيـن ثـم صعـد إلـى
الدبابــة ، وبعــد 3 دقائــق خــرج نفــس الجنــدي ثــم أشــار إلــي بيــده, ففهمــت منــه أنــه يمكننــي الذهــاب،
فرجعـت إلـى المنـزل وقلـت لإخوتـي «يـ اطلعـوا»، وكنـت أحمـل «سـعاد» وزوجتـي تحمـل «أمـل» وأخـي
«إبراهيم»(61عامـا) يحمـل «سـمر»، وبقيـة أخوتـي حملـوا أمـي المسـنة علـى سـرير.
وبالرغـم مـن إعـ ن الهدنـة لمـدة 3 سـاعات فقـد تعرضنـا لإطـ ق النـار مـن قبـل الجنـود, وفـي طريقنـا
رجـل مـن إحـدى المنـازل المجـاورة واسـمه «أدهـم نصيـر» (53عامـا) بمسـاعدتنا فـي نقـل الجرحـى،
َّ
هـم
وأحضــر عربتــه التــي يجرهــا حصانــه، فأطلــق جنــود الاحتــ ل النــار عليــه وأصابــوه وأصابــوا حصانــه,
والـذي مـات فيمـا بعـد متأثـرا بجراحـه.
مشـينا لمسـافة حوالـي 5.2 كيلومتـر قبـل أن يتـم تقديـم المسـاعدة لنـا مـن قبـل الأهالـي، الذيـن قامـوا بنقـل
الجرحى بسـياراتهم الخاصة إلى المستشـفى.
وذهبـت إلـى بيـت عمـي واسـترحت سـاعة هنـاك, وكان يسـاورني شـعور بـأن بناتـي الثلاثـة ووالدتـي قـد
ماتـوا, وبعـد ذلـك انطلقـت إلـى مستشـفى كمـال عـدوان، وهنـاك عرفـت بـأن ابنتـي «سـعاد» و»أمـل» قـد
فارقتـا الحيـاة, وهـن فـي ثلاجـة الموتـى, وأن ابنتي»سـمر» قـد تـم تحويلهـا إلـى مستشـفى الشـفاء بغـزة،
أمـا والدتـي فكانـت داخـل غرفـة العمليـات.
وبعـد ثـ ث أيـام تـم تحويـل «سـمر» بسـبب خطـورة حالتهـا إلـى مصـر ومـن ثـم إلـى مستشـفى فـي بلجيـكا
للعـ ج، ورافقهـا عمهـا «فـرج» إلـى بلجيـكا، وقـد علمـت بتاريـخ 12/1/9002، بـأن ابنتـي مصابـة بشـلل
كامـل، ومـن الممكـن أن لا تتمكـن مـن المشـي نهائيـا.
بعـد الحـادث اضطررنـا لمغـادرة المنـزل والمكـوث عنـد أقاربنـا طيلـة فتـرة العمليـة العسـكرية الإسـرائيلية،
وبعـد انسـحاب قـوات الاحتـ ل مـن المناطـق التـي احتلتهـا خـ ل العمليـة العسـكرية, عدنـا إلـى منزلنـا
ـوي بـالأرض حيـث هـدم بالكامـل».
ُ
فوجدنـاه قـد س
1...,99,100,101,102,103,104,105,106,107,108 88,89,90,91,92,93,94,95,96,97,...253
Powered by FlippingBook