الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 94

94
:
156
«زياد ديب» (32 عاما ) أحد ضحايا المجزرة يروي تفاصيلها
جثث بعضها فوق بعض
« فـي يـوم الاثنيـن الموافـق 5/1/9002م, وفـي حوالـي السـاعة الرابعـة مسـاء، قررنـا الخـروج مـن المنـزل
مـن قصـف بيـت
ً
والتوجـه لبيـت عمتـي «فايـدة» التـي تسـكن فـي حـي الشـيخ رضـوان بمدينـة غـزة، تحسـبا
جيراننـا المهـدد بالقصف.
ذهبــت برفقــة والــداي وكلا مــن إخوتــي: فضــل, عصــام, هاشــم, وأخواتــي ســميرة, فاطمــة, ياســمين، أمــا
أخـي محمـد فقـد توجـه وزوجتـه أحـ م إلـى بيـت أهـل زوجتـه فـي حـي الشـيخ رضـوان أيضـا, ولـم يتبـق
فـي البيـت سـوى عمـي «معيـن»، وأولاده، وجدتـي، وعمـي حسـين, وفـي تلـك الليلـة وبعـد منتصـف الليـل،
اتصـل عمـي حسـين علـى والـدي و أبلغـه أن بيـت جيراننـا المهـدد بالقصـف قـد دمـر».
فــي اليــوم الثانــي اقتــرح والــدي أن نرجــع إلــى بيتنــا، لتنظيفــه مــن الزجــاج المحطــم نتيجــة القصــف
المجـاور, فرجعـت أنـا و أبـي وأخـواي فضـل, وعصـام, وأختـي فاطمـة, وأخـي محمـد و زوجتـه أحـ م,
وعنـد حوالـي السـاعة الثانيـة والنصـف مسـاء سـمعنا صـوت قصـف قريـب مـن منزلنـا, علـى إثـره حضـر
أحـد الجيـران وأعلمنـا بـأن الاحتـ ل قصـف البيـارة (المزرعـة) المجـاورة للبيـت بصاروخيـن, وتبـادر إلـى
الأذهـان وقتهـا أن القصـف جـاء كتحذيـر تمهيـدا لقصـف المسـجد المجـاور (مسـجد أبـو بكـر الصديـق).
طلبنـا مـن أفـراد أسـرتنا المتواجديـن فـي الطابـق العلـوي النـزول إلـى أسـفل, وتجمعنـا فـي المعـرش (مـكان
مخصــص للجلــوس) علــى بــاب البيــت.. للأســف كل مــن كان فــي البيــت اجتمــع هنــاك, وبعــد خمــس
دقائـق, سـمعنا صـوت قذيفـة تسـقط فـي بيـارة (مزرعـة) مجـاورة, وبعـد سـقوط القذيفـة هربـت خلـف البيـت,
ومــا هــي إلا لحظــات حتــى عــدت إلــى المــكان الــذي كنــت أجلــس فيــه مــع عائلتــي, لــم أســمع صــوت
الانفجـار, أذكـر أننـي سـمعت صـوت صفيـر فـي أذنـي, والدخـان قـد مـ المـكان وحجـب الرؤيـة, فنطقـت
الشــهادتين, صحيــح أننــي لــم أكــن أر شــيئا إلا أن صرخــات عائلتــي كانــت مدويــة, مردديــن لا الــه إلا
الله محمـد رسـول الله.
مباشــرة وقعــت عينــاي علــى ابــن عمــي «محمــد «، وهــو يحــدق بــي محــاولا رفــع جســده عــن الأرض,
فلــم يســتطع, وكنــت أنــا ملقــى فــوق أخــي «محمــد «, الــذي كان غارقــا بدمائه...حاولــت رفــع جســدي
لــم أر ســوى الــدم والجثــث...
ًَ
وقــد بترتــا, التفــت يمينــا ويســارا
َّ
فلــم أســتطع, اســتدرت فصعقــت بقدمــي
الوحيـد الـذي شـعرت بأنـه مـا زال علـى قيـد الحيـاة هـو ابـن عمي»محمـد», وكان إلـى يمينـي ابنـة عمـي
علــى وجهــه والــدم ينــزف مــن جســده, إلــى جانبــه كانــت جدتــي
ً
«أســيل», وعــن يســاري كان أبــي ملقــى
«شـمة» تجلس على الكرسـي, والدم يسـيل من فمها وأذنها وجسـدها، أما رأسـها فكان للخلف ومن غير
حـراك، فأيقنـت أنهـا هـي الآخـرى قـد استشـهدت, هـؤلاء مـن رأيتهـم، أمـا البقيـة فلـم أتمكـن مـن رؤيتهـم.
, وتأخــرت ســيارات الإســعاف فــي المجــيء, وكان أول
َّ
بقدمــي
َّ
مــن هــول مــا رأيــت نســيت مــا حــل
الحاضريـن إلـى المـكان ابـن جيراننـا «عونـي فرحـات», حـاول المسـاعدة لكـن الذهـول أعاقـه, فـكان كلمـا
حــاول انتشــال أحــد يجــده قــد فــارق الحيــاة, فيتركــه وينتقــل للآخر..لــم يســتطع فعــل شــيء.
ومــا أن وصــل المســعفون, انتشــلوني وزوجــة أخــي أحــ م ووضعونــا فــي ســيارة إســعاف واحــدة, وبــدؤوا
- مقابلة مع «زياد ديب»، يوم الخميس 9002/30/92, في بيته بجوار مدرسة الفاخورة في جباليا، شمال القطاع .
156
1...,95,96,97,98,99,100,101,102,103,104 84,85,86,87,88,89,90,91,92,93,...253
Powered by FlippingBook