الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 97

97
ولـم تتوقـف جرائـم الاحتـ ل عنـد هـذا الحـد فقـد اسـتهدفت منـزل أقاربنـا الـذي أوينـا إليـه بقنابـل الفسـفور
الأبيـض, وبسـبب رائحتـه الخانقـة فقـدت زوجتـي الحامـل جنينهـا».
2- عائلة عبد ربه:
ســيطرت القــوات الإســرائيلية بالكامــل علــى المناطــق الشــرقية مــن عزبــة عبــد ربــه فــي جباليــا شــمال
قطــاع غــزة، وارتكبــت فــي حــدود الســاعة 03:21 جريمــة بحــق عائلــة «خالــد عبــد ربــه» وقتــل الجنــود
اثنيـن مـن بناتـه بـدم بـارد, وهمـا: «سـعاد « (9 أعـوام), و»أمـل» (عاميـن), وأصيبـت ابنتـه «سـمر»(4
أعــوام), ووالدتــه المســنة «ســعاد».
:
159
الأب «خالد محمد عبد ربه» يروي تفاصيل الجريمة
«فــي ظهــر ذلــك اليــوم وبحــدود الســاعة 03:21 طوقــت الدبابــات والجرافــات والســيارات العســكرية
الصهيونيــة بنايــة ســكنية تتألــف مــن خمــس طوابــق، بهــا 8 شــقق تعــود لعائلــة عبــد ربــه، وتــأوي هــذه
. ً
مــن ضمنهــم 71 طفــ
ً
البنايــة 82 شــخصا
فــت الجرافــات الحــوش الزراعــي للمنــزل، فيمــا تمركــزت ثــ ث دبابــات إســرائيلية داخــل
َّ
خــ ل ذلــك جر
حـوش المنـزل، وبعـد ذلـك بـدأ الجنـود بالمنـاداة عبـر مكبـرات الصـوت علـى سـكان المنـزل، طالبيـن منهـم
الخـروج مـن منازلهـم, فخرجـت وزوجتـي «كوثـر» ووالدتـي وبناتـي «سـعاد» و «سـمر» و «أمـل» خـارج
المنـزل، وكنـا جميعـا نحمـل رايـات بيضـاء مـا عـدا «سـمر» و «أمـل», أمـا بقيـة إخوتـي وعائلاتهـم فلـم
يخرجـوا مـن منازلهـم.
ووقفنــا أمــام بــاب المنــزل، وكنــت وزوجتــي فــي المقدمــة, وكان يفصــل بينــي وبيــن بناتــي ووالدتــي متــر
واحــد فقــط, فتفاجئنــا بوجــود الدبابــة علــى بعــد 01 أمتــار منــا.
رأيــت اثنيــن مــن جنــود الاحتــ ل يقفــون خــارج الدبابــة، وكان واحــد منهــم يــأكل الشــبس (البطاطــس
المقليـة) والآخـر يـأكل الشـوكولاته، أخـذوا ينظـرون إلينـا ولـم يتحدثـوا بكلمـة واحـدة، ثـم خـرج جنـدي مـن
ل مـن الجانبيـن،
َّ
داخـل الدبابـة ولـم ينـزل منهـا، أبيـض يلبـس طاقيـة لونهـا رمـادي، وشـعره طويـل مجـد
، وعليــه رتــب نجمتيــن أو ثلاثــة لا أذكــر, فنظــر إلينــا ورفــع الســ ح باتجاهنــا ولــم
M16
يحمــل بندقيــة
يكــن يضــع الســ ح علــى عينــه وأطلــق النــار علــى ابنتــي «أمــل» حوالــي 21 عيــار نــاري باتجاهنــا،
وقـد أصيبـت «أمـل» فـي صدرهـا، ثـم أكمـل إطـ ق النـار علـى «سـعاد» ومزقهـا إلـى نصفيـن مـن شـدة
طلقـات النـار، وكذلـك أصـاب سـمر فـي صدرهـا ومعدتهـا لدرجـة إحـداث فتحـة بظهرهـا بطـول 5 سـم.
كمــا أصيبــت ذراع والدتــي اليســرى وظهرهــا وســقطت علــى الأرض.
بعـد ذلـك أخـذ الجنـدي يطلـق النـار مـن فـوق رأسـي وأمـام أقدامـي, فأحسسـت بأنـه يجبرنـي علـى التراجـع
إلــى الخلــف والدخــول إلــى المنــزل، وذلــك مــن طريقــة إطلاقــه للنــار حيــث لــم يتعمــد إصابتــي, فحملــت
ابنتـي «سـمر» و»أمـل» بسـرعة البـرق ولا زال إطـ ق النـار متواصـل علـي، فأدخلتهـم إلـى بيـت الـدرج
الواقـع ورائـي بحوالـي 5 أمتـار فقـط، ولحقـت بـي أمـي المصابـة وهـي تنـزف، وفـي تلـك الأثناء اسـتجمعت
زوجتـي كوثـر قواهـا وحملـت ابنتـي «سـعاد» ودخلـت بهـا إلـى بيـت الـدرج، ثـم فتحـت بـاب الشـقة الأرضية
الفارغـة التـي تسـتخدم للضيافـة عندنـا، ودخلنـا جميعنـا إليهـا, وأغلقـت بـاب العمـارة خلفنـا.
- مقابلة مع «خالد محمد عبد ربه»، يوم الاثنين 9002/10/62في منزله الواقع في عزبة عبد ربه ، شرق مخيم جباليا، قطاع غزة.
159
1...,98,99,100,101,102,103,104,105,106,107 87,88,89,90,91,92,93,94,95,96,...253
Powered by FlippingBook