90
وعنـد العصـر جاءنـا شـاب مـن عائلـة «أبـو جنـدل» وطمأننـا علـى «رضـا», و قال:»إنهـا بعـد القصـف
هربــت إلــى بيــت قريــب مــن مــكان القصــف, و كانــت تحــت تأثيــر الصدمــة, و قــام أهالــي المنطقــة
بتهدئتهــا».
21- عائلة أبو شعر:
عنـد حوالـي السـاعة 03:01 صباحـا، أطلقـت قـوات الاحتـ ل قذيفـة مدفعيـة سـقطت بالقـرب مـن منـزل
)، الواقـع فـي قريـة وادي السـلقا جنـوب شـرق ديـر البلـح، وتسـبب
ً
محمـود عبـد الله أبـو شـعر(72 عامـا
إ صابـة ابنهمـا الطفـل
�
) و
ً
القصـف فـي قتـل محمـود أبـو شـعر وزوجتـه فـداء فريـد أبـو شـعر، (42 عامـا
«تامـر»، الـذي لـم يتجـاوز الشـهر السـادس مـن عمـره.
31- عائلة عزام:
أطلقــت طائــرات الاحتــ ل الصهيونــي قذيفتيــن مدفعيتيــن علــى
مــن هــذا اليــوم
وفــي الســاعة العاشــرة
منـزل المواطـن «عطـا حسـن عـزام» (74عامـا), الكائـن فـي قريـة المغراقـة بمنطقـة الوسـطى, ممـا أدى
إلـى استشـهاده, واستشـهاد نجليـه: «محمـد عطـا عـزام» (31عامـا), والرضيـع «حسـن عطـا عـزام» (سـنة
و01أشـهر).
:
152
زوجة الشهيد «فريدة سليمان عزام» (03عاما) تروي
«فـي ليلـة ذلـك اليـوم اشـتد القصـف علـى منطقتنـا بمختلـف أنواعـه وعلـى كل الاتجاهـات, وكانـت ليلـة
رهيبــة فلــم نتمكــن مــن النــوم, وفــي صبــاح يــوم الثلاثــاء أفطرنــا كعادتنــا, وبينمــا كنــت أمــارس أعمالــي
المنزليـة, سـقطت قذيفـة علـى شـقة شـقيق زوجـي فـي الطابـق الثانـي, فانهـال زجـاج النوافـذ علينـا, ولـم
يصـب منـا أحـد, فطلبـت مـن زوجـي أن نخلـي المنـزل, فخـرج إلـى الشـارع واستكشـف المـكان ورأى أن
عــن منطقتنــا, فرجــع إلــي وطمأننــي, فواصلــت عملــي و كنــت حينهــا أطبــخ علــى
ً
الدبابــات تبعــد كثيــرا
العجيـن, فقلـت لـه:» دعنـي أنظـف
ُّ
لانعـدام الغـاز والكهربـاء بالمنـزل, فطلـب زوجـي أن أعـد
ً
النـار نظـرا
الأوانـي أولا», فأخذهـا عنـي لينظفهـا, ولأنـه لـم يكـن عندنـا مـاء فـي المنـزل، فخزانـات الميـاه قـد طالهـا
القصـف أيضـا, فقـد أخذهـا وذهـب بهـا إلـى البئـر الـذي كنـا نسـتعمل مياهـه للغسـيل، وسـقي المزروعـات
وقـام بتنظيفهـا.
وبعــد ذلــك جلــس فــي (العريشــة) يصلــح عربــة الحصــان «الــكارة» لكــي يحضــر المــاء للشــرب, و كان
يجلـس بالقـرب منـه ابنـي «حسـن» يلعـب بلعبتـه الصغيـرة و يقلـد أبـاه, أمـا ابنـي «محمـد» فقـد كان يجمـع
الحطـب للخبـز, وكان ابنـي البكـر «صقـر» يعـد الشـاي لأبيـه.
أركان المنـزل, ومـا هـي إلا لحظـات
َّ
وبينمـا أنـا فـي المطبـخ أقطـع العجيـن سـمعت دوي انفجـار قـوي هـز
ـا», فـي البدايـة ظننـت أن جنـود الاحتـ ل
ّ
ـا يم
ّ
حتـى دخـل علـي ابنـي البكـر «صقـر» وهـو يصـرخ «يم
قــد اجتاحــوا المنطقــة ووصلــوا إلــى منزلنــا, فــإذا بــه يقــول «الحقــي أبــوي يامــا أبــوي استشــهد», فألقيــت
ً
نظــرة مــن بــاب المطبــخ إلــى المظلــة حيــث كان يجلــس زوجــي, فرأيــت النصــف الســفلي لجثتــه ملقــى
إلــى أشــ ء, فأخــذت أصــرخ بأعلــى صوتــي, وســألت «صقــر»
ٌ
علــى الأرض، والنصــف الآخــر مقطــع
عـن شـقيقه الصغيـر «حسـن», فقـال لـي:« تركتـه مـع أبـي يلعـب», فخرجـت أبحـث عنـه وسـط الدمـار
فوجدتـه أشـ ء متناثـرة فـي أرجـاء المـكان, فتذكـرت ابنـي «محمـد» فأخـذت أنـادي عليـه بأعلـى صوتـي
جري مع السيدة «فريدة سليمان عزام»، يوم السبت الموافق 03 /9002/50.
ُ
- اتصال هاتفي أ
152