الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 100

100
:
161
«أرواح عبد الرحيم الجرو» (83عاما) شقيقة الدكتور تروي
عـن
ً
«فـي اليـوم الرابـع للاجتيـاح البـري ورغـم الوضـع الأمنـي الخطيـر، فقـد أخلـت عائلتـي المنـزل بحثـا
الأمـن فـي مـكان آخـر, وفـي طريقـي توجهـت إلـى منـزل شـقيقي «عونـي» وطلبـت منـه أن يذهـب وعائلتـه
لاشـتداد القصـف الجـوي
ً
معنـا لكـن زوجتـه «ألبينـا» رفضـت الذهـاب معنـا خوفـا علـى حيـاة أطفالهـا نظـرا
والمدفعـي علـى المنطقـة فـي تلـك الأيـام, وفـي اليـوم التالـي وحسـب شـهادة ابـن شـقيقي « عبـد الرحيـم»
الذي كان الشاهد الرئيسي على الجريمة, أخبرني بأن أول قذيفة دخلت إلى غرفة الضيوف حيث كان
غمـي عليـه مباشـرة, وتسـببت
ُ
يجلـس والـده علـى الأريكـة, فأصابتـه شـظايا القذيفـة فـي رأسـه ووجهـه, وأ
القذيفـة فـي هـدم جـزء كبيـر مـن المنـزل.
فــي تلــك الأثنــاء كانــت زوجــة شــقيقي «ألبينــا» فــي المطبــخ وفــور ســماعها لــدوي القصــف ذهبــت إلــى
علـى
ً
غرفـة الأولاد حيـث تركـت أطفالهـا «عبـد الرحيـم» و»ياسـمين» يلعبـان, وكان «يوسـف» ممـددا
سـريره, وعنـد دخولهـا إلـى الغرفـة وجـدت «ياسـمين» قـد حملـت شـقيقها «يوسـف» ووقفـت عنـد النافـذة
وكانـت جـد مرعوبـة وخائفـة, فأخـذت منهـا الطفـل وصـارت تصـرخ بصـوت عـال- وهـذا حسـب روايـة
«عبـد الرحيـم» لهـا- و كانـت تقـول:» الحقـوا بـي تعالـوا معـي», ثـم دخلـت إلـى الصالـون, وهنـاك باغتتهـا
قذيفــة ثانيــة حيــث أصابتهــا فــي قدميهــا, وكانــت تصــرخ وتنــادي «عونــي» «عونــي», ولــم يســلم «عبــد
الرحيـم» مـن هـذه القذيفـة حيـث أحدثـت حـروق فـي وجهـه واحتـرق شـعره بالكامـل, أمـا عـن «ياسـمين»
فقـد بقيـت جاثمـة فـي الغرفـة حسـب روايتهـا لـي, حيـث أخبرتنـي بأنهـا لـم تكـن تعـي مـا كان يحـدث مـن
حولهـا مـن شـدة الخـوف والرعـب الـذي حـل بهـا, هــذا إضافـة إلــى إصابتهــا بإصابــة بالغـة فـي وجههـا
واحتـرق جـزء منـه, وانتشـرت الشـظايا فـي كافـة أنحـاء جسـدها.
ومـا هـي إلا لحظـات حتـى سـقطت قذيفـة ثالثـة علـى الصالـون فأصابـت «ألبينـا» مـرة أخـرى, ممـا أدى
إلـى انقسـام جسـدها إلـى نصفيـن, وكان هـذا تحـت مـرأى ومسـمع ولدهـا «عبـد الرحيـم», أمـا عـن شـقيقه
«يوسـف» الـذي كان بيـن أحضـان والدتـه فقـد رمـت بـه القذيفـة بعيـدا, وقـد ذهـل «عبـد الرحيـم» مـن ذلـك
ً
مـا يفعـل, فأخـذ ينـادي علـى والـده لكـن مـا مـن مجيـب, فخـرج مسـرعا
ِ
المشـهد الأليـم حتـى أنـه لـم يـدر
إلـى بيـت عمـي «أبـو نضـال» -وكانـت عائلـة عمـي وعائلـة شـقيقي همـا مـن تبقـى فـي المنطقـة، حيـث
ذهـب باقـي أقاربنـا إلـى مدينـة غـزة طلبـا للأمـان فيهـا- فأخبرهـم بـأن والدتـه قـد استشـهدت ولا يعلـم مـا
قـد حـل بوالـده وأنـه تـرك «ياسـمين» تنـزف فـي غرفتهـا, فذهبـوا إلـى المنـزل وأخرجـوا «ياسـمين» منـه.
و قــد أخبرنــي شــقيقي «عونــي» بأنــه قــد اســتيقظ فجــأة فوجــد الجــزء الأكبــر مــن منزلــه قــد هــدم, فأخــذ
عليـه حيـث تفاجـأ بمنظـر زوجتـه
ً
يبحـث عـن عائلتـه فـي أرجـاء المنـزل, وقـد كان وقـع الصدمـة رهيبـا
وقـد مزقتهـا القذائـف, ولـم تتوقـف الجريمـة عنـد هـذا الحـد حيـث وجـد رأس ولـده الصغيـر «يوسـف» ملقـاة
علـى الأرض, فدخـل عليـه عمـي وأولاده وأخـذوه إلـى منزلهـم, إلا أنـه رفـض البقـاء عندهـم وأصـر علـى
العــودة إلــى منزلــه للملمــة أشــ ء زوجتــه وابنــه, وأحضــر غطــاء ووضــع فيــه مــا تمكــن مــن جمعــه مــن
بقايــا جثــة زوجتــه وطفلــه, و لــم يتمكــن مــن العثــور علــى جســد «يوســف», وصلــى عليهمــا وقــرأ ســورة
ياسـين علـى روحيهمـا الطاهرتيـن.
ثــم توجــه إلــى منــزل عمــي بعــد أن ســمعهم وهــم ينادونــه, وفــي طريقــه إليهــم أخــذت الطائــرات الحربيــة
تطلـق النـار عليـه فانبطـح أرضـا, وبعدمـا توقـف إطـ ق النـار دخـل إلـى بيـت عمـي, وبعـد دخولـه مباشـرة
جري مع «أرواح عبد الرحيم الجرو» على الهاتف، يوم السبت 9002/80/92.
ُ
- اتصال هاتفي أ
161
1...,101,102,103,104,105,106,107,108,109,110 90,91,92,93,94,95,96,97,98,99,...253
Powered by FlippingBook