101
منــه, فقــررت العائلــة تــرك المنــزل, فأصــر
ً
كبيــرا
ً
ســقطت قذيفــة علــى بــاب منــزل عمــي وهدمــت جــزءا
شـقيقي»عوني» علـى أخـذ جثـث الشـهداء إلا أنـه لـم يتمكـن مـن ذلـك, وكانـت الطريـق وعـرة حيـث كانـت
طـوال الطريـق, وتـداول عمـي وأبنـاؤه حمـل
ً
مليئـة بالحفـر وأكـوام التـراب وكانـت أجســادهم تنـزف دمـا
«ياسـمين», وبعـد أن مشـوا مسـافة طويلـة اهتـدوا إلـى منـزل كان علـى بابـه سـيارة, وكان مالكهـا بالقـرب
منهـا، فأخـذوا منـه مفاتيـح السـيارة وتوجهـوا إلـى المستشـفى.
وتــم إســعاف الجرحــى, وأدخلــت ياســمين إلــى غرفــة العنايــة المركــزة لمــدة يوميــن، وأجــروا لهــا عمليــة
جراحيــة فــي فكهــا محــل الإصابــة, وبعــد أن خرجــت مــن العنايــة المركــزة مكثــت معهــا لفتــرة فــي
المستشـفى, وكانـت كلمـا تسـتيقظ تسـأل عـن والدتهـا وشـقيقها وتلـح علـى رؤيتهمـا, غيـر أنـي لـم أتمكـن
مـن اطلاعهـا علـى الحقيقـة, وكنـت أقـول لهـا بـأن والدتهـا وشـقيقها الصغيـر قـد أصيبـا وهمـا فـي غـرف
أخــرى ولا يســتطيعان المجــيء لرؤيتــك, وبعــد خروجهــا مــن المستشــفى واجهتنــا صعوبــة فــي اطلاعهــا
علــى الحقيقــة, حيــث كان الجميــع يرفــض إخبارهــا وذلــك لشــدة تعلقهــا بوالدتهــا, إلــى أن تكفــل صديــق
والدهـا، وهـو طبيـب ولـه خبـرة مـن خـ ل المحاضـرات التـي كان يلقيهـا علـى الطلبـة فـي الصحـة النفسـية,
فأخبرهــا بالحقيقــة بطريقــة جعلهــا تتقبــل نبــأ استشــهادهما».