105
:
168
خطيبة الشهيد «باسل» «عدالة القرعان» تروي
«جـاء «باسـل» لزيارتـي فـي ذلـك اليـوم, وكان مفعمـا بالحيويـة علـى غيـر عادتـه وكانـت الابتسـامة لا
تفــارق وجهــه, لــم أكــن أعلــم أنهــا اللحظــات الأخيــرة لــه معــي, ولأن منزلــه بعيــد عــن منزلنــا فقــد خافــت
عائلتــي عليــه، فأصــر والــدي أن يقضــي ليلتــه عندنــا.
كانـت الطائـرات قـد بـدأت بالقصـف, ولمـا علمنـا بوجـود جنـود الاحتـ ل فـي الحـارة, خـرج مـن المنـزل
فأمسـكت بيـده، وطلبـت منـه أن ألا يخـرج، لكنـه لـم يسـتجب لطلبـي، فاسـتهدفته الـزوارق البحريـة وألقـت
علـى أرضنـا الطاهـرة».
ً
بـه شـهيدا
2- عائلة صالحة:
فــي تمــام الســاعة الثالثــة ونصــف مــن هــذا اليــوم , كان لمنــزل المواطــن «فايــز نــور محمــد صالحــة»
الكائــن فــي شــارع التــرك بجــوار صالــة الســ مة - مشــروع بيــت لاهيــا شــمال قطــاع غــزة, نصيــب مــن
تـل معظـم أفـراد
ُ
صـف المنـزل وق
ُ
الصواريـخ العشـوائية التـي كانـت تطلـق علـى منـازل المواطنيـن, حيـث ق
العائلـة المتواجديـن بداخلـه, ونجـا منهـا مـن اسـتطاع الهـروب, والشـهداء هـم: الأم «رنـدة محمـد صالحـة
«( 43 عامــا)، وأطفالهــا « ضيــاء الديــن فايــز صالحــة» ( 41عامــا)، و» بهــاء الديــن فايــز صالحــة
4أعــوام)، و «رنــا فايــز صالحــة « ( 21 عامــا) ، والطفلــة الرضيعــة «رولا فايــز صالحــة» ذات العــام
والنصـف، وخالـة الأطفـال « فاطمـة محمـد صالحـة «(22 عـام) والتـي كانـت قـد لجـأت لمنـزل شـقيقتها
خشـية قصـف موقـع بالقـرب مـن بيتهـا، فـكان الأجـل ينتظرهـا فـي بيـت شـقيقتها.
وتبقــى علــى قيــد الحيــاة أربعــة أفــراد فقــط مــن العائلــة يتجرعــون حســرة فــراق مــن ذهبــوا، وهــم: الأب
«فايــز» والابــن» نــور»( 61 عــام)، والطفلتيــن» ربــا»( 01 أعــوام)، و»رنــا «(8 أعــوام).
:
169
الوالد «فايز نور صالحة» (04عاما) يروي المأساة التي حدثت
«لـم أكـن أدري أن معـدات الطعـام المتبقيـة مـن المطبـخ الشـرقي المقصـوف, والـذي تعـود ملكيتـه لجـاري
«أبــو جبريــل» ســتتحول إلــى ذخيــرة وأســلحة حســب زعــم الاحتــ ل، فقــد كنــت يومهــا أمــارس عملــي
كآذن بإحـدى المـدارس التابعـة لوكالـة الغـوث الدوليـة؛ والتـي لجـأ إليهـا العديـد مـن العائـ ت المنكوبـة
والمشـردة، أمـا بالنسـبة لمـن تبقـى لـي مـن العائلـة وهـم: «نـور» و»ربـا» و»رشـا» فقـد خرجـوا مـن المنـزل
علـى عجلـة بعـد سـقوط صـاروخ التحذيـر الأول علـى المنـزل, أمـا عـن زوجتـي «أم النـور» وبقيـة أولادي
«بهــاء الديــن», وضيــاء الديــن», و»رنــا», و»رولا», وخالتهــم, فكانــوا يحاولــون أخــذ بعــض حاجياتهــم
الضروريــة مــن المنــزل قبــل مفارقتــه، وفــي تلــك اللحظــات باغتتهــم الطائــرات الإســرائيلية بصورايخهــا
القاتلـة، لتحولهـم إلـى قطـع وأشـ ء متناثـرة ودمـاء اختلطـت بحجـارة وركام المنـزل.
كنــت قــد ســمعت صــوت انفجــار الصــاروخ لكنــي لــم أكــن أعلــم أن بيتــي هــو المســتهدف، وبعــد قليــل
اتصــل علــي أحــد الجيــران وأخبرنــي بــأن المــكان المســتهدف هــو منزلــي, فهرعــت مباشــرة إلــى المنــزل
قلــوا
ُ
لأرى مــا حــل بعائلتــي, فأعلمونــي باستشــهاد زوجتــي ومعظــم أطفالــي, ولحظــة وصولــي كانــوا قــد ن
- مقابلـة مـع «عدالـة القرعـان»، يـوم الثلاثـاء 9002/20/30, فـي منزلهـا فـي حـي القرعـان، بمدينـة ديـر البلـح وسـط المحافظـة الوسـطى،
168
قطــاع غــزة.
-»فايـز نـور صالحـة» ، يـوم السـبت 9002/10/13, أمـام منزلهـم المدمـر فـي شـارع التـرك بجـوار صالـة السـ مة, مشـروع بيـت لاهيـا،
169
شــمال قطــاع غــزة.