الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 112

112
تبقـى مـن الأولاد، وعلـى بيوتنـا التـي تركناهـا
ْ
ـن
َ
التالـي رجعـت مـع أولادي إلـى العزبـة للاطمئنـان علـى م
مفتوحــة, وكنــت أحمــل شاشــتي وألــوح بهــا كرايــة بيضــاء, كنــا خائفيــن جــدا, لأننــا نعــرف أن جنــود
الاحتــ ل لا يفرقــون بيــن البشــر والحجـر فــكل شــيء عندهــم مسـتهدف.
ذهبـت إلـى بيـت ابنـي «رامـز» وبعـد أن اطمأننـت عليـه وعلـى عائلتـه خـرج ابنـي «رامـز» إلـى الـدكان
القريــب مــن المنــزل لكــي يحضــر بعــض الأغــراض الضروريــة لأطفالــه, وذهــب برفقتــه ابنــه الأصغــر
«أشــرف», حيــث كان حفيــدي لا يفارقــه أبــدا, ومــا هــي إلا لحظــات حتــى اشــتد القصــف, وأخــذت
الصواريــخ تنهــال علــى العزبــة فــي كل الاتجاهــات, فطلبــت مــن أولادي و أحفــادي أن يقــرؤوا القــرآن
ويدعــو الله أن يســترنا».
:
174
الابن «أشرف رامز عبد ربه» (21عاما) الشاهد على المجزرة يروي بقية التفاصيل
«ذهبـت مـع أبـي إلـى الـدكان لشـراء الحليـب وبعـض الأغـراض لـ كل, فوجدنـا عمتـي «رنـدة» وزوجهـا
«عبـد الحـي عبـد ربـه», وابنهـا «سـفيان» هنـاك, فطلبـت منـا الانتظـار حتـى تشـتري بعـض الحاجيـات
وذلـك لكـي تذهـب معنـا إلـى حـي الشـيخ رضـوان, اشـترينا مـا يلزمنـا ووقفنـا بالقـرب مـن بـاب الـدكان فـي
مـن أقاربنـا حيـث وقفـوا يتحدثـون فـي الشـارع, فطلـب منـي
ً
الشـارع نشـرب الكوكاكـولا, وكان معنـا بعضـا
والـدي أن أذهـب إلـى الـدكان لأجلـب لـه بعـض المـاء ليشـربه, وأنـا فـي الـدكان حـدث القصـف المريـع,
قويـا, قالـوا إنـه صـاروخ طائـرة اسـتطلاع بـدون طيـار (زنانـة), كان يحتـوي علـى كميـة
ً
فقـد كان انفجـارا
مـن المسـامير, سـمعت أبـي ينـادي علـي:» أشـرف تعـال واختبـئ فـي حضنـي, فاقتربـت منـه
ً
كبيـرة جـدا
ومشـينا قليـ , كان المـكان مليئـا بالغبـار والدخـان, و كنـت أمشـي خلفـه، فانتبهـت إليـه فوجـدت الدمـاء
تسـيل منـه فقلـت لـه:» بابـا أنـت تنـزف، ومـا هـي إلا ثـوان حتـى وقـع علـى الأرض, وقـال لـي:» اذهـب
إلـى البيـت, فصـرت أقـول لـه أعطينـي المحمـول كـي أتصـل علـى أعمامـي وعلـى الإسـعاف, وبعدهـا قلـت
لـه «تشـهد يابـا تشـهد», أحسسـت بأنـه سـيموت, فرفـع سـبابة يديـه الاثنتيـن, وأخـذ يصـرخ ويكبـر, فأخـذت
:» تعالـوا: اسـعفوا بابـا، اسـعفوا بابـا. «
ً
منـي قائـ
ً
أنـادي علـى مـن كان قريبـا
لمــا ســمعنا الانفجــار خرجنــا مــن المنــزل لنطمئــن علــى أولادنــا , ففجعــت بإبنــي
تكمــل الجــدة :»
فــي قلبــه والــدم ينــزف منــه, و وكذلــك ابنتــي «رنــدة» التــي لــم ألحــظ إصابتهــا أول مــا
ً
«رامــز» مصابــا
صيبـت فـي ظهرهـا, وأصيـب ابنهـا «سـفيان» فـي رأسـه, وكـذا حـال البقيـة
ُ
رأيتهـا، وتبيـن فيمـا بعـد أنهـا أ
مـن ذاكرتـي علـب المشـروب المنبعجـة فـي
َ
مـح
ُ
«أبـو يسـري» وابنـه, لقـد كان منظـر الجثـث رهيبـا, ولـم ت
أفواههــم «.
- مقابلـة أجريـت مـع أشـرف رامـز عبـد ربـه، يـوم الاثنيـن 5/11/ 9002م فـي منـزل والـده الكائـن فـي شـارع المحكمـة، عزبـة عبـد ربـه شـرق
174
مخيــم جباليــا، قطــاع غــزة.
1...,113,114,115,116,117,118,119,120,121,122 102,103,104,105,106,107,108,109,110,111,...253
Powered by FlippingBook