الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 118

118
خبر الموت
فتحـت بـاب الغرفـة التـي كانـت تمكـث فيهـا لأطمئـن علـى ابنتـي, لكننـي وجـدت سـريرها فارغـا, وبـدأت
وشـعرت أن شـيئا مـا قـد حـدث, فسـألت الممرضـة بحرقـة :» أيـن ابنتـي؟ فسـكتت
ً
دقـات قلبـي تخفـق قلقـا
ولـم تجبنـي, ولكنـي ألححـت عليهـا، فأخبرتنـي أن «هديـل» قـد استشـهدت ونقلـت إلـى ثلاجـات الموتـى».
وبهـذا التحقـت «هديـل» و»تسـنيم» بشـهيد العائلـة «مصطفـى الرفاتـي» الـذي استشـهد فـي المحرقـة التـي
وقعـت قبـل عـام فـي عزبـة عبـد ربـه، شـمال قطـاع غـزة».
5- عائلة الجندي:
اســتهدفت طائــرات الاحتــ ل الصهيونــي الشــقيقين «منــذر محمــود الجندي»(63عامــا), و»إبراهيــم
محمــود الجنــدي» (02عامــا), بالقــرب مــن منزلهمــا فــي شــارع نظيــر بمنطقــة الشــعف, ممــا أدى إلــى
استشـهادهما, و أصيبـت «نيفيـن منـذر الجنـدي» (11عامـا) فـي رجلهـا, و»كريـم الجمـال» (03عامـا)
فــي خصــره.
:
182
والدة الشهيدين «جازية الجندي» (56عاما) تروي
«فـي مسـاء ذلـك اليـوم اتصـل ابنـي «منـذر» علـى الهاتـف مـن منزلـه فـي المنصـورة ليسـأل عـن أحوالنـا
فأخبرتـه بـأن الميـاه قـد نفـدت منـا, وطلبـت منـه أن يحضـر لنـا مـن بيتـه بعـض المـاء, وعنـد آذان العشـاء
جـاء إلـى منزلـي مـع عائلتـه, ولأن الأوضـاع الأمنيـة كانـت خطـرة، فقـد خشـي علـى حيـاة زوجتـه وأطفالـه
فقـرر قضـاء تلـك الليلـة فـي منزلـي.
وبعـد أن أخلدنـا إلـى النـوم حـدث قصـف فـي شـارعنا, فخـرج أولادي «نـادر» و «منـذر», بسـرعة البـرق
لمعرفـة المـكان المسـتهدف, وتبيـن أن الطائـرات قـد اسـتهدفت منـزل «عائلـة مشـتهى», وقـد وجـد ابنـي
ً
فأسـرع لإسـعافه, أمـا «إبراهيـم» المدعـو بمحمـد فقـد بقـي واقفـا
ً
«نـادر» جارنـا «وجيـه مشـتهى» مصابـا
بالقــرب مــن بــاب المنــزل, وبينمــا كان «منــذر» يعــود أدراجــه إلــى المنــزل، وبمجــرد اقترابــه مــن شــقيقه
«إبراهيـم» اسـتهدفتهم صواريـخ الاحتـ ل, فحـاول «إبراهيـم» (محمـد) الدخـول إلـى المنـزل, وكانـت ابنتـي
«ميسـاء» (22عامـا) أول مـن هـرع إليـه فاقتـرب منهـا, ثـم ارتمـى فـي حضنهـا وأخـذ يتلفـظ الشـهادتين
والدمــاء تنــزف مــن رأســه، حيــث تدلــى المــخ منــه، فأخــذت تصــرخ وتبكــي شــقيقها, أمــا عــن منــذر فقــد
أسـرعنا إليـه فوجدنـاه هـو الآخـر قـد فـارق الحيـاة, وقـد مزقـت الشـظايا رقبتـه وكتفـه.
بالنسـبة للإصابـات فقـد أصيبـت حفيدتـي «نيفيـن» ابنـة الشـهيد «منـذر», وأصيـب جارنـا «كريـم الجمال»
بمنزلنــا أثنــاء القصــف, وقــد واجهــت ســيارات الإســعاف صعوبــة فــي الوصــول إلــى
ً
الــذي كان متواجــدا
شــارعنا لاشــتداد القصــف الجــوي والمدفعــي علــى منطقتنــا فــي تلــك الليلــة, حيــث حصــدت الصواريــخ
الكثيـر مـن أرواح أبنائهـا».
- مقابلة مع «جازية الجندي»، في منزلها الكائن في شارع نظير، بمنطقة الشعف، شرق مدينة غزة.
182
1...,119,120,121,122,123,124,125,126,127,128 108,109,110,111,112,113,114,115,116,117,...253
Powered by FlippingBook