الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 126

126
لـم أكـن أقـدر علـى المشـي فأخـذت أزحـف علـى بطنـي حتـى اقتربـت مـن أبـي، وأخـذت الهاتـف النقـال
(الجـوال), ثـم توجهـت إلـى المنـازل المجـاورة طلبـا للنجـدة، لكـن كل المنـازل القريبـة كانـت مهجـورة، بقيـت
علـى الحـال حتـى أقبـل الليـل وقضيـت ليلتـي تلـك فـي الشـارع تحـت شـجرة لـم أتحـرك مـن مكانـي حتـى
لا تلاحـظ طائـرات الاسـتطلاع الإسـرائيلية وجـودي فـي المنطقـة.
فــي صبــاح اليــوم الثالــث كانــت المنطقــة كلهــا مليئــة بالدخــان, وكادت رائحــة القنابــل الفســفورية أن
تخنقنـي, فواصلـت الزحـف حتـى وصلـت إلـى منـزل محـاط بسـور مـا عـدا متريـن، ثـم دخلـت مـن تحـت
الســور وبــدأت أدور فــي محيــط المنــزل حتــى وجــدت البــاب الرئيســي، ودخلــت إلــى الصالــون فوجــدت
زجاجـة مـاء وفـراش وغطـاء، شـربت زجاجـة المـاء وكانـت قدمـي تنـزف, وأغمـي علـي مـرة أخـرى، أفقـت
بعـد فتـرة فأحسسـت بعطـش شـديد، فذهبـت إلـى المطبـخ ومـ ت الزجاجـة بالمـاء وشـربت ثـم رجعـت إلـى
الفـراش ونمـت مـرة أخـرى, وكنـت كلمـا أسـتيقظ أشـرب المـاء وأرجـع إلـى النـوم إلـى أن فرغـت الزجاجـة
بالـدم.
ً
فعبأتهـا مـرة أخـرى وكان فراشـي مليئـا
وفـي اليـوم الرابـع اسـتيقظت علـى أصـوات فـي المنـزل, وفجـأة دخـل شـاب إلـى الصالـون وقـال: «أرى أنـه
يوجـد عنـدك ضيـوف يـا «عمـاد»، فقـال لـه: «عمـاد» ومـن هـم هـؤلاء الضيـوف، فاقتربـا منـي وسـألاني
مـا الـذي جـاء بـك إلـى هنـا؟ فقلـت لـه: أنـا مصابـة, وسـامحني يـا عـم لأننـي دخلـت منزلـك بـدون إذن
غمـي علـي، ولـم أفـق إلا وأنـا علـى السـرير
ُ
منـك، فقـد قصـف منزلنـا, ووالـدي وأخوتـي قـد استشـهدوا، ثـم أ
فـي مستشـفى الشـفاء, فقـد أنقذنـي المراسـل «عمـاد عيـد» وزميلـه الصحفـي «سـامي زيـارة» اللـذان جـاءا
إلـى المنـزل لتفقـده بعـد الدمـار الـذي حـل بنـا».
1...,127,128,129,130,131,132,133,134,135,136 116,117,118,119,120,121,122,123,124,125,...253
Powered by FlippingBook