الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 134

134
9- عائلة اسليم :
اسـتهدفت صواريـخ الاحتـ ل عصـر يـوم الخميـس منـزل عائلـة اسـليم فـي شـارع اليرمـوك بمدينـة غـزة,
مـا أدى إلـى استشـهاد خمسـة أفـراد مـن العائلـة وهـم «محمـد نبيـل اسـليم» (02عامـا), و»حسـام محمـد
اسـليم» (7اعـوام), و «أحمـد محمـد اسـليم» (31عامـا), وابنـة عمهـم «سـحر علـي اسـليم» (71 عامـا),
وزوجــة شــقيقها «إيمــان عبــد القــادر اســليم (الشــوبكي) « (22 عامــا), ولحــق بهــم الجريــح «عبــد الله
اســليم» (71عامــا) فــي يــوم 02-20-9002م.
:
200
والدة الشهيدة «سحر اسليم» تروي
لاشــتداد القصــف ذهبنــا إلــى غرفــة كنــا نعتقــد أنهــا الأكثــر
ً
« كنــا جالســين فــي صالــون المنــزل، ونظــرا
أمانــا, وكان ابنــي البكــر «وســيم» ينــادي علــى شــقيقه «أحمــد» فطلبــت مــن «ســحر» أن تنــادي علــى
«أحمــد» مــن شــرفة المنــزل, وذهبــت «ســحر» إلــى الشــرفة لتنــادي علــى شــقيقها وكانــت زوجــة شــقيقها
«إيمــان» واقفــة هنــاك تتحــدث علــى المحمــول مــع والدتهــا, وفجــأة حــدث انفجــار قــوي قــذف بابنتــي
علـى شـقيقها «أحمـد» ويقـول
ً
«سـحر» إلـى داخـل الغرفـة فأخـذ والدهـا المريـض بالقلـب يصـرخ مناديـا
لـه بحرقـة: «احمل..احمل..أختـك راحـت بيعـوض الله», أمـا «إيمـان» فوقعـت علـى الأرض فـي شـرفة
المنــزل.
مـن هـول مـا رأيـت لـم أدر مـاذا أفعـل! فحملـت حفيداتـي ونزلـت مـن الشـقة دون أن أسـتر شـعري وكنـت
حافيـة القدميـن, وأحضـرت لـي إحـدى الجـارات مـا أسـتر بـه رأسـي, وقـد تجمهـر الكثيـر مـن النـاس فـي
الشــارع، وجــاءت ســيارات الإســعاف, ثــم التفــت إلــى منزلنــا، فوجــدت المســعفين والمواطنيــن يحملــون
الشـهداء والجرحـى مـن عائلتنـا ومـن عائلـة جيراننـا, فقـد رأيتهـم يحملـون «سـحر» مـن يديهـا وقدميهـا.
نعـم ذهبـت «سـحر» ورافقتهـا «إيمـان» التـي تركـت طفلهـا «محمـد» الـذي لـم يتجـاوز الثمانيـة أشـهر,
ودمـرت الشـقة التـي كانـت تأوينـا و السـيارة التـي كانـت مصـدر رزقنـا».
:
201
والدة الشهيد «محمد اسليم» تروي
« كنـا فـي اسـتقبال أسـرة شـقيق زوجـي التـي هربـت مـن بيتهـا الكائـن فـي حـي تـل الهـوا لتحتمـي ببيتنـا
الكائـن فـي حـي اليرمـوك وسـط مدينـة غـزة، كانـوا مرهقيـن مـن شـدة الخـوف، وكان منظرهـم محـزن مـن
شــدة بكائهــم وتعبهــم, فأحضرنــا لهــم الغــذاء ووفرنــا لهــم غرفــة للاســتراحة, وذهــب الأطفــال للعــب فــي
الطابـق الأرضـي للعمـارة.
وكان ابنـي «محمـد» يسـاعدني فـي تصفيـف الغسـيل, ولأنـي كنـت قلقـة علـى شـقيقتي المحتجـزة فـي تـل
البيــت
ُّ
» فــي الغرفــة وذهبــت لأكلمهــا علــى الهاتــف, فــإذا بضربــة قويــة تهــز
ً
الهــوا, فقــد تركــت «محمــدا
أحسسـت وكأنـه زلـزال كبيـر فصرخـت» «يمـه يـا أولادي».
، ومنهـم مـن سـقط
ً
ـذف بعيـدا
ُ
طـار فـي الهـواء، ومنهـم مـن ق
ْ
ـن
َ
ـن الأولاد م
ِ
م
َ
رأيـت مـا لـم أره فـي حياتـي، ف
فــي الأســفل, لــن أســتطيع نســيان ذلــك المشــهد طيلــة حياتــي, فكلمــا أتذكــره يرتعــش جســدي، لقــد كان
.» ً
صعبـا جـدا
ً
منظـرا
والدة الشهيدة «سحر اسليم» ، يوم 9002/30/01, في منزلها في شارع اليرموك, مدينة غزة.
- مقابلة مع
200
- مقابلة مع والدة الشهيد «محمد اسليم»، في يوم 9002/30/01, في منزلها في شارع اليرموك, مدينة غزة.
201
1...,135,136,137,138,139,140,141,142,143,144 124,125,126,127,128,129,130,131,132,133,...253
Powered by FlippingBook