الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 127

127
يوم الخميس الموافق 51/10/9002م :
1- عائلة البحطيطي:
أطلقــت طائــرات الاحتــ ل بعــد منتصــف الليــل عــدة صواريــخ علــى منــزل «عائلــة البحطيطــي», فــي
منطقــة الشــعف المبيــض بالقــرب مــن مســجد البشــير بمدينــة غــزة, ممــا أدى إلــى استشــهاد ثلاثــة أفــراد
مـن العائلـة وهـم: «فايـز شـعبان البحطيطـي» (34عامـا), ونجلـه «أحمـد فايـز البحطيطـي» (91عامـا),
وابـن شـقيقه «صائـب نافـذ البحطيطـي» (81 عامـا), إضافـة إلـى «أيمـن محمـد عمـارة» (53 عامـا),
و»أحمــد عطــا الكتنانــي» (91عامــا), و»ســهيل يونــس الصفــدي» (81 عامــا), و»عطــا الحبشــي»
(04عامـا), و»محمـد وجيـه الرفاعـي» (92عامـا) الذيـن استشـهدوا بالقـرب مـن المنـزل, وأصيـب «نافـذ
شـعبان البحطيطـي» (05 عامـا), ونجلـه «صهيـب نافـذ البحطيطـي» (61عامـا), وابـن شـقيقه «محمـد
فايـز البحطيطـي» (22عامـا), و»عطـا موسـى الكتنانـي» (04عامـا), ونجلـه «محمـود عطـا الكتنانـي»
(81ســنة).
:
191
«مريم سليمان البحطيطي» (44عاما) زوجة الشهيد «فايز» تروي
صـف مسـجد البشـير القريـب مـن منزلنـا, ونظـرا لانقطـاع التيـار الكهربائـي
ُ
«فـي وقـت متأخـر مـن الليـل ق
نـزل زوجـي إلـى المسـتودع (الحاصـل) فـي الطابـق الأرضـي لمنزلنـا ليسـتمع إلـى الأخبـار مـن مذيـاع
الســيارة, وبينمــا هــو فــي الســيارة ســمع صــوت شــخص يســتنجد أنقذونــي, وســمع أولادي صــوت ذلــك
الشـاب فنزلـوا إلـى الأسـفل ونـزل شـقيق زوجـي وأولاده, واتجـه الشـاب نحـو المنـزل فنـزل «أبـو محمـد»
مـن السـيارة وهـرع إليـه ليسـعفه واسـمه «أيمـن عمـارة» وكان بيـد زوجـي مصبـاح ضوئـي (كشـاف) وبينمـا
علـى
َّ
اهتـز
ً
هـو يفتـح بـاب المسـتودع (الحاصـل) إذ بصـاروخ يسـتهدفهم, وقـد كان وقـع القصـف قويـا
إثــره المنــزل وانهــال زجــاج النوافــذ فــوق رؤوســنا, فهرعــت إلــى أطفالــي الصغــار الذيــن قامــوا مــن النــوم
مفزوعيـن, ولـم أكـن أعلـم حينهـا أن القصـف قـد اسـتهدف أفـراد عائلتـي, ومـا هـي إلا دقائـق حتـى سـقط
صـاروخ آخـر علـى المنـزل.
فنزلـت مسـرعة إلـى المسـتودع وهنـاك اصطدمـت عينـاي بمنظـر رهيـب للجثـث والأشـ ء, فلـم أكـن أتوقـع
مطلقـا أن عائلتنـا هـي المسـتهدفة, وكان أول مشـهد وقـع عليـه نظـري هـو ابـن شـقيق زوجـي «صهيـب»
فاقتربـت منـه, فصـاح قائـ :» أنـا بخيـر اذهبـي إلـى الداخـل».
ً
وكان مصابـا
دخلــت إلــى مــكان الجــرم المشــهود وعلــى ضــوء القمــر لمحــت زوجــي وولــداي وشــقيق زوجــي وابنيــه
فلـم أتمكـن مـن الرؤيـة جيـدا, فاقتربـت مـن
ً
ملقـون علـى الأرض غارقيـن فـي الدمـاء, وكان المـكان معتمـا
زوجــي فوجدتــه جثــة هامــدة وكانــت يــده وذراعــه مبتورتيــن, فتركتــه واتجهــت نحــو ابنــي «محمــد» وكان
يئـن فأخـذت أتشـهد عليـه, والتفـت إلـى ابنـي «أحمـد» وكان إلـى جانـب والـده يصـرخ «أبوي،أبـوي», وكان
وجهــه مخضبــا بالدمــاء فانتقلــت إليــه, ووضعتــه فــي حضنــي وفــي تلــك اللحظــة أحسســت أنــه ســيفارق
الحيـاة, فقـد كانـت الشـظايا تمـ بطنـه وصـدره, فأخـذت أتشـهد عليـه، وأمسـح بيـدي علـى وجهـه, فاقتربـت
شـقيقته منـه ووضعـت يدهـا علـى صـدره فوجـدت قلبـه ينبـض, فقالـت:» إنـه حـي».
وبعـد أن مضـت نصـف سـاعة علـى القصـف، مـرت سـيارة إسـعاف بالقـرب منـا، وكانـت تحمـل إصابـات
«مريم سـليمان البحطيطي» ، يوم الأربعاء 9002/60/71, في منزلها قرب مسـجد البشـير في منطقة الشـعف- المبيض,
- مقابلة مع
191
مدينــة غــزة.
1...,128,129,130,131,132,133,134,135,136,137 117,118,119,120,121,122,123,124,125,126,...253
Powered by FlippingBook