135
يوم الجمعة الموافق 61/10/9002م :
1- عائلة شراب:
علـى
ً
فـي منطقـة الفخـاري بخـان يونـس أطلـق جنـود الاحتـ ل بعـد ظهـر يـوم الجمعـة الرصـاص عمـدا
المواطــن «محمــد كســاب شــراب»( 56عامــا), ممــا أدى إلــى إصابتــه، واستشــهاد نجليــه «كســاب»
(82عامـا) خريـج مـن كليـة الهندسـة, قسـم العمـارة بالجامعـة الإسـ مية, و»إبراهيـم» (81عامـا)، سـنة
أولــى كليــة التجــارة بجامعــة الأزهــر.
:
202
يروي تفاصيل الجريمة النكراء
»
والد الشهداء «محمد كساب شراب
«جـرت أحـداث الجريمـة مـا بيـن السـاعة الواحـدة مـن ظهـر يـوم الجمعـة حتـى وصـول سـيارة الإسـعاف
فـي اليـوم التالـي السـبت السـاعة الحاديـة عشـر صباحـا, كنـت وأبنائـي فـي مزرعتنـا الواقعـة فـي أطـراف
منطقـة الفخـاري, وفـي صبـاح ذلـك اليـوم اسـتيقظنا باكـرا, وكعادتنـا مارسـنا بعـض الأعمـال الضروريـة,
وقررنـا العـودة إلـى منزلنـا لتفقـد العائلـة, وقبـل انتهـاء فتـرة وقـف إطـ ق النـار التـي أعلـن عنهـا الجيـش
(الإســرائيلي) الــذي كان قــد اجتــاح منطقــة الفخــاري, وبعــد صــ ة الظهــر أخذنــا مــا يلــزم مــن حاجيــات
بفعـل مجنـزرات وآليـات ثقيلـة,
ً
مقطوعـا
ً
للبيـت وانطلقنـا بالسـيارة, وعلـى مبعـدة 004 متـر, اجتزنـا طريقـا
والتــي كانــت قــد طوقــت المــكان مــن الليلــة الماضيــة, وتمكنــا بالرغــم مــن وعــورة الطريــق مــن العبــور
علـى مسـافة « 007 متـر» أخـرى, ووجدنـا طريقـا اجتازتـه الآليـات الثقيلـة وظاهـر الأمـر أنـه كان أكثـر
وعـورة مـن الطريـق السـابق, ولكـن كانـت سـيارتي مـن نـوع «جيـب لانـد روفـر» قـد سـاعدتني فـي اجتيـاز
الطريـق.
فـي الطريـق أن أسـير حسـب الترتيـب, أو هكـذا شـاءت الأقـدار, مـن طريـق مسـجد العمـور
ً
كنـت حريصـا
بطريــق مســتقيم, علــى أن أعبــر مــن طريــق فرعــي
ً
بالدوار»محــول الكهربــاء» متقدمــا
ً
«الرضــا», مــرورا
إ ذ
�
أو أحــد الأزقــة التــي أعرفهــا جيــدا, لكنــي فوجئــت بمنظــر الأرض الخالــي وأنــا أنظــر علــى يســاري و
بسـاترين ترابييـن, أحدهمـا بداخلـه دبابـة ثقيلـة! كانـت مفاجـأة غيـر متوقعـة, رفعـت يـدي كالـذي يريـد أن
إ ذا بطلقـات مـن بنـادق
�
يقـول السـ م عليكـم, ولـم يعترضونـي, فواصلـت المسـير» 05 متـرا « أخـرى, و
رشاشـة تنطلـق باتجاهـي, فقلـت لأولادي علـى الفـور «انحنـوا إلـى الأسـفل», تواصـل الضـرب بالرصـاص
علينـا, وكنـت أظنـه للتحذيـر, لكننـي صعقـت بمـن ينادي:إنـزل يـا ابـن.......», فطلبـت مـن ولـداي أن
ينحنيـا وينـزلا مـن السـيارة, فانبطحـا علـى الأرض و انحنيـت إلـى الأسـفل، ولـم أكـن أرى «كسـاب» الـذي
كان يجلــس بجــواري, فلــم أعــرف كيــف نــزل..أو كيــف تصــرف, أمــا إبراهيــم وقــد كان يجلــس بالمقعــد
الخلفـي فقـد فتـح البـاب وهـو سـليم لـم يصبـه أذى, ونـزل مـن السـيارة , فـإذا بـه يصـرخ أصبـت, فنظـرت
إليـه فوجدتـه قـد أصيـب فـي سـاقه أسـفل الركبـة, فقلـت بسـيطة, إصابـة غيـر قاتلـة, فصـرخ الجنـود فـي
وجهـي وقالـوا: «انـزل مـن السـيارة», وأطلقـوا الرصـاص علـى السـيارة حيـث كنـت, فلـم أسـتطع النـزول مـن
شـدة الرصـاص, وشـعرت بـدم حـار ينـزف مـن يـدي اليسـرى, فبحثـت عـن مـكان الإصابـة فـي ملابسـي,
وشـعرت بهـا أعلـى الـذراع الأيسـر فـوق المرفـق, فقفـزت مـن فـوق المقعـد المجـاور, وفتحـت البـاب ونزلـت
إ طـ ق النـار مـازال مسـتمرا.
�
منـه ثـم انبطحـت, و
- إفادة كتبها «محمد كساب شراب»، فجر يوم الاثنين 9002/10/71, في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
202