الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 139

139
2- عائلة أبو عيطة :
تعرضــت عائلــة «أبــو عيطــة» فــي مخيــم جباليــا شــمال قطــاع غــزة لمجــزرة بشــعة عنــد الســاعة الثالثــة
وقـع عنـد بـاب منـزل العائلـة, ممـا أسـفر عـن استشـهاد
ً
مسـاء, حيـث أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
أربعـة أفـراد وهـم:
«أحمـد سـ مة أبـو عيطـة» (61عامـا ), «مـ ك سـ مة أبـو عيطـة» (3 أعـوام ), «أنـور سـلمان أبـو
عيطـة» (8أعـوام ), وعمتهـم «زكيـة عبـد الحـي أبـو عيطـة» (05عامـا).
«إيمــان أحمــد أبــو عيطــة» (33عامــا) والــدة الشــهيدين «أحمــد» و»مــ ك» تنقــل شــهادتها عــن
:
203
المجــزرة
« قبــل الحــدث البشــع بوقــت قصيــر كانــت ابنتــي «مــ ك» مــع والدهــا, وأعطاهــا «1شــيكل», فاشــترت
الحلـوى بنصـف شـيكل وأرجعـت لـه النصـف الآخـر, وركـب سـيارته وذهـب, وظلـت «مـ ك» تلعـب تحت
شـجرة بالقـرب مـن منزلنـا, وهنـاك كانـت تجلـس عمتهـم «زكيـة» وكان الأولاد يلعبـون بالقـرب منهـا, وأنـا
علـى عتبـة البيـت خـرج ابنـي «أحمـد» لأداء صـ ة العصـر فـي المسـجد, وأنـا أهـم بإغـ ق البـاب خلفـه,
علـى المـكان الـذي كانـوا يجلسـون فيـه, أول مـا رأيتـه مـن مشـاهد
ً
أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
كان منظـر ابنـي «أحمـد», وهـو يسـبح فـي بركـة مـن دمائـه, ولـم يستشـهد علـى الفـور, فقـد كان ينـزف
بشـدة, فحملتـه ووضعتـه فـي حضنـي, وصـرت أصـرخ بأعلـى صوتـي:» تعالـوا، أسـعفوا «أحمـد», حتـى
أنـي لـم أنتبـه إلـى ابنتـي «مـ ك» وابـن عمهـا «أنـور».
عــن المــكان بأمتــار, عندمــا ســمع القصــف رجــع إلــى المنــزل,
ً
أمــا والدهــم فقــد كان فــي ســيارته بعيــدا
حتـى
ً
ليطمئـن علينـا, رأيتهـم يحملـون ابنتـي «مـ ك» ويضعونهـا فـي السـيارة, كانـت الصدمـة قويـة جـدا
قلـوا إلـى مستشـفى «كمـال عـدوان», وبقـي «أحمـد»
ُ
أنـي لا اسـتطيع وصـف حالتـي التـي كنـت عليهـا, ون
لسـاعتين, ثـم استشـهد بعـد ذلـك, أمـا أخـت زوجـي «زكيـة» فتناثـرت جثتهـا فـي المـكان, و جمـع مـا
ً
حيـا
تبقـى مـن أشـ ئها ووضـع فـي كيـس مـن البلاسـتيك.
كنـت طـوال الحـرب أقـول:» الحمـد لله أن الله نجانـا وسـتر أولادي, فقـد كان عندنـا نقـص فـي الأكل ولـم
يكـن عندنـا غـاز, وكنـا صابريـن ومتقبليـن الحـال مثلنـا مثـل باقـي العائـ ت الآخـرى, ورغـم كل الظـروف
الصعبـة التـي مـرت بنـا فـي أيـام الحـرب, فقـد كان أهـم شـيء عندنـا أن لا يصيبنـا مكـروه, ولمـا ارتكبـت
مجـزرة الفاخـورة كان زوجـي وأولادي هنـاك, ولقـد حمـدت الله علـى أن سـترهم وأرجعهـم لـي سـالمين.
فــي صبــاح ذلــك اليــوم المشــئوم انفجــر «البابــور» فــي ابنــي «أحمــد» ولــم يصــب بــأذى, وانتقــاه بعدهــا
الله عــز وجــل شــهيدا.
لقــد كانــت «مــ ك» أحــب بناتــي إلــي, وكانــت شــديدة الــذكاء, وهــي أصغــر أولادي, مفعمــة بالحيويــة
والنشــاط».
إيمـان أحمـد أبـو عيطـة»، الأحـد 9002/40/91, فـي منزلهـا القريـب مـن مدرسـة الفاخـورة، بمخيـم جباليـا، شـمال قطـاع
«
- مقابلـة مـع
203
غــزة.
1...,140,141,142,143,144,145,146,147,148,149 129,130,131,132,133,134,135,136,137,138,...253
Powered by FlippingBook