146
الصــف الدراســي الــذي كان يأويهــم ونحــو 05 مدنيــا آخــر مــن النســاء والأطفــال.
بحـركات غيـر متناسـقة, حـاول والـد الطفليـن الشـهيدين الأبكـم «أبـو بـ ل» أن يحدثنـا عـن الجريمـة،
إلينــا مــا
ً
وعلامــات الحــزن والتوتــر كانــت باديــة علــى قســماته، باشــر والــده بترجمــة حــركات ابنــه ناقــ
عليهــم، لكــن اليهــود قصفــوا المدرســة
ً
بأطفالــه مــن المنــزل إلــى المدرســة خوفــا
َّ
يقولــه: «يقــول أنــه فــر
: «بـ ل ومحمـد كان
ً
وقتلوهمـا». تابـع الجـد بعـد أن توقـف الوالـد مـن فـرط غضبـه عـن الحديـث، موضحـا
يقفــان خــارج غرفــة الصــف مــع والدتهمــا وشــقيقتهما مادليــن (6أعــوام), وشــقيقهما صبــري (عــام وثلاثــة
إ صابـة الأم والطفليـن الآخريـن, كانـت
�
أشـهر), وقـد سـقطت القذيفـة قربهمـا ممـا أسـفر عـن استشـهادهما و
الأم قـد اتخـذت قـرار الخـروج مـن غرفـة الصـف عندمـا بـدأ القصـف فـي محيـط المدرسـة، عـ صـوت
القذائــف, فشــعرت الأم بالخــوف، واعتقــدت أن خروجهــا ســيحمي أطفالهــا فاختــارت الوقــوف أمــام بــاب
الغرفـة، كان الطفـ ن الشـهيدان وفقـا لإفـادات شـهود العيـان, يتشـبثان بالسـور الحديـدي الخـاص بالممـر
المقابـل لغرفـة الصـف، كانـا ينظـران لباحـة المدرسـة غيـر مدركيـن أي مصيـر ينتظرهمـا.
سـقطت القذيفـة علـى مقربـة مـن أم بـ ل وطفليهـا، أصيـب الطفـ ن بعـدد مـن الشـظايا وسـقطا شـهيدين
علـى الفـور, فيمـا أصيبـت والدتهمـا فـي رأسـها إصابـة خطـرة «. أضـاف الجـد ثـم صمـت برهـة وقـال:»
كلمـا حادثتنـي عبـر الهاتـف
ً
لـم تكـن أم بـ ل تعلـم أن طفليهـا قـد استشـهدا، كانـت توصينـي بهمـا خيـرا
مـن جمهوريـة مصـر العربيـة حيـث تتلقـى العـ ج، كانـت تقـول لـي:» بـ ل و محمـد أمانـة فـي عنقـك يـا
عمـي، ديـر بالـك عليهـم يـا عمـي، مـا تشـتري لهـم ملابـس يـا عمـي أنـا حاجيبلهـم معـي.
أنهــا فقــدت طفليهــا، خــ ل حديثنــا الهاتفــي معهــا قالــت: «كنــت أشــتري لهمــا
ً
أم بــ ل علمــت مؤخــرا
الملابـس وأجمـع كل مـا أتلقـاه مـن هدايـا مـن الزائريـن لأحملهـا لهمـا، لـم أكـن أعلـم أنهمـا استشـهدا، طلبـت
فأنـا اشـتريت لهمـا الكثيـر.
ً
مـن عمـي الاعتنـاء بهمـا، قلـت لـه :»لا تشـتري لهمـا ملابسـا
وأضافـت: «أريـد أن أسـأل (إسـرائيل)، مـا ذنـب طفـ ي بـ ل ومحمـد؟ لمـاذا قتلوهمـا وحرمونـي منهمـا؟
حسـبي الله ونعـم الوكيـل».
2- عائلة عبيد:
عثــرت عائلــة عبيــد علــى جثتــي «فتحــي محمــد عبيد»(36عامــا), وزوجتــه
بتاريــخ 71\10\9002م,
الثانيــة «فاطمــة محمــود عبيــد» (75عامــا), وذلــك بعــد أن اســتهدفت الصواريــخ والقذائــف الإســرائيلية
منــزل الشــهيد الكائــن فــي عزبــة عبــد ربــه شــرق مدينــة جباليــا, كمــا أصيــب ثلاثــة مــن أنجــال «فتحــي
عبيــد» وهــم: «مصطفى»(72عامــا), و»ســعيد»(61عاما), و»ألفت»(41عامــا), و»محمــود».
:
210
«صبحة عبيد» زوجة الشهيد الأولى تروي
« كنــا نجلــس آمنيــن فــي منزلنــا الموجــود فــي عزبــة عبــد ربــه, فــإذا بقذائــف عشــوائية موجهــة إلينــا مــن
كل حـدب وصـوب, فلـم نكـن نـدري مـاذا نفعـل سـوى الصـراخ والاسـتنجاد, ولكـن دون جـدوى فـ أحـد
تمكـن مـن الوصـول إلينـا, وقـد أصيـب زوجـي «فتحـي» إصابـة خفيفـة فـي بطنـه, وأصيـب أبنـاؤه الثلاثـة
«مصطفـى» و»سـعيد» و»ألفـت», ولـم يتمكـن الإسـعاف مـن الوصـول إلينـا, فظلـوا ينزفـون طـوال اليـوم,
وبقينـا علـى تلـك الحـال حتـى اليـوم التالـي, وتواصـل إطـ ق القذائـف علـى المنطقـة، فلـم يتبـق بالمنـزل
«صبحـة عبيـد»، يـوم الاثنيـن 9002/50/11, فـي منزلهـا عزبـة الياسـين ( عزبـة مليـم ), مقابـل شـارع النزهـة, مخيـم جباليـا،
- مقابلـة مـع
210
شــمال قطــاع غــزة.