الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 152

152
وفـي اليـوم الـذي انسـحب فيـه جنـود الاحتـ ل اتصلـت شـقيقتي علـى عمـي لتسـأله عـن والدتـي, فطلـب
أن يتحـدث إلـى ابـن عمتـي, فأخبـره بنبـأ استشـهادهما, ولكنـه لـم يخبرنـا، وقـال لنـا: «أخوكـم مصـاب»,
مـن ًوبعدهـا ذهبنـا إلـى المنـزل ونحـن نعتقـد أن والدتـي بخيـر, وعندمـا وصلنـا إلـى المنـزل وجدنـا بعضـا
قريباتنــا مجتمعــات ويصرخــن, فعرفنــا أنــه يوجــد أمــر خطيــر فــي المنــزل, فقــد وجــد أحــد الجيــران جثــة
شـقيقي «محمـد» وقـد قتلـه الجنـود علـى درج بـاب المنـزل, ويبـدوا أنهـم أعدمـوه أمـام مـرأى عينـي والدتـي,
فذهبــت لتســعفه فألحقوهــا بــه, وقــد وجــدت علــى درج المنــزل وهــي تمســك برجلــي «محمــد», وقــد أخــذ
الرجـل غطـاء وسـتر عورتهـا, أمـا أخـي فبقـي مكشـوفا, وكانـت جثتاهمـا منتفختيـن, فصعقنـا حينمـا عرفنـا
الخبـر, وكان المشـهد فظيعـا.
رثــى لهــا, فبالإضافــة إلــى الدمــاء الموجــودة فــي كل مــكان مــن مدخــل ُ أمــا منزلنــا فقــد كان فــي حالــة ي
مـن القنابـل المسـمارية علـى بعـض الغـرف, ًالبيـت, فقـد حـرق جنـود الاحتـ ل ممتلكاتنـا, وأطلقـوا بعضـا
مــوا أولاده َّلــوا زوجتــه ويتَّودمــرت شــرفة شــقة أخــي «محمــد» فــي الطابــق الثانــي, فلــم يكفهــم أنهــم رم
الأربعــة, فعاثــوا فــي شــقته خرابــا
لــم نتمكــن مــن الســكن فــي البيــت إلا بعــد أن أصلحنــا مــا أمكــن إصلاحــه, حتــى أننــا أقمنــا العــزاء فــي
بيــت خالــي, وبقينــا هنــاك لمــدة أســبوعين».