الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 151

151
أكبرهـم لـم يتجـاوز سـن الرشـد بعـد.
ولقـد رفـع زوجـي قضيـة علـى جنـود الاحتـ ل عبـر الصليـب الأحمـر, ولكنهـم ادعـوا أن انتصـار كانـت
تسـاعد المقاوميـن, ورغـم أن ذلـك لـم يحـدث».
3- عائلة الداعور:
بعـد إعـ ن قـوات الاحتـ ل الصهيونـي انسـحابها مـن قطـاع غـزة, عـادت «عائلـة الداعـور» كغيرهـا مـن
العائــ ت التــي هجــرت بيوتهــا فــي أيــام الحــرب القاســية, للاطمئنــان علــى أهلهــا وممتلكاتهــا, فوجــدت
علـى بـاب المنـزل جثمـان الوالـدة الشـهيدة «جميلـة عبـد العزيـز الداعور»(06عامـا), وعلـى جثمـان ابنهـا
الشــهيد «محمــد أحمــد الداعــور» (23عامــا), وذلــك فــي حــي العطاطــرة, فــي بلــدة بيــت لاهيــا شــمال
قطـاع غـزة.
:
214
ابنة الشهيدة «صفاء الداعور» (81عام) تروي
«فــي أول أيــام الاجتيــاح البــري اشــتد القصــف المدفعــي علــى المنطقــة, وكان مــن بيــن القنابــل التــي
أطلقــت علــى المنطقــة القنابــل الفســفورية, وكانــت هــذه أول مــرة نــرى فيهــا قنابــل حارقــة بهــذا الشــكل,
ممـا زاد مـن رعبنـا وقلقنـا علـى حياتنـا, فقـررت عائلتنـا النـزوح مـن المـكان, وكان معنـا فـي المنـزل بنـات
لاشـتداد القصـف فـي منطقتهـم, فالتجأنـا فـي بـادئ الأمـر إلـى
ً
خالتـي اللواتـي التجـأن إلـى منزلنـا نظـرا
بيــت جيراننــا القريــب مــن منزلنــا, وكان الوقــت متأخــرا, قبيــل المغــرب بقليــل فلــم نتمكــن مــن مواصلــة
المسـير, وفـي اليـوم التالـي قررنـا الذهـاب إلـى بيـت أختـي القاطنـة فـي «حـي السـ طين», ولـم تتمكـن
والدتـي وأخـي محمـد مـن اللحـاق بنـا, لأنهمـا كانـا عنـد جيـران آخريـن, وهـم مـن «عائلـة اللـوح», وكان
جــدا, فطلبنــا مــن أخــي «محمــد» عبــر الهاتــف اللحــاق بنــا بعــد هــدوء الأوضــاع
ً
الوضــع الأمنــي ســيئا
نســبيا.
ونحــن فــي طريقنــا إلــى بيــت شــقيقتي, رأينــا مناظــر تقشــعر منهــا الأبــدان, فقــد كانــت جثــث الشــهداء
ملقــاة علــى الأرض, ورأيــت جثــة شــاب علــى عربــة كارو, وكانــت مقطعــة إلــى أشــ ء, وأهلــه بالقــرب
منــه يصرخــون, وواصلنــا المســير إلــى أن وصلنــا إلــى منــزل شــقيقتي, وهنــاك خــارت قوانــا وتعبنــا, ولــم
نســتطع النــوم فــي تلــك الليلــة لاشــتداد القصــف علــى حــي الســ طين, وقــد ســقطت شــظايا كثيــرة علــى
ســطح منــزل شــقيقتي.
وفــي صبــاح اليــوم التالــي جــاء الصليــب الأحمــر إلــى المنطقــة, وطلــب مــن النــاس إخــ ء المنطقــة,
, أيقظتنـا أختـى مـن النـوم وأخلينـا المـكان, وتوجهـت عائلـة شـقيقتي إلـى
ً
وعنـد السـاعة السـابعة صباحـا
علـى الأقـدام إلـى منـزل عمتـي فـي حـي النصـر, وكان
ً
منـزل أقاربهـم بالمشـروع, أمـا نحـن فذهبنـا سـيرا
حاولنـا الاتصـال علـى أخـي للاطمئنـان عليـه وعلـى والدتـي,
ً
يـوم أحـد, وعنـد السـاعة التاسـعة صباحـا
لكـن مـن دون جـدوى , فاتصلـت علـى ابنـة عمـي «نهـى» وسـألتها عنهـم, فقالـت:» نحـن لـم نخـرج مـن
المنطقـة ونحـن الآن فـي مسـيرة ومعنـا الكثيـر مـن الشـهداء والجرحـى, وانفصـل الخـط بعدهـا, فاتصلـت
علــى عمــي فقــال:» معنــا شــهداء ولا أعــرف شــيئا عــن والدتــك وأخــوك, واتصلنــا علــى الصليــب مــرات
عديـدة, ولكـن دون جـدوى فلـم يتمكـن أحـد مـن الوصـول إليهـم, وأعطـى الصليـب الأحمـر أسـماءهم إلـى
جيـش الاحتـ ل لكنهـم لـم يطمئنونـا عليهـم.
«صفاء الداعور» ، يوم الثلاثاء 9002/50/21, في منزلها في حي العطاطرة , بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.
مقابلة مع
-
214
1...,152,153,154,155,156,157,158,159,160,161 141,142,143,144,145,146,147,148,149,150,...253
Powered by FlippingBook