الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 153

153
خاتمة
كان هــدف الكيــان الصهيونــي مــن الهجــوم علــى قطــاع غــزة قتــل الأمــل وروح المقاومــة عنــد الأهالــي،
إلا أنهـم فشـلوا فيمـا أرادوا؛ فـروح المقاومـة بقيـت لـدى الشـعب الفلسـطيني الصامـد، بينمـا اندحـر المحتـل
وأعوانـه علـى مشـارف غـزة رغـم كل ممارسـاته.
ـفت لنـا الأحـداث عـن مـدى دمويـة المحتـل َّ فمـع ختـام فصـول الجريمـة وانتهـاء مرحلـة التوثيـق لهـا، تكش
سـها العالـم الغربـي والإسـ مي والعربـي يـوم سـكت عـن هـذه َّ الصهيونـي وبشـاعته، هـذه الدمويـة التـي كر
الممارسـات، ولـم نـر إلا اسـتنكارات رسـمية خجولـة هنـا وهنـاك، حتـى تقريـر القاضـي غولدسـتون والـذي
حـاول فيـه اسـتعراض تفاصيـل هـذه الحـرب، لـم يتطـرق إلـى معانـاة الأحيـاء والجرحـى كمـا ينبغـي وغابـت
عنـه تفاصيـل كثيـرة، نرجـو أن نكـون قـد أعطيناهـا حقهـا فـي هـذه الدراسـة، فوسـائل الإعـ م لـم تصـل
للكثيــر مــن العائــ ت المكلومــة، واكتفــت بتســليط الضــوء علــى عائــ ت معينــة، صحيــح أن معاناتهــم
كانـت تسـتحق هـذا الاهتمـام لبشـاعتها، ولكـن هنـاك الكثيـر مـن الجرائـم التـي لـم يصـل إليهـا الحقوقيـون
والإعلاميـون بعـد .
وربما يعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه الذي تخصص بسـرد كل تفاصيل الاسـتهداف لكل العائلات،
إ عطــاء هــذا الحــدث حقــه مــن متابعــة �ولــذا ندعــو المؤسســات الحقوقيــة والإنســانية لمواصلــة الطريــق، و
رنــا لهــم ّدوليــة وقانونيــة، خاصــة وأن الجرائــم مدونــة هنــا وبدقــة، وربمــا نكــون مــن خــ ل كتابنــا هــذا وف
مـادة موثقـة دقيقـة، بهـا تفاصيـل كثيـرة لينطلقـوا مـن خلالهـا.
فقــد آن الأوان ليقــول العالــم للعــدو الصهيونــي إنــه ليــس بالإمــكان أن يبقــى فــوق القانــون الدولــي،
مثلمــا أنــه آن الأوان لإنهــاء ازدواجيــة المعاييــر ونفــاق العالــم الغربــي، حيــث لا يمكــن الحديــث عــن
حقـوق الإنسـان فـي وقـت تخـرق فيـه هـذه الدولـة تلـك الحقـوق بشـكل واضـح وفاضـح، وربمـا كان تقريـر
«غولدسـتون» هـو البدايـة ليعلـم العالـم وحشـية الاحتـ ل، التـي لـم تنكشـف فـي مجـازر «ديـر ياسـين»
شــفت هــذه المــرة بمــا ارتكبــه هــذا العــدو مــن جرائــم علــى أرض ُ و»صبــرا وشــاتيلا» وغيرهــم؛ ولكنهــا ك
غــزة العــزة.
مــن الدراســات التوثيقيــة والإحصائيــة ، فالحــرب الأخيــرة علــى غــزة ٍ لمزيــدًولــذا مــا زال الأفــق مفتوحــا
تركـت العديـد مـن الآثـار النفسـية والصحيـة والاقتصاديـة والاجتماعيـة علـى الأهالـي، وخاصـة الأطفـال
الذيــن يعانــون مــن مشــاكل نفســية خطيــرة لهــا تداعياتهــا وتأثيراتهــا المدمــرة علــى المســتوى البعيــد، ولــذا
ندعــو جميــع المنظمــات الحقوقيــة والمؤسســات العالميــة والأهليــة؛ لتأخــذ دورهــا فــي فضــح ممارســات
الكيـان الصهيونـي وأعوانـه فـي المحافـل الدوليـة، وتعمـل علـى إزالـة آثـار الحـرب بكافـة الوسـائل الممكنـة
للتخفيـف مـن معانـاة الأهالـي وتضميـد جراحهـم