163
إ حســان، وهــو محمــد الحــداد، 52
�
الرجــل المصــاب الــذي حــاول دخــول الســيارة كان أحــد أبنــاء عــدي و
. وتحدثـت هيومـن رايتـس ووتـش إلـى الحـداد فـي وحـدة الحـروق بمستشـفى الشـفاء فـي 72 ينايـر/
ً
عامـا
كانـون الثانـي، ودعـم فـي أقوالـه الحقائـق التـي وردت علـى لسـان كل مـن صبـاح والشـريف.
لمحمــد الحــداد، فقــد بــدأ الجيــش الإســرائيلي فــي قصــف تــل الهــوى فــي الســاعة الســابعة صبــاح
ً
وطبقــا
يـوم 51 يناير/كانـون الثانـي, وانتظـر هـو وأسـرته فـي منزلهـم بشـارع الجامعـة الإسـ مية حتـى السـاعة
، حسـب قولـه، حيـن أعلنـت إسـرائيل أنهـا سـتبدأ فـي وقـف مؤقـت أحـادي الجانـب لإطـ ق
ً
11 صباحـا
النار, وفي ذلك التوقيت، اسـتقلوا سـيارتهم الفولكس فاجن غولف الرمادية موديل عام 6991, وأوضح
مـا حـدث بعـد ذلـك:
بعــد أن تحركنــا نحــو 001 متــر نحــو التقاطــع فــي نهايــة شــارعنا، تعرضنــا للإصابــة. أخرجتنــي قــوة
الانفجــار مــن الســيارة. وفقــدت وعيــي، لكــن بعدهــا عــدت إلــى الســيارة، حيــث قــال الســيد الشــريف إنــه
, وبعدهــا أفقــت فــي المستشــفى .
ّ
عثــر علــي
وبالإضافــة إلــى فقــده لعينــه اليســرى، فقــد أصيــب الحــداد بحــروق مــن الدرجــة الثالثــة فــي رجليــه ويديــه
، وكان
ً
وجبينـه وانكسـر فكـه, والوحيـد غيـره المتبقـي مـن أسـرته، هـو شـقيقه الأصغـر سـ م، 81 عامـا
، قبـل بـدء وقـف إطـ ق النـار.
ً
قـد خـرج مـن بيـت الأسـرة فـي العاشـرة صباحـا
وقــد عالــج د. نظيــف أبــو شــعبان، رئيــس وحــدة الحــروق والجراحــات التجميليــة فــي مستشــفى الشــفاء،
محمـد الحـداد لـدى وصولـه, وقـال د. أبـو شـعبان إنـه لـم يعالـج أي مـن إصابـات الفسـفور الأبيـض قبيـل
صنــف الإصابــات بصفتهــا جــراء الفســفور الأبيــض
ُ
عمليــة الرصــاص المصبــوب وأن المستشــفى لــم ي
بسـبب نقـص الأدوات التشـخيصية اللازمـة, إلا أن د. أبـو شـعبان قـال لــ هيومـن رايتـس ووتـش إنـه يبـدو
أن إصابـات محمـد تتفـق مـع كونهـا إصابـات ناجمـة عـن الفسـفور الأبيـض, وقـال: «نعتقـد أنهـا بسـبب
الفسـفور الأبيض لأن الحروق عميقة للغاية,وقد اسـتأصلنا الأنسـجة المحترقة ثم تدهور حال إصاباته.
ً
وحيـن رأينـاه لأول مـرة كانـت الجـروح سـطحية أكثـر مـن حالهـا الآن, وسـوف نجـري لـه عمليـة ثانيـة غـدا
جة» .
�
ن الأنسـ
�
د مـ
�
تئصال المزيـ
�
لاسـ
وفــي 82 يناير/كانــون الثانــي، تفقــدت هيومــن رايتــس ووتــش بقايــا عربــة أسـرة الحــداد، والتــي مــا زالــت
ربـت فيـه, وقـد احتـرق الهيـكل المعدنـي للسـيارة وداخلهـا، وذابـت العجـ ت،
ُ
ملقـاة فـي الشـارع الـذي ض
، والظاهـر أن السـبب هـو قـوة انفجـار
ً
وتشـوه المعـدن مـن حولهـا, وانفجـر الجـزء الخلفـي للسـيارة جزئيـا
خـزان الوقـود.
واســتمر قصــف الجيــش الإســرائيلي لتــل الهــوى بالفســفور الأبيــض حتــى مطلــع الصبــاح التالــي، 61
يناير/كانــون الثانــي، رغــم أن الإصابــات فــي صفــوف المدنييــن غيــر معروفــة, وقــال الصحفــي فتحــي
: «قطـع مـن شـيء مـا أصابـت نافـذة المطبـخ وأحتـرق
ً
صبـاح أنـه شـاهد حوالـي السـاعة 51:11 صباحـا
الزجـاج ومـرت عبـره، فأشـعلت الحرائـق», وأضـاف: «رمينـا المـاء عليـه لكنـه لـم يتوقـف عـن الاحتـراق
فدفعنـاه خـارج النافـذة», وقـال: «هـب إلـى الداخـل الدخـان الأبيـض، ومـ الشـقة وخنـق أفـراد الأسـرة»,
وأضــاف: «لــم نكــن نعــرف كنهــه، وكنــا نخشــى أن المنطقــة قــد تعرضــت للهجــوم، فلجأنــا إلــى مركــز
ً
المبنــى، لــدى المصعــد، ونحــن نحســب أنــه أســلم مــكان لأنــه بعيــد عــن النوافــذ», ووقــف 11 شــخصا
مــن العائلــة يختنقــون مــع قــدوم الدخــان مــن الســلم المركــزي الملتــف حــول المصعــد, وقــال: «خشــينا
الخـروج مـن المبنـى حتـى رغـم عـدم وجـود قتـال، فاتصلنـا باللجنـة الدوليـة للصليـب الأحمـر علـى جهـازي
اللاسـلكي لكنهـم لـم يتمكنـوا مـن الحضـور بمـا أن سـيارات الإسـعاف كانـت ممنوعـة مـن دخـول المنطقـة،