150
قبـل القصـف, فرجـع والـدي وشـقيقتي وابنـي «جمـال» للبحـث عنهمـا، ولـم يتمكنـوا مـن العثـور عليهمـا
فـي الشـقة
ً
,وتبيـن فيمـا بعـد أن «إيهـاب» قـد وقـع مـن الطابـق السـابع علـى الأرض, وكان الدخـان كثيفـا
و صعوبـة فـي التنفـس, فلـم تتـح لهـم الفرصـة لحمـل أي شـي مـن البيـت، فقـد
ً
حيـث سـبب لهـم اختناقـا
كان يوجـد فـي الشـقة مـا يقـارب 03 ألـف دولار, ومجوهـرات والدتـي وأشـياء أخـرى، وبمجـرد خروجهـم
مـن الشـقة قصفـت مـرة أخـرى, ودمـرت واحتـرق كل شـي فيهـا.
وتـم نقلـي إلـى المستشـفى حيـث حـدث معـي نزيـف داخـل الرئتيـن ولـم يتمكـن الأطبـاء مـن إزالـة الشـظايا
التــي دخلــت فــي ظهــري والتــي يبلــغ عددهــا مــا يقــارب 03 شــظية، وانفجــرت طبلتــا أذنــاي بســبب قــوة
القصــف، أمــا عــن زوجــي «إيهــاب» فقــد وصــل إلــى المستشــفى جثــة هامــدة، أمــا والدتــي فقــد جــيء
بأشــ ئها فــي اليــوم الثانــي لأن ســكان البــرج خافــوا علــى أنفســهم مــن القصــف خصوصــا بعــد إطــ ق
القذيفــة الثانيــة والتــي تســببت فــي حــدوث إصابــات لشــباب مــن ســكان البــرج، ونفــس الشــيء بالنســبة
مــن القصــف أيضــا».
ً
للدفــاع المدنــي فلــم يــأت لإخمــاد الحريــق خوفــا
2- عائلة المصري:
أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صبيحـة يـوم الأحـد صاروخيـن علـى شـارع المصرييـن فـي المنطقـة الشـرقية
لبلــدة بيــت حانــون, ممــا أدى إلــى استشــهاد الطفلــة «أنغــام رأفــت المصــري» (21عــام), وزوجــة عمهــا
«انتصــار فريــد المصري»(53عــام).
:
213
«كريمة عبد الرحمن المصري» الزوجة الثانية لزوج الشهيدة انتصار تروي
«فـي أيـام الحـرب أبلغنـا الصليـب الأحمـر بضـرورة إخـ ء المنطقـة بنـاء علـى طلـب مـن جيـش الدفـاع,
ـمح للعائـ ت
ُ
فذهبنـا إلـى منـزل شـقيق زوجـي فـي جباليـا البلـد, وفـي يـوم 81 ينايـر, تـم إعـ ن هدنـة وس
بالعــودة إلــى منازلهــا, فقامــت انتصــار بإرجــاع الفــراش وبعــض الممتلــكات التــي اصطحبتهــا معهــا إلــى
البيـت بمسـاعدة أطفالهـا, وبعـد أن أوصلـت الأولاد إلـى المنـزل رجعـت لتحضـر مـا تبقـى مـن الأغـراض,
مــن مــكان قريــب مــن منزلنــا, فأطلقــت مدفعيــة الاحتــ ل
ً
وفــي تلــك الأثنــاء أطلــق المقاومــون صاروخــا
قذائفهـا مباشـرة علـى المـكان الـذي أطلـق منـه المقاومـون صاروخهـم, فخافـت علـى أولادهـا, وصممـت
علـى الذهـاب إليهـم لتحضرهـم, وذهبـت برفقتهـا الطفلـة «أنغـام» ابنـة شـقيق زوجـي, والتـي بعثتهـا أمهـا
لتطلــب مــن إخوتهــا الذيــن ذهبــوا للاطمئنــان علــى منزلهــم القريــب مــن الحــدث, وذلــك لأنهــا أســرع مــن
باتجاههمـا مباشـرة, وبعدهـا بقليـل
ً
أمهـا, وعنـد اقترابهمـا مـن المنـزل, أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
وقفــت «انتصــار» وتراجعــت إلــى الــوراء ومشــت حوالــي 02متــرا, وهــذا بنــاء علــى شــهادة النــاس الذيــن
كانــوا متواجديــن بالقــرب مــن مــكان القصــف, فأطلــق صــاروخ ثــان اســتهدفها مباشــرة, ولــم يســتطع أحــد
مــن أن يقصــف المــكان مــرة أخــرى, وبقيــت لأكثــر مــن عشــر دقائــق
ً
الاقتــراب منهــا لإســعافها خوفــا
تنـزف, وبعدهـا جـاء الإسـعاف ونقلهـا إلـى المستشـفى, وفـي تلـك الأثنـاء أخـذ النـاس يقولـون معهـا أولادهـا
فبحثـوا فـي المـكان فوجـدوا جثـة «أنغـام» وقـد تهشـم عمودهـا الفقـري, أمـا «انتصـار» فكانـت هـي الآخـرى
إصابتهـا بليغـة, حيـث بتـرت رجلهـا اليميـن أمـا رجلهـا الشـمال فقـد تمزقـت, بالإضافـة إلـى حـدوث نزيـف
داخلـي, وظلـت فـي العنايـة المركـزة إلـى أن استشـهدت عصـر ذلـك اليـوم, وخلفـت وراءهـا تسـعة أطفـال
«كريمـة عبـد الرحمـن المصـري» ، يـوم الثلاثـاء 9002/50/21, فـي منزلهـا فـي حـارة المصرييـن بالقـرب مـن مسـجد أبـو
مقابلـة مـع
-
213
بكــر الصديــق, مدينــة بيــت حانــون، شــمال قطــاع غــزة.
