147
لا أبــواب ولا نوافــذ, وقضــت القذائــف علــى المواشــي والــدواب التــي يرعاهــا زوجــي فــي مزرعتــه, حيــث
قتلـت 01 جمـال, وخيـل سـباق, بالإضافـة إلـى الأبقـار والأغنـام.
ــا مــن الخــروج مــن المنــزل, وذلــك فــي وقــت
َّ
وبعــد تنســيق الأهــل والأقــارب مــع الصليــب الأحمــر تمكن
إلـى السـاعة الرابعـة عصـرا, فذهبـت وأولاد
ً
الهدنـة التـي أعلـن عنهـا الاحتـ ل مـن السـاعة الواحـدة ظهـرا
زوجــي بالإضافــة إلــى جيراننــا فــي المنطقــة وكنــا نحمــل الإصابــات والشــهداء, وبقــي زوجــي «فتحــي»
وزوجتــه «فاطمــة» وابنهمــا «محمــود» بالبيــت.
وفـي طريقنـا أوقفنـا جنـود الاحتـ ل الذيـن كانـوا علـى متـن دباباتهـم, وبقينـا واقفيـن لسـاعة كاملـة, وبعدهـا
سـمحوا لنـا بإكمـال المسـير, فواصلنـا مسـيرنا مهروليـن، فوجدنـا جنـودا آخريـن وقـد سـيطروا علـى منـازل
المواطنيــن, فأوقفونــا وطلبــوا مــن الرجــال خلــع ملابســهم, ثــم جمعوهــم فــي إحــدى البيــوت وطلبــوا مــن
النسـاء الذهـاب, فأخـذن يصرخـن ورفضـن الذهـاب إلا برفقـة أزواجهـن وأولادهـن.
ولقــد كان أبنائــي مــن بيــن الرجــال الذيــن احتجــزوا عندهــم, فذهبــت إلــى منــزل قريــب مــن المنــزل
يشــبه صــوت أحــد أبنائــي فأخــذت
ً
المحتجزيــن فيــه, وقضيــت ليلتــي هنــاك, وعنــد الفجــر ســمعت صوتــا
أصــرخ وأنــادي عليــه, فســمعني وجــاء إلي,وعرفــت منــه أن جنــود الاحتــ ل قــد أخلــو ســبيلهم, وواصلنــا
المشــي حتــى وصلنــا إلــى مخيــم جباليــا, وهنــاك تــم نقــل الجرحــى إلــى المستشــفى.
وبعـد حوالـي أسـبوع مـن تركنـا للمـكان, فوجئنـا بمجـيء ابـن زوجـي «محمـود» الـذي تركنـاه برفقـة والديـه
فـي العزبـة, وقـد أصيـب بكسـور فـي يـده وبشـظايا فـي وجهـه, وأخبرنـا بـأن البيـت قـد دمـر بالكامـل, وأنـه
بعـد القصـف وجـد جنـود الاحتـ ل بالقـرب مـن المـكان المقصـوف، وقـد أسـعفوا يـده المكسـورة, فأخبرهـم
بأنـه كان معـه فـي المنـزل والديـه, فطلـب منهـم أن يرجـع ويبحـث عنهمـا, فسـمحوا لـه إلا أنـه لـم يجدهمـا,
وبعدهـا غـادر المـكان دون أن يعـرف مـا حـل بهمـا.
وقبـل انسـحاب جيـش الاحتـ ل مـن قطـاع غـزة بيـوم واحـد تمكـن أبنـاء العائلـة مـن الوصـول إلـى المنـزل
جــدا تحــت عمــود مــن
ُ
المقصــوف, وقــد عثــروا علــى الجثتيــن, حيــث رمــت بهــم القذيفــة بعيــدا, وقــد و
وقــد خــرج
ً
الاســمنت, وكانــت جثتيهمــا فــي حالــة يرثــى لهــا, فقــد وجــد رأس الشــهيدة «فاطمــة» مفتوحــا
المـخ منـه وبعـض أطرافهـم مقطوعـة والآخـرى شـبه ملتصقـة, فقـد بقـوا تحـت العمـود حوالـي سـتة أيـام،
شـار إلـى أن الشـهيد فتحـي عبيـد قـد قـدم ولـده الشـهيد «سـاري عبيـد» فـي محرقـة جباليـا التـي ارتكبـت
ُ
وي
فــي عــام 7002».
3- عائلة مصطفى:
علــى المواطــن «محمــد
ً
أطلــق جنــود الاحتــ ل فــي منطقــة تــل الهــوا بمدينــة غــزة الرصــاص عمــدا
مصطفــى» وأم زوجته(حماتــه) « أمــل مصطفــى»، ممــا أدى إلــى استشــهادهما.
:
211
زوجة الشهيد تروي
«كنـا نقطـن فـي مدينـه الزهـراء جنـوب مدينـة غـزة أنـا وزوجـي «محمـد» وطفلتانـا, وعندمـا بـدأ القصـف
يشـتد، والغـارات الصهيونيـة تتكـرر، قررنـا اللجـوء إلـى منـزل أهلـي فـي منطقـة تـل الهـوا, ولـم نكـن نعلـم
لحظتهـا بـأن أقدامنـا تسـوقنا لقدرنـا الـذي لا مفـر منـه.
- مقابلة مع زوجة الشهيد «محمد مصطفى»، يوم السبت 9002/20/12, في منزلها في حي تل الهوا، بمدينة غزة.
211