129
أمــا عــن عمــي «شــعبان» فقــد كان يبعــد عنهــم بضعــة أمتــار قبــل القصــف, وقــد قذفتــه قــوة الشــظايا
عنهــم قــرب بــاب جيراننــا مــن عائلــة الجعــل, وقــد أصيــب فــي فكــه ويديــه ووراء أذنــه, وقــد مكــث
ً
بعيــدا
عنــد الجيــران إلــى أن هــدأت الأوضــاع نســبيا, ثــم خــرج بعــد فتــرة للاطمئنــان علــى شــقيقيه وعلــى
أشــقائي, وعندمــا وصــل إلــى مــكان الجريمــة لــم يجــد بــه أحــدا, ووجــد الشــباب الذيــن نقلــوا أشــقائي إلــى
المستشــفى عائديــن فنقلــوه إلــى المستشــفى».
3- عائلة الرميلات:
مــن هــذا اليــوم، قضــت صواريــخ الاحتــ ل علــى عائلــة «عطــا
ً
الســاعة التاســعة صباحــا
فــي تمــام
الرميــ ت», فــي «حــي الشــيخ زايــد» فــي مخيــم جباليــا, وشــهيدات هــذا الاعتــداء هــن:
الطفلــة الرضيعــة «أريــج عطــا الرميــ ت» (شــهرين), والطفــل» بــراء عطــا الرميــ ت» (عــام واحــد),
والطفلـة «صابريـن عطـا الرميلات»(41عامـا), وأمهـم الشـهيدة «أمـل عيـد شـتيوي»(82عاما), وجدتهـم
الحاجــة «عائشــة الرميلات»(56عامــا).
:
193
والد الشهيدات «عطا الرميلات» (33عام) يروي
بـاد أمـام عينـي, ففـي ذلـك اليـوم اسـتيقظنا باكـرا, ولـم يكـن فـي شـقتنا المسـتأجرة,
ُ
«لقـد شـاهدت عائلتـي ت
فـي حـي الشـيخ زايـد» لا غـاز ولا كهربـاء, فاضطـررت للذهـاب إلـى بيتـي القصديـري فـي أرضنـا المقابلـة
أركان
َّ
للحــي, لأغلــي الحليــب لأطفالــي الجيــاع, وأنــا أعــد لهــم الحليــب ســمعت دوي انفجــار قــوي هــز
منــي, ولــم يكــن أحــد
ً
العريشــة التــي كنــت فيهــا, فخرجــت لأســتطلع مــا حــدث, فقــد كان الانفجــار قريبــا
غيـري هنـاك, وكان الدخـان كثيفـا, فاقتربـت أكثـر مـن مـكان القصـف, فوجـدت بعـض الأشـ ء المتناثـرة
والدمـاء, فتحققـت مـن أشـ ء الجثـث, وفـي تلـك اللحظـة صعقـت مـن هـول مـا رأيـت فقـد كانـت الصدمـة
الكبـرى, لقـد كانـت أشـ ء أطفالـي وزوجتـي ووالدتـي المسـنة, فقـد التحقـوا بـي, ولـم أكـن علـى علـم بهـذا,
فـي البدايـة لـم أسـتوعب الأمـر, وبـدأت ألملـم مـا تبقـى مـن أشـ ئهم, لقـد حملـت ابنتـي الرضيعـة التـي
بعـد بيـن ذراعـي وكنـت أصـرخ وأنـادي: «يـا رب، يـا رب», لملمـت أشـ ءهم
ً
لـم تتجـاوز السـبعين يومـا
إلـى أن جـاء النـاس وسـيارات الإسـعاف, ثـم دخلـت بعدهـا فـي غيبوبـة لأسـبوعين كامليـن,
ً
، واحـدا
ً
واحـدا
بعائلتـي».
َّ
واسـتيقظت وأنـا لا أصـدق مـا حـل
4- عائلة الجدبة:
فـي السـاعة التاسـعة والنصـف مـن هـذا اليـوم، أطلقـت الطائـرات الحربيـة الإسـرائيلية عـدة صواريـخ علـى
حـي التفـاح شـرق مدينـة غـزة, اسـتهدفت إحداهـا عائلـة المواطن»عـادل الجدبـة» ممـا أدى إلـى استشـهاد
أبنائــه الثلاثــة وهــم: «ياســمين عــادل الجدبــة» (51عامــا), و «شــيماء عــادل الجدبــة» (9 أعــوام),
و»عبـد العظيـم عـادل الجدبـة» (62 عامـا), وسـقط صـاروخ آخـر وسـط منـزل المواطـن «خضـر عبـد
الغفـار الجدبـة « (14 عامـا) ممـا أدى إلـى استشـهاده.
- مقابلة مع «عطا الرميلات»، يوم الثلاثاء 9002/50/21, في أرضه مقابل حي الشيخ زايد ، شمال قطاع غزة.
193