122
2- عائلة عبد النبي:
علـى منـزل عائلـة
ً
عنـد السـاعة الخامسـة مـن مسـاء يـوم الثلاثـاء, أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
«عبـد النبـي», فـي منطقـة الفالوجـا فـي مخيـم جباليـا, ممـا أدى إلـى استشـهاد الشـقيقان «باسـم طلعـت
عبــد النبي»(11عامــا), و»قاســم طلعــت عبــد النبــي» (7أعــوام), وعمهمــا «صــدام جميــل عبــد النبــي»
(81عامــا).
:
186
الحاجة «صديقة محمد عبد النبي»(35عاما), والدة الشهيد «صدام» تروي
«كنـت أجلـس مـع زوجـي فـي المخـازن أسـفل المنـزل, فجـاء عندنـا ابنـي «صـدام», فقلـت لـه: أخواتـك
يســألن عنــك, فذهــب إليهــن وفــي طريقــه وجــد ابنــي شــقيقه «باســم» و»قاســم» أمــام المنــزل, وســمعته
عليهـم,
ً
يقـول لهمـا اذهبـا إلـى أمكمـا, وفـي تلـك اللحظـة أطلقـت طائـرة الاسـتطلاع «الزنانـة» صاروخـا
فــي مــكان القصــف, فوجــدت
ً
فذهبــت إلــى مــكان القصــف وكنــت مرعوبــة وخائفــة, وكان الدخــان كثيفــا
بناتــي يصرخــن, وكانــت ابنتــي الكبــرى تحمــل حفيــدي «باســم» بيــن ذراعيهــا وتصــرخ فقــد كانــت قدمــاه
ولـم يفـارق الحيـاة بعـد, وكان ينـادي: «يامـا يامـا»,
ً
إ حـدى عينيـه مصابـة, وكان ينـزف دمـا
�
مبتورتيـن، و
ــا «صــدام», وينــو «صــدام» ؟».
َّ
ثــم جاءتنــي ابنتــي «هبــة» وقالــت لــي: « الحقــي يم
وبطنــه
ً
علــى ظهــره, وكان وجهــه مشــوها
ً
فوجدتــه ممــددا
ً
فأخــذت أبحــث عنــه مشــيت حوالــي 02 متــرا
إلـى أشـ ء, فأخـذت أصـرخ وبناتـي يصرخـن معـي وننـادي «الحقونـا يـا ناس...أولادنـا تقطعـوا»,
ً
مقطعـا
إلـى أشـ ء بيـن ذراعـي شـقيقه, وفـي تلـك الأثنـاء جـاء ابنـي
ً
وكان حفيـدي «قاسـم» هـو الآخـر مقطعـا
«طلعـت» والـد الشـهيدين فوجـد أبنـاءه وشـقيقه مقطعيـن إلـى أشـ ء, وجـاءت سـيارة بيضـاء ونقلـت باسـم
إلـى مستشـفى الشـفاء لأنـه فـي تلـك اللحظـات لـم يكـن قـد فـارق الحيـاة بعـد, وبعدهـا بقليـل التـف الجيـران
حــول المنــزل, فأخــذوا بطانيــة ووضعــوا فيهــا جثــة ابنــي «صــدام» وجثــة حفيــدي «قاســم» وجمعــوا بقيــة
أشــ ئهما فيهــا, وبعدهــا جــاء الإســعاف ونقلهــم إلــى مستشــفى كمــال عــدوان, وفــي تلــك الأثنــاء أطلقــت
ً
علـى المنطقـة, فتفـرق النـاس وهربـوا إلـى منازلهـم خوفـا
F16
آخـر مـن نـوع
ً
الطائـرات الحربيـة صاروخـا
استشـهد «باسـم» فحملـه والـده بيـن
ً
مـن إطـ ق صـاروخ آخـر علـى المـكان, وعنـد السـاعة العاشـرة ليـ
ذراعيـه ونقلـه مـن مستشـفى الشـفاء إلـى مستشـفى كمـال عـدوان.
غمي
ُ
في صباح اليوم التالي أحضروا جثث الشهداء إلى المنزل لتوديعهم, وعندما رأيت المشهد أ
علي على الفور, وبعدها أخذوهم إلى المقبرة المقابلة لمنزلنا للدفن, وفي تلك الأثناء اشتد القصف في
المنطقة, مما دفع بالناس الذين جاؤوا إلى الجنازة أن يرجعوا إلى منازلهم, ولم يتبق في المقبرة إلا
في منطقتنا إلى يوم انتهاء الحرب».
ً
أقرب الناس إلينا, وظل القصف متواصلا
يقة محمد عبد النبي»، يوم الاثنين 9002/01/11, في منزلها المقابل لمقبرة الفالوجا، الشارع الترابي، مخيم جباليا.
ِ ّ
- مقابلة مع «صد
186