الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 117

117
4- عائلة الرفاتي :
تزايــد إطــ ق القذائــف المدفعيــة علــى منــازل المواطنيــن فــي منطقــة الجــرن شــمال قطــاع غــزة, وقــع
البعـض منهـا علـى منـزل «عائلـة الرفاتـي», ممـا أسـفر عـن استشـهاد الطفلتيـن: «هديـل» (9 أعـوام),
و»تســنيم»(عام ونصــف), بالإضافــة إلــى إصابــة آخريــن مــن نفــس العائلــة.
:
181
«أم مصطفى» والدة الشهيدة «هديل» تروي
« فـي أيـام الحـرب الأولـى أخـذت أولادي وذهبـت بهـم إلـى منـزل عائلتـي المجـاور لمنزلـي, وذلـك لنخفـف
عـن أنفسـنا ونبـدد خوفنـا وقلقنـا، فـي تلـك الليلـة اشـتد القصـف المدفعـي, وكنـت أجلـس فـي إحـدى الغـرف
ومـن حولـي بناتـي وأشـقائي, وفجـأة سـقطت قذيفـة علينـا فاندلعـت النيـران فـي المـكان, و لـم أتمكـن مـن
رؤيــة شــيء بســبب الغبــار الــذي مــ المــكان مــن حولــي, اعتقــدت أن تلــك القذيفــة التــي وقعــت علينــا
إ ذا بابنتـي «هديـل» تقـع علـى الأرض, وبصعوبـة بالغـة تمكنـت مـن حمـل
سـتقتلني فنطقـت الشـهادتين, و
«هديـل» و أخـذت أجـري أنـادي بأعلـى صوتـي علـى أشـقائي وبناتـي لكـن لـم يجبنـي أحـد منهـم .
ـا اسـتيقظي اسـتيقظي», لكنهـا لـم تكـن
ّ
كانـت القذائـف تلاحقنـي أينمـا ذهبـت, وكنـت أصـرخ «هديـل» يم
فقــد نجــوت بأعجوبــة مــن قذيفــة
ً
تــرد علــي، خرجــت إلــى الشــارع وكانــت تلــك اللحظــات عصيبــة جــدا
صوبــت نحــوي مباشــرة، اختبــأت بيــن الأشــجار القريبــة مــن المنــزل أتحيــن فرصــة هــدوء القصــف كــي
أتمكــن مــن الانتقــال إلــى مــكان آخــر, وانتبهــت إلــى نفســي فوجــدت الدمــاء تســيل منــي, وكنــت أحــس
إ رهــاق شــديدين لــم أشــعر بهمــا مــن قبــل.
بتعــب و
نــي أنقــذ ابنتــي مــن المــوت الــذي كان يلاحقنــا, فوجــدت
َّ
ورغــم مــا حــل بنــا إلا أنــي واصلــت الجــري عل
جارنــا أمامــي, فأخــذ «هديــل» وحملهــا عنــي, وأدخلنــي إلــى منزلهــم.
حالها أنستني كل شيء
تبقــى مــن أولادي فــي البيــت,
ْ
ــن
َ
لقــد أنســتني حــال ابنتــي كل شــيء, فمــن هــول مــا رأيــت لــم أتذكــر م
واعتقــدت أنهــم قضــوا تحــت الــركام, والحمــد لله فقــد نجــوا وأخوالهــم مــن ذلــك المــوت المحقــق.
مكثـت فـي بيـت جارنـا إلـى أن جـاءت سـيارات الإسـعاف ونقلتنـا إلـى المستشـفى, وبداخـل السـيارة وجـدت
ابنــة شــقيقي «تســنيم» تحــدق فينــا بنظراتهــا البريئــة, لــم تكــن تتألــم مــن شــيء حتــى أننــي اعتقــدت أنهــا
, وقــد استشــهدت فــور دخولنــا
ً
ســليمة, ولكننــي أصبــت بالذهــول عندمــا رأيــت ظهرهــا، لقــد كان مفتوحــا
إلـى مستشـفى «كمـال عـدوان».
وهنــاك وجــدت معظــم أفــراد عائلتــي. فقــد أصيــب والــدي و شــقيقي «ياســر» فــي رأســه, كمــا أصيبــت
زوجتــه فــي عينيهــا ووجههــا وفــي كل أنحــاء جســدها, ووصفــت حالتهمــا بالخطيــرة, وأصيــب ابنهــم
«مصطفــى» فــي قدمــه, مــع العلــم أن الطفلــة «تســنيم» التــي استشــهدت ابنتهمــا.
مكثـت فـي المستشـفى أتنقـل مـا بيـن ابنتـي «هديـل» التـي كانـت تتلقـى العـ ج فـي العنايـة المركـزة ومـا
لحالتهمـا
ً
بيـن باقـي أفـراد العائلـة, وقـد تـم تحويـل شـقيقي وزوجتـه إلـى مستشـفيات جمهوريـة مصـر نظـرا
الخطـرة .
- مقابلـة مـع «أم مصطفـى» والـدة الشـهيدة «هديـل الرفاتـي»، يـوم الثلاثـاء 9002/10/71, فـي منزلهـا فـي منطقـة الجـرن، شـمال قطـاع
181
غــزة.
1...,118,119,120,121,122,123,124,125,126,127 107,108,109,110,111,112,113,114,115,116,...253
Powered by FlippingBook