120
2- عائلة البنا:
فـي مسـاء يـوم الاثنيـن مـن هـذا اليـوم أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخيـن علـى منـزل «كمـال البنـا»,
الكائـن فـي «بـرج طـه حمـودة» بشـارع حيفـا فـي بلـدة جباليـا, ممـا أدى إلـى استشـهاد ابنتيـه «فريال كمـال
إ صابـة شـقيقتهم دعاء(51عامـا) فـي بطنهـا، وبتـر
�
البنـا» (32عامـا), و»آيـات كمـال البنا»(21عامـا), و
كـف يدهـا, وأصيـب شـقيقهن «إيـاد» (32عامـا) إصابـة بليغـة فـي رأسـه.
:
184
والدة الشهيدتين «آمنة يوسف البنا»(04عاما) تروي
« كنـا صائميـن فـي ذلـك اليـوم، فقـد تعـودت عائلتنـا علـى صيـام يومـي الاثنيـن والخميـس مـن كل أسـبوع,
وعنـد الخامسـة مسـاء دق جـرس شـقتنا, فذهـب ابنـي «إيـاد» لفتـح البـاب لأصدقائـه الذيـن جـاؤوا للإفطـار
عندنـا, وفجـأة سـمعت دوي انفجـار قريـب, فأسـرعت إلـى الشـرفة حيـث كـن بناتـي يجلسـن, وكان معهـن
شـقيقهن الصغيـر, فصعقـت مـن هـول مـا رأيـت, لقـد كان المشـهد فظيعـا, وجـدت ابنتـي «دعـاء» تصـرخ
ويدهـا اليسـرى مبتـورة, وكانـت إلـى جانبهـا شـقيقتها «آيـات» جثـة هامـدة
ً
وتسـتنجد وكان بطنهـا مفتوحـا
وقـد خرجـت عيناهـا مـن مكانهمـا, أمـا «فريال» فكانـت علـى قيـد الحيـاة وتنـزف بشـدة, حيـث كان بطنهـا
صيـب فـي رأسـه, فجـاء رجـل الإسـعاف
ُ
ويديهـا جامدتيـن, ولـم يسـلم ابنـي «إيـاد» هـو الآخـر فقـد أ
ً
مفتوحـا
آخـر قضـى علـى حيـاة المسـعف, فأحضرنـا سـيارة مدنيـة
ً
لنجدتنـا فأطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
ونقلنـا الشـهداء والجرحـى إلـى المستشـفى.
أخذونـي إلـى بيـت شـقيق زوجـي وهنـاك جاءونـي بخبـر استشـهاد ابنتـي «فريال», وأخبرونـي بـأن «إيـاد»
منـه, وفـي اليـوم التالـي طلبـت منهـم أن يأخذونـي إلـى
ً
فـي العنايـة المركـزة, وأن «دعـاء» أحسـن حـالا
المستشـفى لرؤيتهـم, فطلبـوا منـي الانتظـار حتـى دفـن البنتيـن, وبعـد الجنـازة ذهبنـا إلـى المستشـفى فـزرت
ابنتـي «دعـاء» واطمأننـت عليهـا, وطلبـت رؤيـة «إيـاد» إلا أنهـم لـم يسـمحوا لـي وقالـوا بـأن حالتـه خطـرة
جدا, فقد دخلت الشـظية إلى مخه وسـيتم نقله إلى إحدى المستشـفيات المصرية, فأخذت أدعوا الله عز
وجـل وأقـول:» اللهـم إنـي لا أسـالك رد القضـاء ولكـن أسـالك اللطـف فيـه, اللهـم عوضنـي فـي الشـهيدتين
بسـ مة مـن تبقـى لـي», وطلبـت منهـم توديـع ابنـي قبـل تحويلـه فقـد يكـون الـوداع الأخيـر.
طالـت فتـرة الغيبوبـة مـدة شـهر كامـل, وبعـد تبيـن أنـه فقـد ذاكرتـه, فأجـروا لـه عمليـة جراحيـة, وبعـد فتـرة
فشـيئا، كنـا نكلمـه علـى المحمـول, وكان يطلـب الحديـث إلـى أشـقائه وشـقيقاته,
ً
بـدأ يسـترجع ذاكرتـه شـيئا
وكان يقـول أنـا أذكـر أن لـي إخـوة لكنـي لا أذكـر أسـماءهم, وتحـدث إلـى شـقيقيه «محمـد» و»نضـال»
مــن كلمهــم هــم إخوتــه، لكنــه أكــد أنــه يوجــد
َّ
وشــقيقته «دعــاء», وطلــب أن يكلــم البقيــة, فقلنــا لــه: أن
غيرهـم, فكلمتـه إحـدى بنـات عمـه علـى اعتبـار أنهـا شـقيقته «فريال» لكنـه عـرف أنهـا ليسـت هـي, وقـال
لـي:» لمـاذا تكذبيـن علـي يـا أمـاه, أخبرينـي الحقيقـة, فقلـت لـه أن الحـال هـي التـي أجبرتنـي علـى إخفـاء
عليهمـا, وبعـد فتـرة رجـع إلـى المنـزل,
ً
الحقيقـة عنـك, وأخبرتـه بـأن شـقيقتيه قـد استشـهدتا, وقـد حـزن كثيـرا
فالسـمع عنده ضعيف, ويوجد صديد في رأسـه ومعدته لا تقبل الأدوية, وننتظر السـماح
ً
ولم يشـف كليا
لـه بالعـودة للعـ ج فـي الخـارج, وشـقيقته دعـاء هـي الآخـرى تحتـاج إلـى طـرف اصطناعـي، ولـم نتمكـن
مـن الحصـول عليـه».
- مقابلـة مـع «آمنـة يوسـف البنـا»، يـوم الاثنيـن 9002/50/11, فـي منزلهـا المسـتأجر القريـب مـن مسـجد الفـ ح مقابـل عيـادة شـهداء
184
جباليــا عنــد دوار أبــو شــرخ, شــمال قطــاع غــزة.