الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 119

119
يوم الاثنين الموافق 21/10/9002م :
1- عائلتي بشير وزيادة :
أطلقـت طائـرات الاحتـ ل منتصـف ليلـة الاثنيـن صواريخهـا علـى أفـراد مـن «عائلـة بشـير» فـي مخيـم
جباليــا شــمال قطــاع غــزة, مــا أدى إلــي استشــهاد أربعــة مــن أفــراد العائلــة وهــم: «عــ ء الديــن فتحــي
بشـير» (44 عامـا), وزوجتـه «لميـاء حسـن بشـير (زيـادة)» (24عامـا), ونجلـه «صهيـب عـ ء الديـن
بشــير» (02عامــا) ، ووالــدة الزوجــة «جميلــة حســن زيــادة» (77عامــا).
:
183
«صائب علاء الدين بشير» (71عاما) يروي
«نتيجـة للقصـف المتواصـل خرجنـا يـوم الأحـد مـن منزلنـا أنـا وأمـي وشـقيقي «مصعـب» إلـى بيـت جـدي
لأن بيتنــا مصنــوع مــن الاسبســت,
ً
فــي نفــس المنطقــة, وكانــت تعتقــد والدتــي أن بيــت أهلهــا أكثــر أمنــا
وطلبـت والدتـي مـن شـقيقي «صهيـب» ووالـدي أن يذهبـا معنـا, لكنهمـا أكـدا لهـا بـأن يطمئناهـا عليهمـا
باسـتمرار, وانطلقنـا مسـرعين إلـى بيـت جـدي, القريـب مـن منزلنـا, وبعـد منتصـف الليـل خـرج «صهيـب»
ليسـاعد بعـض المقاوميـن الذيـن كانـوا فـي مزرعـة بالقـرب مـن منزلنـا، الواقـع شـمال غـرب غـزة، فـي حيـن
وقـف والـدي مـع أحـد الرفـاق علـى مقربـة منـه، ينتظـر عـودة صهيـب.
المــكان، وســحابة دخــان ولهــب فتهيــأ لوالــدي
َّ
ومــا هــي إلا لحظــات حتــى ســمع دوي انفجــار كبيــر هــز
أنهـا سـقطت علـى «صهيـب»، وحجـب الضبـاب الرؤيـة ، ولـم يفـق مـن هـول المنظـر إلا علـى صـوت
«صهيــب» وهـو يركــض باتجاهـه رغــم إصابتـه, وكان الطيـران الحربـي الإسـرائيلي يحلـق بكثافـة، ومـا
إن وصـل «صهيـب» إلـى حيـث يقـف والـدي وصديقـه، حتـى سـقط صـاروخ ثـان عليهـم ممـا أدى إلـى
إصابتهـم جميعـا, وكانـت إصابـة «صهيـب» خطيـرة, وغـاب صديـق والـدي عـن الوعـي، أمـا أبـي وشـقيقي
فقـد زحفـا باتجـاه منـزل آل زيـادة -أخوالـي- وقـد صاحـا قائليـن: «يـا دار زيـادة اتصلـوا فـي الإسـعاف..»،
بعــد تكــرار النــداء خــرج خالــي «أبــو بــ ل» ليغيثهــم، دون علمــه بهويتهــم، إلا أن أمــي اســتفاقت علــى
إلـى الخـارج وهـي تقـول:» هـذا صـوت
ً
صـوت «صهيـب» وهـو يسـتنجد طالبـا الإسـعاف، لتهـرع مسـرعة
ابنــي صهيــب.. مصــاب..!!» ولحقــت جدتــي المســنة بهمــا, أمــا أنــا فقــد منعننــي زوجــات أخوالــي مــن
الخــروج إليهــم, وكنــت أرقبهــم مــن نافــذة المنــزل, لقــد كان أبــي وشــقيقي ممــددان علــى الأرض ينزفــان
ويصرخـان, فحاولـت «أمـي» إسـعافهما, وكانـت المسـافة التـي تفصـل بينهـا وبيـن خالـي أقـل مـن نصـف
إ ذا بصــاروخ ثالــث يســقط عليهــم ويقطعهــم إلــى أشــ ء تناثــرت فــي المــكان, ولــم يبــق إلا وجــه
متــر، و
والـدي سـليما, وبقيـت أجسـادهم ملقـاة فـي الطريـق دون وصـول أي نجـدة, ولـم تتمكـن سـيارات الإسـعاف
أي بعـد نحـو سـت سـاعات مـن زمـن وقـوع
ً
مـن الوصـول إلينـا حتـى السـاعة السادسـة والنصـف صباحـا
الحـادث».
- مقابلة مع «صائب علاء الدين بشير»، في منزله في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
183
1...,120,121,122,123,124,125,126,127,128,129 109,110,111,112,113,114,115,116,117,118,...253
Powered by FlippingBook