113
5- عائلة النذر:
أطلقــت مدفعيــة الاحتــ ل مغــرب يــوم الســبت قذيفــة أمــام بــرج الســلطان فــي بلــدة جباليــا شــمال قطــاع
غــزة, ممــا أســفر عــن استشــهاد شــقيقين مــن عائلــة النــذر وهمــا: «عامــر كمــال النــذر» (61عامــا), و
«علـي كمـال النذر(11عامـا), إضافـة إلـى «شـادي جنيـد» (42عامـا), و»عبـد الكريـم خضـر السـلطان»
(51عامـا), كمـا أصيـب والـد الشـقيقين «كمـال علـي النـذر» حيـث حـدث معـه قطـع للعصـب فـي اليـد
اليمنـى, وأصيـب «خضـر السـلطان» والـد الشـهيد «عبـد الكريـم».
:
175
«فرحة النذر» والدة الشهيدين تروي
« فــي ذلــك اليــوم كانــت حارتنــا خاليــة مــن الســكان ولــم يبــق إلا حوالــي خمــس عائــ ت, وذلــك لشــدة
القصــف وانعــدام الأمــن, وفــي صبــاح ذلــك اليــوم أبــى ابنــي «عامــر» إلا أن يصلــي صــ ة الفجــر فــي
علـى موقفـه, وبقيـت انتظـر عودتـه,
ً
مسـجد السـيدة خديجـة, فحاولـت منعـه مـن الذهـاب لكنـه ظـل مصـرا
وتأخــر «عامــر» فــزاد قلقــي وخوفــي عليــه, وكان قبــل ذهابــه إلــى المســجد يرمقنــي بنظــرات غريبــة,
جعلتنـي أشـعر أنهـا نظـرات الفـراق, وهـذا مـا دفعنـي لمحاولـة منعـه مـن الذهـاب إلـى المسـجد, لقـد بـدا
لــي فــي هيئــة شــاب كبيــر, وكأنــه عريــس ســتزف لــه عروســه فــي تلــك الليلــة.
وعـاد إلـى البيـت بعـد فتـرة فألقـى التحيـة علـي وسـألني إن كنـت قـد صليـت الفجـر, فأجبتـه بأنـي كنـت
أنتظــر عودتــك, فقــال لــي:» لــو ســمعت كلامــك يــا أمــاه لضيعتــي علــي فعــل الخيــر, فقــد وجــدت فــي
طريقــي جارنــا «أبــو منــذر البــرش» وكمــا تعلميــن نظــره خفيــف, فأرشــدته إلــى طريــق المســجد, وبعــد
الصــ ة أرجعتــه إلــى بيتــه.
وعنــد المغــرب ذهــب «عامــر» وشــقيقه «علــي» برفقــة والدهمــا لأداء الصــ ة فــي المســجد, وفــي
طريقهـم أطلقـت مدفعيـة الاحتـ ل قذيفـة أمـام بـرج السـلطان, وكنـت سـاعتها عنـد شـقيقتي, فقـد ذهبـت
للاطمئنـان عليهـا, فسـمعت ابنهـا يقـول: ابنـك الصغيـر «علـي» قـد أصيـب, فرجعـت مسـرعة إلـى الحـارة,
وعندمـا وصلـت إلـى مـكان القصـف وجـدت كل جيراننـا وأحبابنـا مجتمعيـن, فأدركـت حينهـا أن مجـزرة قـد
ارتكبـت, فاسـتعلمت عمـا حـدث, فـإذا بابـن شـقيق زوجـي يقـول: «عظـم الله أجـرك فقـد استشـهد «عامـر»,
فرفعــت رأســي إلــى الســماء وقلــت: بعزتــك يــا الله ألهمنــي الصبــر, وذهبــت إلــى المنــزل, وهنــاك وجــدت
بناتــي يبكيــن ويصرخــن, فــإذا بإحداهــن تقتــرب منــي، وتســألني:» أهــذه الدمــوع علــى فــراق «عامــر» يــا
, لقــد كان وقــع
ً
أمــاه؟ فأومــأت لهــا برأســي نعــم, فــإذا بهــا تقــول لــي وكذلــك «علــي» فقــد استشــهد أيضــا
علـي, فقـد كان «علـي» آخـر العنقـود, و معـزة الابـن الصغيـر لا توصـف إلا أنـي طلبـت
ً
الخبـر قاسـيا
مـن الله أن يمنحنـي ووالـده الصبـر».
6- عائلة ظهير:
علـى ثلاثـة شـبان مـن عائلـة ظهيـر, فـي
ً
بعـد مغـرب يـوم الخميـس أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
شــارع النظيــر بمنطقــة الشــعف شــرق مدينــة غــزة, ممــا أدى إلــى استشــهادهم, وهــم: الشــقيقان «عــ ء
محمـد ظهيـر» (02عامـا), و«جهـاد محمـد ظهيـر» (91عامـا), وابـن عمهمـا «رشـيد حمـدان ظهيـر»
(42عامــا).
- مقابلـة مـع «فرحـة النـذر» يـوم 9002/50/11, فـي منزلهـا الكائـن مقابـل بـرج السـلطان القريـب مـن البنـك الإسـ مي, فـي بلـدة جباليـا،
175
شــمال قطــاع غــزة.