الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 123

123
يوم الأربعاء الموافق 41/10/9002م :
1- عائلة النجار:
عنــد الســاعة الحاديــة عشــر ظهــر هــذا اليــوم، أطلقــت طائــرات الاحتــ ل قذائفهــا المدفعيــة علــى منــزل
عائلـة النجـار الكائـن فـي مخيـم جباليـا شـمال قطـاع غـزة, ممـا أدى إلـى استشـهاد الأم «حنـان شـعبان
النجــار»(14 عامــا), وابنتهــا «عائشــة إبراهيــم النجار»(عاميــن), إضافــة إلــى استشــهاد مــن جــاء إلــى
إ صابــة
إســعاف العائلــة وهــم: «كفــا النــذر» (04عامــا), و»زايــد جنيــد» (52عامــا), و»زهيــر جنيــد», و
«إيمــان إبراهيــم النجــار «(41عامــا), و»أيمــن إبراهيــم « (7أعــوام).
:
187
الطفلة «إيمان النجار» تروي
ً
, وقـد شـهدت تلـك الأيـام قصفـا
ً
« قبـل وقـوع الجريمـة بيـوم واحـد كان فـي منزلنـا أكثـر مـن عشـرين فـردا
بالطائـرات والدبابـات, فخـاف والـدي علـى حياتنـا فطلـب منـا أن نتـرك المنـزل, فذهبنـا إلـى منـزل
ً
متواصـ
أطلقــت طائــرات
ً
أختــي «آســيا» المتزوجــة والتــي تســكن فــي نفــس المنطقــة, وعنــد الســاعة الثالثــة فجــرا
الاحتــ ل قذيفــة فســفورية علــى منزلنــا, فذهبــت والدتــي إلــى المنــزل ورافقتهــا «آســيا» وأطفأتــا النيــران
المندلعـة فيـه ثـم رجعتـا إلينـا.
وفـي صبـاح اليـوم التالـي وكان يـوم الأربعـاء أصـرت والدتـي علـى الذهـاب للمنـزل لتنظيفـه وغسـل بعـض
الثيـاب لإخوتـي الصغـار, ورغـم محـاولات أختـي لمنعهـا مـن الذهـاب إلا أنهـا أصـرت وقالـت: لهـا «لـن
اضطــرت أختــي
ً
يصيبنــا إلا مــا كتــب الله لنــا «, وبعــد ذهابهــا لحقنــا بهــا جميعــا, ولأننــا مكثنــا طويــ
«آســيا» لإحضــار شــقيقتي الصغــرى ذات الخمســة أشــهر لأمــي كــي ترضعهــا, فقالــت لهــا: «أرجعيهــا
ســأرضعها فــي بيتــك, وبعــد فتــرة رجعــت «آســيا»، وطلبــت مــن أمــي الإســراع فــي العــودة إلــى بيتهــا,
ـت والدتـي, وبينمـا هـي
َّ
ت والدتـي عليهـا قائلـة: «سـأصلي صـ ة الضحـى أولا ثـم نلحـق بكـم», فصل
َّ
فـرد
واقفـة علـى درج المنـزل, فـإذا بقذيفـة تسـقط علينـا, فحملـت أمـي شـقيقتي «عائشـة» ودخلـت إلـى المطبـخ
وكانــت قــد أصيبــت بشــظايا فــي وجههــا ورأســها, وكذلــك أصيبــت «عائشــة», وبينمــا هــي فــي المطبــخ
تذكـرت شـقيقي «أيمـن» فنادتنـي وكانـت الدمـاء تنـزف منهـا بشـدة, وقالـت لـي : الحقـي «أيمـن» إنـه فـي
الفنـاء (الحـوش), فذهبـت إليـه وكان فـي حالـة خطـرة, ثـم ذهبـت لأطمئـن علـى شـقيقي «أشـرف» فوجدتـه
سـالما, وأصيبـت «آسـيا» فـي وجههـا, فحملـت «أيمـن» ثـم خرجـت, وحملـت والدتـي شـقيقتي «عائشـة»
ونزلـت بهـا إلـى الحـوش, وهنـاك سـقطت قذيفـة ثانيـة عليهـا فاستشـهدت أمـي علـى الفـور وكانـت إصابتهـا
حيـث فتحـت بطنهـا وخرجـت كل أحشـائها منـه إضافـة إلـى قطـع الجـزء العلـوي مـن رأسـها
ً
بليغـة جـدا
علـى حملهـا فخرجـت إلـى الشـارع أطلـب النجـدة,
َ
وتفحـم شـعرها, حاولـت إسـعاف شـقيقتي لكنـي لـم أقـو
فوجــدت أشــقائي فــي الشــارع يصرخــون, رأيــت «آســيا» شــقيقتي وهــي تحمــل «أيمــن» وتعطيــه لجارتنــا
«كفـا النـذر» والتـي خرجـت مـن منزلهـا فـور سـماعها للقصـف, فأخـذه جارنـا منهـا وانطلـق لإسـعافه, ثـم
دخلـت جارتنـا «كفـا» إلـى المنـزل, فوجـدت «عائشـة» تنـزف فحملتهـا وهـي تصـرخ وتنـادي علـى الجيـران,
معهـا، وأخـذت تنـادي بصـوت
ً
وكانـت لـم تستشـهد بعـد, وسـلمتها لجارنـا, و بسـرعة البـرق أخـذت غطـاء
عـال» يـا «آل جنيـد»، الحقـوا ابنتكـم».
«إيمــان إبراهيــم النجــار»، يــوم 9002/50/11, فــي منزلهــا مقابــل بــرج الســلطان القريــب مــن البنــك الإســ مي, فــي بلــدة
- مقابلــة مــع
187
جباليــا، شــمال قطــاع غــزة.
1...,124,125,126,127,128,129,130,131,132,133 113,114,115,116,117,118,119,120,121,122,...253
Powered by FlippingBook