الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 124

124
فــي تلــك الأثنــاء جــاء الإســعاف وأخــذ الإصابــات, ومــن هــول مــا رأيــت لــم أنتبــه لنفســي, فــرأت إحــدى
جاراتنــا الــدم ينــزف منــي, وكنــت قــد أصبــت فــي جنبــي الأيمــن فأخذتنــي إلــى المستشــفى, أمــا إصابــة
ل للعــ ج فــي مصــر, والحمــد لله فقــد شــفي, أمــا عــن شــقيقتي «عائشــة»
ِ ّ
ــو
ُ
«أيمــن» فكانــت خطيــرة, وح
فقـد أصيبـت فـي بطنهـا، وبتـرت رجلهـا، وعندمـا سـاءت حالتهـا، أدخلـت إلـى العنايـة المركـزة واستشـهدت
هنــاك».
:
188
زوجة الأب الأولى تكمل ما تبقى من الرواية
«رجعــت «كفــا» مباشــرة إلــى المنــزل لتحضــر جثــة «حنــان», ولحــق بهــا «زايــد جنيــد», وقــد ســمعناها
وهـي تصـرخ وتقـول: «عورة،عـورة» انتظـروا حتـى أغطيهـا, وبينمـا هـي تسـتر عـورة الشـهيدة فـإذا بقذيفـة
ثالثـة تسـقط علـى المـكان وتقضـي عليهـا وعلـى «زايـد», وبعدهـا ذهـب «زهيـر جنيـد» لإسـعافهم فسـقطت
قذيفــة رابعــة عليــه, واستشــهد علــى الفــور, وبهــذا ارتكبــت فــي منزلنــا جريمــة بشــعة راح ضحيتهــا عــدة
فـت «حنـان» وراءهـا أربـع بنـات وثلاثـة أولاد, ولـم تتوقـف جرائـم العـدو عنـد هـذا الحـد فحسـب
َّ
أفـراد, وخل
فـوا أرضنـا التـي نقتـات مـن خيراتهـا, وهـي مصـدر رزقنـا الوحيـد».
َّ
فقـد جر
2- عائلة موسى :
اسـتهدفت صواريـخ الاحتـ ل بعـد صـ ة العشـاء منـزل «عائلـة موسـى» فـي حـي الزيتـون بمدينـة غـزة،
ممــا أســفر عــن استشــهاد ســتة مــن أفــراد العائلــة وهــم: الأب «عــز الديــن وحيــد موســى»( 15 عامــا),
والزوجـة «سـميرة عفيـف موسـى» (84عامـا), وأولادهـم «وحيـد عـز الديـن موسـى» (92عامـا), و»أحمـد
عــز الديــن موســى» (82 عامــا) و»محمــد عــز الديــن موســى» (42عامــا), و «نــور عــز الديــن وحيــد
موسـى» (51عامـا), وأصيـب شـقيقهم «محمـود عـز الديـن موسـى» (22عامـا), ولـم يتبـق مـن العائلـة
سـوى الشـقيقتين «فتحيـة» و»حنيـن».
:
189
شقيقة الشهداء «فتحية» (71عاما) تروي
حيــث كان عندنــا بعــض الأقــارب والجيــران يتابعــون أخبــار الحــرب
ً
«قبــل القصــف كان منزلنــا عامــرا
علـى غـزة علـى التلفـاز, وبعـد مغادرتهـم جلسـت وعائلتـي نتجـاذب أطـراف الحديـث, وكان حديثنـا يـدور
فـي ذلـك اليـوم وعبـر عـن شـعوره بالفـرح, وكذلـك والدتـي كانـت تتمنـى
ً
حـول الشـهادة, كان والـدي سـعيدا
الشـهادة حيـث قالـت لنـا:» مـا أجمـل الشـهادة», أمـا شـقيقي «محمـد» فقـال « لـو دخـل جنـود الاحتـ ل
إلـى حـي الصبـرة سـأكون أول المتصديـن لهـم, وأعـدت شـقيقتي «نـور» القهـوة وجلسـت معنا, ثـم طلبـت
منــي والدتــي أن أذهــب  لإحضــار أولاد أخــي مــن الغرفــة المجــاورة, ومــا إن خرجــت مــن عندهــم حتــى
فقـد ارتكبـت فـي أقـل مـن دقيقـة مجـزرة
ً
 أركان منزلنـا, لقـد كان المشـهد فظيعـا
َّ
سـمعت صـوت انفجـار هـز
بحـق عائلتـي الآمنـة فـي بيتهـا, لقـد شـاهدت عائلتـي تبـاد تحـت مـرأى عينـي, كانـت أمـي تتحـرك وتلتقـط
إ خوتـي الأربعـة أشـ ء تحتـرق, أمـا أخـي «محمـود» فكانـت النيـران
أنفاسـها بصعوبـة بالغـة, وكان أبـي و
تـأكل جسـده, فاعتقـدت أنـه قـد استشـهد إلا إنـي اقتربـت منـه فوجدتـه يلتقـط أنفاسـه بصعوبـة, فـي تلـك
اللحظـات اعترانـي خـوف شـديد, ثـم تمالكـت نفسـي واسـتجمعت كامـل قـواي وخرجـت إلـى الجيـران أطلـب
عونهـم, وسـيطر علـي مشـهد والدتـي وشـقيقي «محمـود» وهمـا يحـاولان التقـاط أنفاسـهما، فرجعـت إلـى
يـوم 9002/50/11, فـي منزلهـا مقابـل بـرج السـلطان القريـب مـن البنـك الإسـ مي, فـي بلـدة جباليـا، شـمال
،
- مقابلـة مـع زوجـة الأب
188
قطــاع غــزة.
«فتحية عز الدين موسى»، يوم 9002/20/82, في منزلها المقابل لشركة الكهرباء, في حي الصبرة بمدينة غزة.
- مقابلة مع
189
1...,125,126,127,128,129,130,131,132,133,134 114,115,116,117,118,119,120,121,122,123,...253
Powered by FlippingBook