128
مــن مــكان آخــر, فطلبنــا منهــم أن ينقلــوا جرحانــا, فأخــذوا ابنــي «محمــد» معهــم, وبقــي «أحمــد» وعمــه
«نافــذ» وابــن عمــه «صهيــب» ملقــون علــى الأرض, أمــا ابــن شــقيق زوجــي «صائــب» فقــد استشــهد
علـى الفـور وكانـت إصابتـه هـو الآخـر بالغـة، حيـث فقـد عينيـه الاثنتيـن وكانـت الدمـاء تسـيل مـن أنفـه.
أمـا جيراننـا مـن عائلـة الكتنانـي والذيـن أخلـوا منزلهـم الاسبسـتي والتجئـوا إلـى منـزل أقربـاء لهـم فـي نفـس
المنطقـة ، عندمـا سـمعوا صـوت القصـف حسـبوه فـي بيـت جدهـم الـذي يقـع فـي رأس الشـارع, فخرجـوا
ليسـتطلعوا مـا حـدث, وفـي طريقهـم وبالقـرب مـن منزلنـا أطلـق صـاروخ عليهـم فاستشـهد فيـه «أحمـد عطـا
الكتنانـي» حيـث أصيـب فـي رأسـه وكان جسـمه كلـه شـظايا, وأصيـب شـقيقه «محمـود», وكذلـك أصيـب
والدهمـا «عطـا الكتنانـي» فـي كافـة أنحـاء جسـده.
ولقـد وجدنـا بالقـرب مـن منزلنـا جثـة «سـهيل الصفـدي» وقـد بتـرت قدمـه, وجثـة «عطـا الحبشـي» وجثـة
«محمـد الرفاعـي», الذيـن جـاءوا لإنقاذنـا حينمـا سـمعوا صـوت قصـف الصـاروخ الأول غيـر أن طائـرات
الاحتـ ل سـبقتهم وقضـت عليهـم.
وبعــد حوالــي ســاعتين مــن الحــدث تمكنــت ســيارات الإســعاف مــن الوصــول إلينــا وتــم نقــل الجرحــى
والشـهداء, و دخـل ابنـي «أحمـد» إلـى غرفـة العنايـة المركـزة إلا أنـه استشـهد بعـد حوالـي أربـع سـاعات,
أمــا شــقيقه «محمــد» الــذي نقلتــه ســيارة الإســعاف الأولــى فقــد نجــا مــن المــوت بأعجوبــة».
2- عائلة العالول:
قضـت صواريـخ طائـرات الاحتـ ل الصهيونـي علـى خمسـة مواطنيـن مـن عائلـة العالـول بحـي الصبـرة
بالقـرب مـن المجمـع الإسـ مي, والشـهداء هـم «زهيـر عبـد الحميـد العالـول» (74عامـا), وأنجالـه الثلاثـة
«محمـد زهيـر عبـد الحميـد العالـول» (42عامـا), و»أحمـد زهيـر العالـول» (22عامـا), و»محمـود زهيـر
العالــول» (02عامــا), وشــقيقه «رمضــان عبــد الحميــد العالــول» (72عامــا), وأصيــب شــقيقه «شــعبان
عبـد الحميـد العالـول» (63عامـا).
:
192
«نداء زهير العالول» (81عاما) تروي
أخلينــا نحــن النســاء المنــزل قبــل المجــزرة البشــعة بأيــام، ولــم يتبــق بــه إلا والــدي وأشــقائي «محمــد»
«
و»أحمـد» و»محمـود» وعمـي «رمضـان» وعمـي «شـعبان», وحسـب روايـة عمـي «شـعبان» لنـا أنهـم
إ خمـاد النـار المندلعـة فيـه، وقـد
�
صـف منـزل عمنـا فذهبـوا للاطمئنـان عليـه و
ُ
بعـد أدائهـم لصـ ة الفجـر، ق
خلـي مـن سـاكنيه منـذ أيـام قليلـة, وفـي طريـق عودتهـم إلـى بيتنـا اسـتهدفتهم الصواريـخ.
ُ
أ
لــم يتجــرأ أحــد مــن جيراننــا علــى الاقتــراب منهــم لاشــتداد القصــف علــى المنطقــة والتحليــق المكثــف
للطائــرات, وبقــوا لأكثــر مــن ســاعتين فــي الشــارع, إلــى أن تمكــن جارنــا «أبــو ســمير عبــد العــال» مــن
الوصــول إليهــم بســيارته, فوجدهــم قــد استشــهدوا جميعهــم ماعــدا شــقيقي «محمــود» وعمــي «شــعبان»
حيـث لـم يكـن مـع الجثـث, فنقلهـم إلـى مستشـفى الشـفاء, وكانـت حالـة شـقيقي «محمـود» خطـرة حيـث
لــي
ِ
بــق
ُ
دخــل إلــى العنايــة المركــزة لكنــه استشــهد عنــد المغــرب، وبهــذا لــم ي
ُ
صيــب فــي رأســه, وقــد أ
ُ
أ
صيـب أبـي «زهيـر» فـي رأسـه ورجلـه, وأصيـب «أحمـد» فـي
ُ
يواسـيني أنـا ووالدتـي, وقـد أ
ً
الاحتـ ل شـقيقا
عينيــه, و»محمــد» فــي وجهــه ورقبتــه, وأصيــب عمــي «رمضــان» فــي رقبتــه وفمــه.
«نـداء زهيـر العالـول» ، يـوم الخميـس 9002/90/01, فـي منزلهـا بالقـرب مـن المجمـع الإسـ مي, فـي حـي الصبـرة ، مدينـة
- مقابلـة مـع
192
غــزة.