الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 85

85
مـن هـول المنظـر، وبعـد لحظـات جـاء الإسـعاف ونقلنـا إلـى
ً
أو مصدومـا
ً
أنـه قـد استشـهد، ظننتـه متسـمرا
المستشـفى, وحينهـا فقـدت وعيـي، اسـتيقظت فـي المستشـفى علـى هـول الصدمـة, فأخبرونـي بـأن زوجـي
وحماتـي قـد استشـهدا، وابـن زوجـي «محمـد» فـي حالـة مـوت سـريري واستشـهد بعدهـا».
:
146
وبأحرف الطفولة تروي الطفلة «علا» (4 سنوات) ما رأت
«كنــا فــي الإســعاف ومعنــا بابــا وجنبــه «حــ » و»مــروة»، ولمــا وصلنــا المستشــفى شــفت راجــل حامــل
بابــا وبيحطــه بالثلاجة..وأجــا عمــو ياســر وأخدنــا معــه».
8- عائلة صالح :
«عبـد الله قـدورة صالـح» «أبـو إبراهيـم»,
ِ
فـي تمـام السـاعة الثانيـة عشـرة والنصـف, كان لمنـزل المواطـن
مــن صواريــخ طائــرات الاحتــ ل, ممــا أدى إلــى استشــهاد أربعــة أفــراد مــن
ً
فــي مخيــم جباليــا, نصيبــا
العائلــة, وهــم:
الأب «عبـد الله» (45 عامـا) ، والأم «محظيـة» (05 عامـا)، والابنـة الصغـرى «رنيـن» (11 عامـا)
، وزوجــة الابــن البكــر «ســامية» (91 عامــا)، وأصيــب الابــن «بــ ل» بإصابــة بالغــة نقــل علــى إثرهــا
للعـ ج فـي الخـارج، بينمـا كانـت إصابـة بقيـة الأبنـاء طفيفـة.
:
147
الابنة الكبرى «أم عبيدة صالح « تروي ما حدث في تلك الليلة قائلة
ـن ضـد الصورايـخ
َّ
«قضيـت وزوجـي تلـك الليلـة فـي منـزل عائلتـي, لـم يكـن بيتنـا مـن الاسـمنت المحص
متواضعــا، ســقفه مــن
ً
نشــئها الاحتــ ل فــي مســتوطناته، بــل كان بيتــا
ُ
والتفجيــرات، كتلــك البيــوت التــي ي
فـي
ً
الاسبسـت، لا يقـي مـن الصيـف حـرا، ولا مـن الشـتاء بـردا، وفـي ليالـي الشـتاء الماطـرة تجـده غارقـا
ميـاه المطـر، وبالرغـم مـن ذلـك كنـا نعيـش حيـاة آمنـة فيـه, إلـى أن جـاءت طائـرات الإف – 61، ونفثـت
نيـران صواريخهـا الحاقـدة ، فخطفـت أمـن العائلـة وحولتـه إلـى دمـار وأشـ ء.
ليلة الفراق
آخـر مـا أذكـره قبـل حادثـة القصـف أن «رنيـن» طلبـت أن تنـام بجانبـي, لكننـي قلـت لهـا بأنـه لا يوجـد
متســع لهــا فــي الغرفــة، فذهبــت لتنــام فــي الغرفــة التــي ينــام فيهــا والــداي، وكانــت زوجــة أخــي ســامية
أيضـا نائمـة فـي تلـك الغرفـة، وبعـد سـاعات قليلـة وبـدون أي تحذيـر ولا إبـ غ بإخـ ء المنـزل، قامـت
الطائـرات بقصفـه، ولـم أشـعر إلا بسـقف المنـزل يسـقط فـوق رؤوسـنا فصرخـت أنـا وأخواتـي مسـتنجدين
منهـم يجيـب، ولـم أقـدر علـى الحركـة، وبعدهـا فقـدت وعيـي ولـم أسـتيقظ
ٌ
بأبـي وأمـي, لكـن لـم يكـن أحـد
بالعائلـة إلا أننـي كنـت أذكـر أننـي رأيـت
َّ
إلا فـي اليـوم التالـي فـي المستشـفى, لـم أكـن أعلـم مـا الـذي حـل
هـي, وقـد عرفـت أنهـم استشـهدوا مـن شـقيقتي رانيـا التـي
ْ
ـن
َ
ملقـاة أمامـي ولا أعـرف أشـ ء م
ً
وأشـ ء
ً
جثثـا
اتصلـت علـي مـن الإمـارات لتعزينـي بفقدهـم.»
يـوم السـبت 9002/50/61, فـي منـزل مسـتأجر بجـوار أسـتوديو السـلطان، بالقـرب مـن نـادي خدمـات
،
- مقابلـة مـع «عـ تيسـير زملـط»
146
جباليــا, فــي مخيــم جباليــا.
- مقابلـة مـع «أم عبيـدة عبـد الله قـدورة صالـح « ، فـي يـوم الثلاثـاء 9002/30/30, فـي بيـت مسـتأجر فـي مخيـم جباليـا ، بالقـرب مـن
147
مســجد الشــهيد عمــاد عقــل، شــمال قطــاع غــزة.
1...,86,87,88,89,90,91,92,93,94,95 75,76,77,78,79,80,81,82,83,84,...253
Powered by FlippingBook