79
فلحقــت بوالــدي.
وعلــى الرغــم مــن كل المخاطــر التــي كانــت تحيــط بنــا ونحــن خلــف التلــة؛ إلا أننــا حاولنــا البحــث عــن
مــكان آخــر نحتمــي بــه، لكــن لحســن حظنــا أن بقينــا وراء التلــة لأنــه لــو تحركنــا مــن مكاننــا لاســتهدفنا
ً
رصــاص الجنــود مــرة أخــرى، وبينمــا نحــن خلــف التلــة إذ طلــع علينــا جنــود الاحتــ ل, لقــد كان مشــهدا
فقـد صوبـوا رشاشـاتهم نحونـا وظننـا أن نهايتنـا قـد اقتربـت, فسـألونا لـم أنتـم هنـا؟ وقالـوا لنـا المنطقـة
ً
مريعـا
محاصـرة, وطلبـوا منـا مغـادرة المـكان.
غادرنــا المــكان واتجهنــا نحــو المنــازل القريبــة منــا، وأخذنــا نصــرخ بأعلــى صوتنــا:» نحــن أولاد «فــؤاد
الحلــو»، نرجــو منكــم أن تفتحــوا لنــا أبــواب بيوتكــم للاحتمــاء فيهــا مــن القصــف»، ولكــن الســكان فــي
بشـرية يسـتخدمها
ً
علـى أنفسـهم فلـم يفتحـوا لنـا خشـية أن نكـون دروعـا
ً
تلـك المنطقـة كانـوا خائفيـن جـدا
الجنـود لاقتحـام منازلهـم، أو نكـون جواسـيس يريـد منـا الجنـود نقـل معلومـات عـن المقاوميـن, ولـم نكـف
تحـت أبوابـه أمامنـا, وبعدمـا هـدأ الوضـع
ُ
ف
ٍ
عـن الصـراخ والمنـاداة، إلـى أن أكرمنـا الله واهتدينـا إلـى منـزل
انتقلنـا إلـى منـزل أختـي.
بعـد انسـحاب جيـش الاحتـ ل مـن غـزة ذهبنـا إلـى منزلنـا لأخـذ جثـة والـدي لدفنهـا بعـد أن تركناهـا فـي
المنـزل لمـدة 71 يومـا، ومـع وصولنـا توجهنـا إلـى بيـت الـدرج حيـث تركناهـا فلـم نجدهـا، فسـألنا جيراننـا
عنهــا لكنهــم لــم يفيدونــا بشــيء, وأخذنــا نبحــث عنهــا فــي الأرض المقابلــة لمنزلنــا، فوجــد شــقيقي وزوج
تحـت الرمـال، وأخـذا يرفعـان الرمـال عنهـا إلـى أن تمكنـا مـن انتشـال الجثـة وكانـت ملامـح
ً
شـقيقتي قدمـا
الجثــة غيــر واضحــة, فســألاني عــن اللبــاس الــذي كان يلبســه والــدي ســاعة الاستشــهاد, فوصفتــه لهــم,
وتأكـد لنـا أن الجثـة تعـود لوالـدي, وبعـد تفقدهـا لاحظـا أن إحـدى أسـنان والـدي مكسـورة، وهـذا يـدل علـى
أن الجنـود قـد نكلـوا بجثتـه.
أمــا «فــرح» و «إســ م» و«عبــد الله» و«عمــار» فقــد أخذهــم الجنــود معهــم خــ ل الاجتيــاح, وعندمــا
اعترضنـا علـى أخـذ الجرحـى أخـذوا يتلفظـون بالـكلام البـذيء والشـتائم المختلفـة، و ألقـوا بالجرحـى فـي
عـن منطقتنـا، وتـم نقلهـا عبـر الإسـعاف
ً
الشـارع العـام، ووجدنـا جثـة «فـرح» ملقـاة فـي منطقـة بعيـدة جـدا
بمقـص، وهـذا دليـل علـى
ً
إلـى مستشـفى الشـفاء، وعندمـا ذهـب شـقيقي لاسـتلامها، وجـد بطنهـا مفتوحـا
أن الجنـود قـد سـرقوا أعضـاء مـن جسـمها، أمـا بالنسـبة لشـقيقي «محمـد» فـ نعلـم كيـف استشـهد لأنـه
كان خـارج المنـزل, وتـم دفنـه هـو وفـرح معـا.
بــه, كانــت شــظايا الصواريــخ والقذائــف
َّ
قــد حــل
ً
هائــ
ً
ولــم يســلم منزلنــا مــن عدوانهــم فقــد وجدنــا دمــارا
تمـ ه وبعـض آثـار الأسـلحة الآخـرى، ووجدنـا غرفـة والـدي مدمـرة بالكامـل، وأيضـا وجدنـا آثـار الطعـام
والكثيــر مــن المخلفــات والقــاذورات، أمــا عــن الســرقات فحــدث ولا حــرج، فقــد قامــوا بســرقة مــال والــدي
ومــال شــقيقي, كمــا ســرقوا ذهــب شــقيقاتي، وزوجــات أشــقائي وبناتهــن».
2- عائلة أبو عيشة:
أطلقـت الدبابـات الصهيونيـة، عـدة قذائـف باتجـاه منـزل المواطـن «عامـر رزق أبـو عيشـة» (04 عامـا
)، وذلـك فجـر يـوم الأحـد فـي منطقـة المشـتل شـمالي مخيـم الشـاطئ غـرب مدينـة غـزة, ممـا أدى إلـى
استشـهاده وأربعـة مـن أفـراد أسـرته وهـم: زوجتـه «نهيـل خالـد أبـو عيشـة «(23 عامـا ، ونجليـه «سـيد
عامـر أبـو عيشـة « (21 عامـا )، و «محمـد عامـر أبـو عيشـة « (01 أعـوام )، وابنتـه « غيـداء عامـر
أبـو عيشـة «(8 أعـوام ).