71
أن قـوات الاحتـ ل وضعـت هـذا الـركام قبـل أن تدهسـها بجرافاتهـا، كمـا لاحظنـا عنـد انتشـال
ً
بـدا واضحـا
فـي الجـزء الأسـفل مـن جسـدها .
ً
شـديدا
ً
جثمانهـا تهتـكا
و لـم تتوقـف جرائـم الاحتـ ل عنـد هـذا الحـد فقـد احتـل جنـود الاحتـ ل منزلنـا، وقامـوا بأعمـال تدميـر
ـف الجنـود رسـائل تهديـد ووعيـد لنـا ، ومـن بيـن
َّ
طالـت معظـم أثـاث المنـزل، و علـى جـدران المنـزل خل
كيـف هـي جهنـم حسـنا ، انظـروا
ً
تلـك العبـارات « المـوت سـوف يجدكـم عاجـ » ، « هـل تخيلتـم يومـا
حولكـم » ، « الـدم يسـاوي الحيـاة وهـو يعطينـا حيـاة جيـدة ، أعطونـا الـدم ».
2- عائلتي النمر وعفانة:
علـى منـزل المواطـن «زيـاد النمـر»
ً
أطلقـت طائـرات الاحتـ ل صاروخـا
ً
وعنـد السـاعة العاشـرة صباحـا
بحـي الزيتـون, ممـا أدى إلـى استشـهاد أولاده «إبراهيـم زيـاد النمـر» (12عامـا), و«سـهير زيـاد النمـر»
(11عامــا), و«عبــد الكريــم زيــاد النمــر» (41عامــا), واستشــهاد أولاد نســيبه «إبراهيــم حســين عفانــة»
إ صابـة «حسـين إبراهيـم
�
وهـم «أيمـن إبراهيـم عفانـة» (62عامـا), و»أسـماء إبراهيـم عفانـة» (21عامـا), و
عفانــة» (01أعــوام) إصابــة خطيــرة فــي كافــة أنحــاء جســمه, وأصيــب شــقيقه «محمــد إبراهيــم عفانــة»
(41عامـا) فـي رجليـه وظهـره, وكذلـك أصيبـت ابنـة خالتهمـا «شـادية زيـاد النمـر» (12عامـا) بشـظايا
أنحـاء جسـمها.
ِ ّ
فـي كل
:
132
«إبراهيم عفانة» (55عاما) يروي
فـي يـوم الخميـس 10/10/9002م, قصفـت طائـرات الاحتـ ل ورشـة حـدادة تابعـة لعائلـة حمـودة القريبـة
مــن منزلنــا فــي حــي الزيتــون شــرق غــزة, ولأن منزلنــا يقــع فــي شــارع فيــه الكثيــر مــن الــورش فقــد خفــت
علـى عائلتـي مـن أي قصـف مفاجـئ, فقـررت الذهـاب إلـى بيـت شـقيقتي «غاليـة» زوجـة «زيـاد النمـر»
والـذي يقـع فـي حـي الزيتـون أيضـا.
وبعـد يوميـن مـن مكوثنـا عندهـم بـدأت الحـرب البريـة علـى غـزة، ولأن منـزل نسـيبي «زيـاد» قريـب مـن
الحــدود فقــد قــررت العــودة إلــى منزلــي, وذلــك فــي صبــاح يــوم الأحــد الرابــع مــن ينايــر, وعنــد حوالــي
لشــرب
ً
زنــا أنفســنا للرحيــل, لكــن شــقيقتي أصــرت أن نبقــى عندهــا قليــ
َّ
جه
ً
الســاعة العاشــرة صباحــا
ن مــن طابقيــن يلعبــون
َّ
الشــاي, وفــي تلــك الأثنــاء كان أولادي وأولاد شــقيقتي فــوق ســطح المنــزل المكــو
طاولــة التنــس, وكان ابنــي «أيمــن» وخطيبتــه «شــادية» يتحدثــان وبالقــرب منهمــا كان يقــف «عبــد
الكريـم», وبينمـا هـم يلعبـون رأوا طائـرة عموديـة «أباتشـي» تحلـق فـي الأجـواء وكانـت قريبـة منهـم, فـإذا
بعبـد الكريـم يقـول لهـم تعالـوا ننـزل, وهـذا حسـب روايـة مـن تبقـى مـن المصابيـن, فـإذا بالصـاروخ القاتـل
ــدي لهــم.
َ
م
َ
ينــزل مــن الطائــرة فــي اســتهداف ع
كنـت وباقـي أفـراد العائلـة فـي الطابـق الأول، ومـع سـماعنا للقصـف قمنـا مفزوعيـن مـن أماكننـا, و امتـ
المـكان بالغبـار لأن الصـاروخ أحـدث ثغـرة كبيـر فـي السـقف, فجريـت إلـى السـطح, هنـاك وجـدت مجـزرة
ــة فــي كل اتجــاه والدمــاء تمــ المــكان,
َّ
ي
ِ
م
ْ
ر
َ
رهيبــة قــد ارتكبــت بحقنــا, حيــث كانــت الجثــث والأشــ ء م
عــة إلــى أشــ ء ورأســها قــد انفصــل
ّ
تلــو الآخــر, فوجــدت ابنتــي «أســماء» مقط
ً
وبــدأت أتصفحهــم واحــدا
عـن جسـدها, وكنـت أبحـث بينهـم عـن المصابيـن كـي نسـعفهم, فوجـدت أن الأبنـاء الخمسـة قـد استشـهدوا
علـى الفـور, فقـد انهـار الحائـط الـذي كانـوا يجلسـون بالقـرب منـه عليهـم, ووجـدت رأس إبراهيـم قـد تهشـم,
- مقابلة أجريت مع «إبراهيم عفانة» على الهاتف، يوم الاثنين 9002/80/42.
132