69
:
130
“ألماظة السموني” (21 عاما) تروي
“دخـل علينـا اليهـود وأخـذوا كل أهلـي إلـى بيـت عمـي “وائـل”، ثـم أطلقـوا علينـا القذائـف مـن كل مـكان،
حولــي أشــ ء متناثــرة، وأنــا أصــرخ والقذائــف مســتمرة فــي النــزول علينــا, فرفعــت رأســي
ْ
ــن
َ
م
ُّ
ورأيــت كل
وأنــا فــي حضــن أمــي فرأيــت رأســها مقطوعــا، وشــقيقاي “نصــار” و”إســماعيل” مثلهــا، فصــرت أصــرخ
“إسـحاق”
َّ
وأنـادى عليهـا ودمهـا قـد مـ ملابسـي والمـكان، وبعدهـا ضربـوا قذيفـة أخـرى قطعـت شـقيقي
ولـم أر شـيئا.
ً
و”محمـد”, وبعدهـا أصبـح المـكان معتمـا
جلسـت فـي بيـت عمـي لثلاثـة أيـام بـدون مـاء أو طعـام فـي ظـل الحصـار الـذي فرضتـه قـوات الاحتـ ل
؟ ً
على محيط المنزل، أنا لا أفهم شيئا هل أطلق شقيقي الصغير الذي لا يتجاوز الثلاثة أعوام صاروخا
أم أن أمــي التــي كانــت تحتضننــا كانــت ترصــد حركــة الطائــرات وتريــد إســقاطها؟ أجيبونــي.. .!!!
إ قدامـه علـى إبـادة عائلتنـا, لأن أخـي
�
أتعلمـون مـا الـذي دفـع بجيـش الاحتـ ل الإسـرائيلي لاسـتهدافنا, و
ويريـد أن يلقيـه عليهـم, وأنـا كنـت أحمـل عبـوة وأريـد تفجيرهـا فـي جنـوده,
ً
الصغيـر كان يحمـل صاروخـا
ولأن أمـي التـي كانـت تحتضننـا، كانـت ترصـد حركـة الطائـرات وتريـد إسـقاطها.
أيعقــل أن تكــون هــذه أســباب قتــل إخوتــي الأطفــال جميعــا وأمــي التــي كانــت تحتضننــا؟ أخبرونــي
ـدم منزلنـا،
ُ
تمنـا وه
ُ
أرجوكـم: أيعقـل هـذا؟ لمـاذا لا نعيـش كبقيـة أطفـال العالـم ... لقـد مللنـا الحـروب لقـد ي
صفــت مدارســنا، مــاذا بقــي لنــا مــن هــذه الدنيــا ؟».
ُ
حرقــت كتبنــا، وق
ُ
وأ
من مشاهد المجزرة:
ً
مسعودة السموني زوجة الشهيد “محمد” تروي جزءا
“طلـب الجيـش أن يخـرج الأحيـاء فقـط دون الجرحـى والشـهداء مـن البيـت، وكنـت مصابـة فـي صـدري
فحملـت ابنـي “المعتصـم بـالله” وهـو شـهيد وأخفيـت إصابتـه حتـى لا يعيـدوه, ومشـينا مسـافة أكثـر مـن 2
كيلـو وأنـا أحمـل “معتصـم”، وأمعـاؤه تخـرج مـن بطنـه وأخـوه المصـاب فـي يـدي الآخـرى، حتـى وصلـت
بـي إلـى أن وصلـت
َّ
مـا حـل
ِ
إلـى الشـارع العـام, فأطلقـوا تجاهنـا قذيفـة وسـقطت علـى الأرض, ولـم أدر
.
”
إلـى المستشـفى
- مقابلة مع «ألماظة السموني» وزوجة شقيقها مسعودة السموني، يوم السبت 9002/10/42م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
130
