65
لبعضهـا البعـض فـي حـي الزيتـون، واقتادونـا جميعـا إلـى منـزل مجـاور وعددنـا يتجـاوز التسـعين شـخصا.
تركونــا حتــى الســاعة السادســة فــي منــزل قامــوا بتدميــره مــن الداخــل وأصبــح يفتقــر إلــى
أدنــى مقومــات الحيــاة، ولــم يكتفــوا بذلــك بــل حاصــروه، وفجــأة ودون ســابق إنــذار ســقطت
صيــب عــدد منــا، وبعــد لحظــات ســقطت قذيفــة ثانيــة، فاستشــهد عــدد
ُ
قذيفــة دبابــة عليــه، وأ
مــن أفــراد العائلــة وفــي ذات اللحظــة ســقطت قذيفــة ثالثــة واستشــهد وأصيــب عــدد آخــر.
مــن أن تصيبنــا القذائــف،
ً
كنــت أهــرب مــن غرفــة إلــى أخــرى أنــا وعــدد مــن أفــراد أســرتي خوفــا
فاستشــهد ابنــي «فــارس الســموني» (21عامــا), وابنتــي الطفلــة «رزقــة الســموني» (41 عامــا).
من المصابين معهم،
ً
من العائلة حاول الخروج من المنزل تحت القصف, وحملوا عددا
ً
ومن تبقى حيا
لنجـد قذيفـة أخـرى فـي اسـتقبالنا فاستشـهد عـدد آخـر، وأصيـب أكثـر مـن عشـرة أشـخاص ونجـت البقيـة.
نجـوت بأعجوبـة مـن القذيفـة الأخيـرة ولكـن زوجـي وائـل (04 عامـا) أصيـب فـي سـاقه وبطنـه, وحينمـا
كنــت أحــاول تضميــد جرحــه بقطعــة قمــاش، كانــت القذائــف تتوالــي علينــا، حتــى أننــي رفعتــه مــن بيــن
جثـث شـهداء العائلـة، فيمـا كان أبنائـي الجرحـى يسـتغيثون بـي « أمـي .. تعالـي خذيني..تعالـي», وقـد
حملتـه بصعوبـة بالغـة، إلا أن أصعـب مـا كان علـي أن اضطـر لتـرك «رزقـة» و «فـارس», حيـث لـم
الجريحـان «عبـد الله» و»محمـد».
َّ
أتمكـن مـن حملهمـا معـي, وبالـكاد حملنـا زوجـي وطفلـي
رفعنــا أنــا وبقيــة مــن نجــا مــن النســاء مناديلنــا، وأخذنــا نلــوح بهــا ليرانــا جنــود الاحتــ ل، ويتوقفــوا عــن
إطـ ق النـار علينـا، ولكنهـم لـم يتوقفـوا, ولا أعـرف كيـف نجونـا, فبينمـا كنـا نمشـي كان الجنـود يطلقـون
النــار علــى الأرض مــن حولنــا ويضحكــون علينــا، والذيــن خرجــوا مــن المنــزل لــم يتجــاوزوا الــ»22»
شــخصا مــن أصــل مائــة حيــث استشــهد منهــم 92 وأصيــب « 03 « ونجــا الباقــون.
وصــاح بنــا جنــود الاحتــ ل أن اتركــوا المصابيــن حتــى يموتــوا فــي المنــزل، إلــى أن تمكــن الصليــب
مــن الجرحــى ولــم نعــرف مصيــر
ً
الأحمــر فــي اليــوم الثالــث مــن الوصــول إليهــم, وأخــرج مــن بقــي حيــا
الباقيــن.
وبعـد ذلـك قامـت المدفعيـة الإسـرائيلية بقصـف المنـزل بالكامـل وتدميـره علـى مـن فيـه مـن الشـهداء بعـد
رفضـه لنقلهـم إلـى خـارج المنـزل.
ـت لـو كان لإخوانهـا الباقيـن مثلهـا،
َّ
بلبـاس النـوم والحـذاء الجديديـن، وتمن
ً
لقـد كانـت «رزقـة» فرحـة جـدا
وكنــت فــي أول أيــام الحــرب أتســاءل كيــف ســأحمي أولادي مــن القصــف المتوالــي علينــا، لقــد فقدتهــم
ركام.
�
ت الـ
�
يء تحـ
�
كل شـ
�
م فـ
�
م وصورهـ
�
ذكار لهـ
�
دت كل تـ
�
وفقـ
لقـد حـرق المحتـل قلبـي علـى “رزقـة” وشـقيقها “فـارس”, لكـن مـاذا أقـول؟ .. حسـبنا الله ونعـم الوكيـل ..
غيـر آجـل ويحـرق قلوبهـم”.
ً
وأسـأل الله الكريـم أن ينتقـم منهـم عاجـ
:
126
الطفلة «مؤمنة وائل السموني» تروي
ى انفجــار قريــب مــن المنــزل، ولــم أكــن
َّ
«أحسســت بخطــر شــديد ليلــة الخامــس مــن ينايــر ، حيــث دو
أتوقـع أن يتكـرر مثـل ذلـك الانفجـار داخـل المنـزل, وبعـد دقائـق مـن الانفجـار الخارجـي، توالـت طرقـات
العشـرات مـن المهجريـن مـن أقاربنـا علـى بـاب منزلنـا، ففتحنـا لهـم البـاب ودخلـوا مفزوعيـن, فقـد أجبرهـم
الجيـش الإسـرائيلي علـى الخـروج مـن منازلهـم والتجمـع داخـل منزلنـا.
- مقابلة مع «مؤمنة وائل السموني» يوم الخميس 9002/10/22م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
126