الاستهداف الصهيوني للعائلات الفلسطينية في حرب الفرقان 2009م - page 64

64
:
123
شقيق “صلاح” “حلمي السموني” يروي
«استشــهدت زوجتــي «مهــا» وابنــي الطفــل «محمــد», وذلــك فــي صبــاح الاثنيــن الخامــس مــن كانــون
الثانــي (ينايــر) عندمــا قصفــت القــوات الإســرائيلية المنــزل الــذي لجأنــا إليــه مــع عشــرات آخريــن مــن
الأقــارب.
دمـرت عشـرات المنـازل فـي المنطقـة الصغيـرة، ولـم يتـرك لنـا أكثـر مـن الأنقـاض والجثـث علـى الرمـال,
وكان منزلـي المكـون مـن طابقيـن أحـد المنـازل القليلـة التـي لـم يطلهـا الدمـار الكامـل.
ــروا الأثــاث، وأقامــوا فيــه مواقــع للقنــص خلــف
َّ
وخــ ل العمليــة الإســرائيلية احتــل الجنــود المنــزل، ودم
فـوه وراءهـم كان التخريـب وأغطيـة الرصاصـات، وعلـب
َّ
أكيـاس رمليـة فـي كافـة أرجـاء المنـزل, ومـا خل
الفســتق المحمــص وعليهــا كتابــة بالعبريــة، كيــس مــن البلاســتيك يشــتمل علــى “نــوع ممتــاز لتدفئــة
الجسـم”، والعشـرات مـن أكيـاس حفـظ النفايـات، ومراحيـض متنقلـة للجنـود بعضهـا فـارغ، والآخـر ملـيء
اذورات.
��
بالق
ولعــل أشــد مــا يبغــض المــرء مــا خلفــوه مــن كتابــات علــى حائــط الطابــق الأرضــي.. بعضهــا بالعبريــة،
بينمـا الكثيـر منهـا كتـب بلغـة انكليزيـة ركيكـة «يجـب قتـل العـرب»، «موتـوا الآن»، «انطلقـوا للحـرب لا
للســ م»، وكان هنــاك رســم لحجــارة القبــور وقــد كتــب عليهــا «العــرب 8491 – 9002», كمــا كانــت
هنـاك عـدة رسـومات لنجمـة داود والـى جانـب أحـد تلـك الرسـومات كتبـت جملـة « نحـن هنـا يـا غـزة».
:
124
«فارس» (95 عاما) والد «وائل السموني»
ن مــن
َّ
“كنــت فــي منزلــي المجــاور لمنــزل ولــدي “وائــل” الــذي لجــأ إليــه أفــراد العائلــة, وكان منزلــي مكــو
طابــق واحــد ولــه ســقف مــن الصفيــح الممــوج، وقــد انتقلــت عائلتــي إلــى المنــزل المجــاور لأن بيتــي
ـت أصـوات
َ
ل
َ
غيـر آمـن, وكنـت أخشـى إذا غـادرت المنـزل أن يطلقـوا علـي النـار، وفـي يـوم الثلاثـاء ع
هــم بالميــاه، فمــا كان منــي إلا أن أخــرج بخطــوات
َّ
المحتجزيــن، وهــم يســتغيثون بــي ويطلبــون منــي مد
حــذرة وســريعة لأزودهــم بهــا.
وكانــوا جميعهــم يحاولــون
ً
وهنــاك وجــدت جثــث الشــهداء ملقــاة علــى الأرض, وكان البعــض مصابــا
مســاعدة بعضهــم البعــض, وقــد صدمــت بمنظــر زوجتــي “رزقــة” (05 عامــا) حيــث كانــت مــن بيــن
الشــهداء وكذلــك كانــت زوجــة ابنــي “حنــان”، وحفيدتــي “هــدى” (61عامــا).
وفـي يـوم الأربعـاء السـابع مـن شـهر ينايـر وبعـد خمسـة أيـام مـن محاصـرة العائلـة، تمكنـت فـرق الصليـب
الأحمـر مـن الوصـول إلينـا وذلـك فـي وقـت التهدئـة الـذي أعلنتـه قـوات الاحتـ ل مـا بيـن السـاعة الواحـدة
إلـى الرابعـة عصـرا، وعملـت علـى انتشـال الجثـث والمصابيـن ونقلهـم إلـى المستشـفى”.
:
125
“ابتسام السموني” (23 عاما) زوجة “وائل” تروي
« فـي «ليلـة المـوت» ليلـة الأحـد الرابـع مـن كانـون الثانـي حاصـر جنـود الاحتـ ل منزلنـا، ولـم نتمكـن من
الخروج والانتقال إلى أماكن آمنة، وبقينا حتى صباح الاثنين، فاقتحم عدد من الجنود المنازل المجاورة
- مقابلة مع حلمي طلال السموني» ، يوم الخميس 9002/10/22م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
123
- مقابلة مع «فارس السموني»، يوم الخميس 9002/10/22م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
124
- مقابلة مع «ابتسام السموني» ، يوم الخميس 9002/10/22م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
125
1...,65,66,67,68,69,70,71,72,73,74 54,55,56,57,58,59,60,61,62,63,...253
Powered by FlippingBook