63
:
122
«صلاح طلال السموني»(03 عاما) يروي
« بعــد أســبوع مــن القصــف الجــوي الإســرائيلي، انطلقــت موجــة مــن القذائــف المدفعيــة الثقيلــة ســبقت
مـن أفـراد عائلتـي, ومـع
ً
الغـزو البـري لغـزة, وفـي تلـك الليلـة لجـأت إلـى الطابـق الأرضـي مـع 61 فـردا
فجـر اليـوم التالـي الأحـد 4 كانـون الثانـي (ينايـر)، التجـأ الكثيـر مـن أفـراد العائلـة إلـى منزلـي, إلـى أن
وصــل العــدد إلــى حوالــي 05 فــردا.
فـي منزلنـا, فطلبنـا العـون مـن الإسـعاف والإطفـاء، إلا
ٌ
أطلقـت قذيفـة علـى الطابـق العلـوي فاشـتعل حريـق
لـم يتمكـن مـن الوصـول إلينـا, ولـم يمـض وقـت طويـل حتـى اقتـرب مـن المنـزل جنـود الاحتـ ل،
ً
أن أحـدا
فأخـذوا يدقـون البـاب وطلبـوا مـن الجميـع مغـادرة المـكان.
مشـينا كلنـا بضعـة أمتـار فـي الطريـق الرملـي إلـى أن وصلنـا إلـى منـزل “وائـل السـموني”, فبقينـا هنـاك
طيلـة اليـوم، ووصـل عددنـا إلـى حوالـي 001 رجـل وامـرأة وطفـل، ومكثنـا هنـاك دون طعـام أو شـراب.
وفــي صبــاح يــوم الاثنيــن قــرر أربعــة رجــال وكنــت واحــد منهــم أن نخــرج لإحضــار بعــض الأخشــاب؛
ع الخبـز للأطفـال الجائعيـن؛ فـإذ بقذيفـة مدفعيـة تسـقط علينـا, فاستشـهد منـا اثنـان وهمـا «محمـد»
�
لنصن
و»حمــدي»، وأصبــت أنــا ومــن معــي بشــظايا, ثــم تبــع ذلــك بدقائــق إطــ ق قذيفتيــن علــى المنــزل،
مــن بينهــم ابنتــي «عــزة» (عامــان ونصــف), و كانــت تنــادي علــي: «بابــا..
ً
فاستشــهد 72 شــخصا
بابـا», فنظـرت إليهـا فوجـدت أمعاءهـا قـد خرجـت، ولفظـت أنفاسـها الأخيـرة، كمـا التفـت فوجـدت أمـي
قـد استشـهدت وابـن شـقيقي وعمـره (6 شـهور) إضافـة إلـى عـدد مـن أفـراد العائلـة, وبقينـا ننـزف ليوميـن
حتــى استشــهد عــدد آخــر, فأطلــق الجنــود علينــا النــار, فاستشــهد اثنــان منــا علــى الفــور وأصبنــا نحــن
بشـظايا, حيـث أصبـت بشـظايا فـي جبهتـي وظهـري وسـاقي, وقصـف المنـزل بعدهـا بقذيفتيـن ممـا أدى
إلــى استشــهاد آخريــن.
مـن المنـزل وصحنـا علـى سـمع الجنـود أنـه يوجـد بيننـا نسـاء وأطفـال, وركضنـا
ً
فـررت وحوالـي 07 فـردا
إلـى الشـارع الرئيسـي ومشـينا لمسـافة كيلومتـر, إلـى أن وصلنـا إلـى سـيارات الإسـعاف التـي لـم تسـتطع
الدخـول إلـى منطقتنـا, وظـل بقيـة الأفـراد فــي المنـزل حتــى تمكـن الصليـب الأحمـر مـن الذهــاب إليهـم
وأخـرج المصابيـن وتـرك الشـهداء.
وقـد دمـروا المنـزل بطائـرات الإف 61 حتـى يخفـوا معالـم مجزرتهـم البشـعة, وبعـد انتهـاء الحـرب ذهبنـا
لإخـراج الجثـث فوجـدت والدتـي «رحمـة» وقـد شـطرت نصفيـن, ووجـدت جثـة ابنتـي «عـزة» قـد تحللـت,
وكذلـك فقـدت والـدي.
لقـد كانـت مجـزرة مروعـة بـكل معنـى الكلمـة، ولـم تكـن هنـاك مقاومـة حتـى يقدمـوا علـى تلـك الجريمـة,
ونحـن عائلـة تعمـل فـي الزراعـة ولا دخـل لنـا بشـيء, والسـؤال الـذي يـدور فـي ذهنـي دائمـا لمـاذا قامـوا
.
»
بجريمتهـم تلـك؟؟؟
- مقابلة مع «صلاح طلال السموني» ، يوم الخميس 9002/10/22م, في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
122