53
يوم السبت الموافق 30/10/9002م :
1- عائلة الأشقر:
قتلـت صواريـخ الاحتـ ل مسـاء هـذا اليـوم ثلاثـة أشـقاء مـن عائلـة الأشـقر، الذيـن يسـكنون فـي منطقـة
العامــودي غــرب منطقــة التــوام شــمال قطــاع غــزة، وهــم:» الشــهيد «حــازم محمــد الأشــقر»(23عام),
والشــهيد «محمــد محمــد الأشــقر» (13عــام), والشــهيد «إحســان محمــد الأشــقر»(42 عامــا).
:
113
حاتم محمد الأشقر» الشقيق الأكبر للشهداء، شهد الجريمة ويروي قصة الاستشهاد
«
« رفضنــا الخــروج مــن البيــت رغــم تواصــل الضربــات، واعتقدنــا أن مــا يحــدث هــو مجــرد دخــول عابــر
لجنـود الاحتـ ل كمـا ألفنـا، فاختـرت وأخـي أن نختبـئ أسـفل درج بيتنـا خشـية القصـف، ففوجئنـا بقصـف
عنيــف ومكثــف بجــوار المنــزل, ســمعنا صــوت صــراخ واســتغاثات للنجــدة, اعتقدنــا أن المســتهدف هــو
بيـت الجيـران, فخرجنـا مسـرعين إلـى مـكان الحـدث وهـو الشـارع الخلفـي للبيـت, سـبقني إخوتـي الثلاثـة
رنـي بضـع خطـوات عنهـم, فـإذ بالصـاروخ الثانـي يعاجلهـم ليلقيهـم
َّ
وكنـت مـن خلفهـم, لا أعلـم مـا الـذي أخ
هدف قبلهـم بلحظـات».
ُ
بجـوار مـن اسـت
ً
أشـ ء
لـم أصـدق مـا رأتـه عينـاي، فقـد كانـت أشـ ؤهم متناثـرة فـي كل مـكان, حتـى أنـي لـم
ً
كان المنظـر مريعـا
تلـو الآخـر,
ً
أسـتطع التمييـز بينهـم, فقـد أتقـن صـاروخ الطغـاة عمليـة التشـويه, فصـرت أحـدق فيهـم واحـدا
، وقـد تعرفـت عليـه مـن رأسـه,
ً
ـل رأسـه عـن جسـده تمامـا
ِ
ص
ُ
وصعقـت مـن هـول مـا رأيـت, أخـي «محمـد» ف
ــت إلــى أشــ ء صغيــرة, بينمــا أخــي «إحســان» كانــت إصابتــه خطــرة
ِ ّ
ت
ُ
أمــا أخــي «حــازم» فوجدتــه قــد ف
زقـت أجـزاء كبيـرة مـن جسـده الطاهـر, لكنـه كان علـى
ُ
، حيـث تـم فصـل يـده عـن جسـده بالكامـل، وم
ً
جـدا
قيـد الحيـاة بجـوار جثـث إخوتـي الشـهداء, وكان فـي المـكان جثتـان لآخريـن لـم أسـتطع التعـرف عليهـم».
يصــف «حاتــم» مشــاعره المؤلمــة فــي ذلــك الموقــف الــذي لــن ينســاه أبــدا, فيقــول:» حزنــت بشــدة علــى
إ دخالـه إلـى البيـت, وأنـا
�
إخوتـي الشـهداء, لكـن أكثـر مـا أحزننـي منظـر أخـي «إحسـان», حاولـت سـحبه و
, لـم تكـن لـدي وسـيلة للاتصـال بالعالـم الخارجـي سـوى
ً
فظيعـا
ً
أسـحبه دخلـت يـدي فـي جسـده, كان منظـرا
فـي أن يتدخـل أحدهـم وينقـذ
ً
الهاتـف, اتصلـت علـى معارفـي وعلـى الإسـعاف والصليـب الأحمـر، أمـ
أخـي الجريـح, لكـن مـا مـن مجيـب, كان ردهـم الوحيـد أن الاحتـ ل يرفـض التنسـيق معنـا.
وبقــى أخــي إحســان ينــزف بقــوة مــن الســاعة الواحــدة إلــى الســاعة الخامســة مســاء حتــى ارتقــت روحــه
إلـى بارئهـا, لقـد بذلـت قصـارى جهـدي لإنقـاذ أخـي والتخفيـف عنـه, حاولـت بـكل الطـرق، قمـت بتقديـم
الإســعافات الأوليــة, وبقيــت بجــواره لا أملــك إلا الدعــاء لــه, للأســف فــارق الحيــاة بيــن أحضانــي.
كنـا سـتة إخـوة لكـن الاحتـ ل أبـى إلا أن يحرمنـي مـن ثلاثـة, وقـد حملـت مسـؤولية رعايـة أبنـاء أخـي
لثلاثــة أطفــال, لا نعــرف مــاذا فعلنــا لهــم كــي ييتــم أطفالنــا ويحرمونــي مــن إخوتــي
ٌ
«حــازم», فهــو أب
الثلاثــة فــي يــوم واحــد!».
- مقابلة مع «حاتم الأشقر» يوم الأحد 9002/20/10, في بيته القريب من منطقة التوام، شمال القطاع.
113