45
2- عائلة أبو طير:
و فـي تمـام السـاعة الرابعـة مـن هـذا اليـوم, قصفـت طائـرات الاسـتطلاع (الزنانـة) منطقـة عبسـان الكبيـرة,
فــي شــارع الشــهيد محمــد صبحــي- خــان يونــس, مــا أدى إلــى استشــهاد ثلاثــة أفــراد مــن العائلــة وهــم:
«زيــاد العبــد أحمــد أبــو طير»(23عامــا), وشــقيقه الشــهيد «ياســر العبــد أبــو طير»(52عامــا), ونجلــه
،) ً
«معـاذ ياسـر أبـو طيـر»(6 أعـوام), بالإضافـة إلـى ابـن عمهمـا « محمـد جـ ل أبـو طيـر» (22 عامـا
.) ً
وصديقهـم «محمـد عبـد العزيـز القـرا»( 12 عامـا
حديث الأطفال
:
105
الطفلة «زهراء ياسر أبو طير» ( 7 أعوام) تروي
إ خوتـي أمـام منزلنـا, وكنـا نلعـب مـع أبنـاء عمـي, و كان أبـي يجلـس
�
« بعـد صـ ة العصـر جلسـت أنـا و
مــع عمــي «زيــاد» وصاحبيــه «محمــد القــرا» و«محمــد أبــو طيــر», وفجــأة ســمعت صــوت صــاروخ
وانفجـار قـوي, فهربـت مـن المـكان إلـى بيـت عمـي, وكنـت أصـرخ وأبكـي، فحملنـي جـدي وأبعدنـي, وبعـد
قليـل عـدت إلـى المـكان الـذي حـدث فيـه الانفجـار, فرأيـت أبـي وشـقيقي معـاذ ملقيـن علـى الأرض».
كانــت حالهــا كحــال أختهــا, عندمــا رأت مــا حــدث مــن تناثــر
البنــت الصغــرى «زينــب» (5 أعــوام),
للأشـ ء والـدم يمـ المـكان, قالـت بعبـارة الطفـل الصغيـر البسـيطة:» بابـا صـار فـي كل مـكان بعـد مـا
ضربــه الصــاروخ».
ـر عـن مـوت أبيـه بتمثيلـه للملمـة أشـ ء والـده
ّ
فقـد عب
أمـا الطفـل «طـارق زيـاد أبـو طيـر» (5 سـنوات),
بعــد قصــف الصــاروخ أمــام عينيــه, يتذكــر والــده, وكيــف لعــب بيــن يديــه, و كأن الشــوق يمــ وجدانــه,
ويعبـر عـن مـدى حبـه لأبيـه بانتظـاره للوقـت الـذي يذهـب فيـه إلـى السـماء كـي يكـون معـه».
مأساة الأم
والدة الأطفال السيدة «ابتهال أبو طير» تروي:
«كنــت فــي المنــزل عندمــا حــدث القصــف, وعندمــا ســمعت صــوت الانفجــار، صــرت أصــرخ بأعلــى
صوتي:«أطفالـي، أطفالـي», لأنهـم كلهـم كانـوا يلعبـون أمـام المنـزل, فظننـت أننـي فقدتهـم جميعـا، صـرت
أجـري فـي الشـارع كالمجنونـة أبحـث عنهـم, فوجـدت النـاس قـد اجتمعـوا فـي مـكان الحـدث وعرفـت منهـم
أن زوجــي وابنــي قــد استشــهدا، مصيبتــي لــم تقــف فقــط عنــد فقــدان زوجــي و ابنــي معــاذ، بــل أصبــح
مـن هـول مـا رأوه
ً
باقـي أطفالـي «ميسـرة» (01أعـوام) و «الزهـراء»( 7أعـوام) و «زينـب» يعانـون نفسـيا
فـي ذلـك اليـوم».
:
أما «رشا أبو طير» زوجة الشهيد «زياد أبو طير» فقالت
, بالإضافــة إلــى التبــول الــ إرادي, وبعــد
ً
«لقــد أصبــح الخــوف والهلــع والصــراخ لا يفــارق الأطفــال ليــ
عرضهــم علــى أخصائيــة نفســية أكــدت لــي أن الأطفــال بحاجــة لبعــض النشــاطات، والوقــت ليجتــازوا
.
مرحلــة عــدم الاســتقرار لديهــم»
- مقابلة مع عائلة أبو طير، يوم الاثنين 9002/30/90, في بيتها بمنطقة عبسان الكبيرة ، محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
105
